من أمم أفريقيا للمونديال.. أهلي موسيماني "الأعرج" يضعه على خطى كيروش
تلقى الأهلي المصري ضربة قوية لأحلامه في التأهل لنهائي كأس العالم للأندية، بالخسارة أمام بالميراس البرازيلي 0-2 في الدور قبل النهائي.
وكان الأهلي قد وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي للمشاركة في كأس العالم للأندية 2021 بقائمة منقوصة بسبب كثرة الإصابات والغيابات، حيث افتقد الفريق لخدمات ما يزيد على فريق كامل، نظرا لوجود اللاعبين الدوليين مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا، وكذلك الإصابات التي امتدت للاعبي الصف الثاني والثالث.
ذلك الأمر دفع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي، لتشبيه الفريق بين منافسيه في كأس العالم للأندية بأنه مثل شخص يعرج من شدة الآلام.
وبسبب الإصابات، فقد بطل دوري أبطال أفريقيا اللاعبين أكرم توفيق، وبدر بانون، وصلاح محسن، وأحمد نبيل "كوكا"، وعمار حمدي، وبيرسي تاو، وحسام حسن ومحمد محمود، ومحمود متولي.
كذلك انطلق الأهلي في مشواره بمونديال الأندية بدون لاعبيه الدوليين الستة في صفوف منتخب مصر (محمد الشناوي وحمدي فتحي وعمرو السولية ومحمد شريف وأيمن أشرف ومحمد عبدالمنعم)، حيث خسر لقب كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون في المباراة النهائية ضد السنغال.
هجوم شرس
خيب بيتسو موسيماني آمال جماهير الأهلي خلال الفترة الأخيرة، مما عرضه لانتقادات عديدة بسبب سوء نتائج الفريق في كأس رابطة الأندية المصرية، حيث عجز عن تحقيق الفوز واكتفى بتعادل واحد مقابل خسارة و4 هزائم.
ولم يشفع للمدير الفني للأهلي الاعتماد على العديد من الوجوه الشابة من قطاع الناشئين، حيث لم يقبل الكثيرون مبرراته بضرورة إراحة البدلاء تفاديا لإصابات جديدة في صفوف الفريق.
ووصل الأمر بالخبير الكروي، طه إسماعيل، رئيس اللجنة الفنية السابق بالنادي الأهلي، للمطالبة بضرورة إقالة موسيماني، بل وتوقع أن يتعرض الأهلي لخسارة ثقيلة في مباراته الأولى ضد مونتيري المكسيكي.
كذلك قال محمد فضل، رئيس لجنة التعاقدات السابق بالأهلي، إن موسيماني لا يناسب قدرات الفريق، ولم تظهر بصمته الفنية بشكل واضح عليه.
ووصل الأمر بفضل إلى اقتراح أسماء مدربين أجانب آخرين لتولي مسؤولية الأهلي، منهم الإسباني كيكي فلوريس والفرنسي هيرفي رينارد، والبوسني وحيد خليلوزيتش.
قفزة فوق الأسوار
إلا أن بيتسو موسيماني قفز فوق كل الأسوار الشائكة، ونجا بنفسه وبفريقه من الانتقادات بعدما حقق الفوز في أول مباراة على مونتيري المكسيكي 1-0، ليتأهل الأهلي لقبل نهائي مونديال الأندية للمرة الثانية على التوالي، لأول مرة في تاريخه.
وقلبت هذه المباراة الموازين رأسا على عقب، حيث أسكت موسيماني منتقديه، ووجد دعما جماهيريا قويا بعد عبور الفريق المكسيكي بسيناريو وصفه الكثيرون بـ"المعجزة".
ورغم السقوط في اللقاء الثاني في مونديال الأندية أمام بالميراس البرازيلي بنتيجة 0-2، بأخطاء بعضها يرجع إلى موسيماني ذاته، فإن المدرب الجنوب أفريقي تمكن من إظهار شراسة فريقه في كثير من فترات اللقاء رغم الظروف الصعبة وقوة المنافس، ليثبت أنه قادر دائما على مقارعة الكبار في كل الأوقات.
قصة كيروش تتكرر
"مباراة واحدة صنعت الفارق".. تلك القصة اقتبسها المدير الفني للأهلي من نظيره البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر.
فبعد عروض فنية متواضعة في الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية، اشتدت موجة الهجوم ضد كيروش، وطالب كثيرون بإقالته وترشيح أسماء أخرى لخلافته، أبرزها حسام حسن نجم الفراعنة السابق.
وتأثر مسؤولو اتحاد الكرة في مصر بحملة الهجوم، وتضاربت تصريحات أعضاء المجلس بعد أول 3 مباريات للفراعنة في المونديال القاري.
إلا أن مباراة مصر ضد كوت ديفوار قلبت الموازين، حيث كسر كارلوس كيروش ورجاله التوقعات، وتجاوزوا الاختبار الصعب، وبعده اختبارين آخرين من العيار الثقيل أمام المغرب والكاميرون، قبل التأهل لمواجهة السنغال في النهائي.
لم يكن طريق منتخب مصر وكيروش مفروشا بالورود، بل خسر المدرب البرتغالي المخضرم عددا من لاعبيه بسبب الإصابة مثل أكرم توفيق ومحمد الشناوي وأحمد حجازي، وكذلك محمود الونش وأحمد أبو الفتوح وحمدي فتحي في بعض المباريات، بجانب الظهير عمر كمال في النهائي للإيقاف.
إلا أن كارلوس كيروش صنع فريقا صامدا، وأسكت أيضا الانتقادات، ووجد دعما جماهيرا وإعلاميا ورسميا كبيرا، رغم خسارة اللقب الأفريقي.
كما تغيرت لهجة مسؤولي اتحاد الكرة المصري من التلويح بإمكانية إقالة كيروش إلى التأكيد على ضرورة بقائه لسنوات لبناء مشروع جديد حتى إذا تعثر منتخب مصر مجددا أمام السنغال وفشل في التأهل لكأس العالم 2022.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز