مسجد "الميقات".. مكان إحرام الرسول متجها إلى مكة
بالنظر إلى المكانة التاريخية التي يحتلها مسجد "ذي الحليفة" (الميقات)، يشهده أعداد كبيرة من المحرمين للحج والعمرة.
يُعدّ مسجد "ذي الحليفة" (الميقات)، من أبرز المواقع التاريخية في المدينة المنورة، ويقع على الجانب الغربي لوادي العقيق، وهو أحد المواقيت التي حدّدها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أراد الحج أو العمرة، فقد أحرم النبي في حجة الوداع والعمرة من "ذي الحليفة"، وهي ميقات أهل المدينة.
وللمسجد عدد من الأسماء، منها "ذي الحليفة"، وهو مشتق من نبات الحلفاء المعروف، ومسجد "الشجرة"، حيث كان صلى الله عليه وسلم ينزل تحت شجرة في هذا الموقع ويحرم منها إذا أراد الخروج إلى مكة بحج أو عمرة، ومسجد "الميقات" لأنه ميقات أهل المدينة، ومن مرّ بها في الطريق إلى مكة.
وبُنِيَ المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز، عندما كان واليَ إمارة المدينة عام 87 /93 هـ، وجُدِّد في العصر العباسي، ثم في العصر العثماني، خلال عهد السلطان محمد الرابع عام 1058هـ/1099هـ، وكان صغيراً جداً، مبنياً من الطوب اللبن والحجارة، ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فيصل بتجديده وتوسعته.
وبالنظر إلى المكانة التاريخية التي يحتلها مسجد "الميقات"، يشهده أعداد كبيرة من المحرمين للحج والعمرة، ومن هذا المنطلق أمر المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، بتوسعة المسجد، فسُحِبت ملكية الأراضي المجاورة لتنفيذ المشروع وتجميل المنطقة المحيطة، مع تزويد مواقف السيارات والخِدْمات كافة، وتزويده بالمرافق اللازمة، فأضحى "الميقات" محطة متكاملة للمسافرين.
وعن تلك التوسعة، فقد بُنيَ على شكل مربع مساحته 6000 متر مربع، وأضحى يتكون من مجموعتيْ أروقة، تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها 1000 متر مربع، وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 متراً.
ويتسع المسجد لـ5000 مصل على الأقل، وبه مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني، ارتفاعها 62 متراً.
ويتصل "الميقات" مباني الإحرام والوضوء، كما بُنيَ من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج، وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة نخل واسعة.