حكاية أقدم مسجد في بريطانيا.. يرجع تاريخه لأكثر من قرن وأسسه إنجليزي
جمعية عبدالله كويليام تتولى حاليا عمليات ترميم المسجد بنية الكشف عن التاريخ المذهل وراء المسجد، والرجل المنسي عبدالله كويليام
عند الذهاب إلى مدينة أو دولة جديدة، يهتم الكثير منا بزيارة المعالم التاريخية والسياحية، للتعرف على حكاياتها، وفي ظل تدابير الإغلاق جراء جائحة كورونا المستجد، وتزامنا مع شهر رمضان المبارك، هناك فرصة مناسبة للحصول على جولة افتراضية في أبرز هذه الأماكن.
حكاية مكان
في بريطانيا، وتحديداً بمدينة ليفربول، يتواجد مبنى في 8 شارع بروم تيراس، قد يبدو لك من الخارج منزلاً عادياً ومتهالكاً يخضع للترميم، لكن في حقيقة الأمر هو ليس كذلك، بل يرجع تاريخه لأكثر من قرن زمني.
ويعد هذا المكان مولد الإسلام في بريطانيا، بحسب شبكة "بي بي سي"، إذ ترجع حكايته لاعتناق الإنجليزي ويليام هنري كويليام الإسلام.
ولد كويليام عام 1856 في مدينة ليفربول، وتربى هناك لعائلة متعلمة أرستقراطية مسيحية، تعمل في صناعة الساعات، وتخرج في المعهد العالي بالمدينة نفسها، ليعمل محامياً ثم يذيع صيته.
وكانت اللحظة التي غيرت حياة كويليام، هي التي سافر فيها إلى المغرب عام 1887، ليشهد جمعاً من المسلمين يصلون على ظهر إحدى السفن في مياه البحر المتوسط رغم الرياح العاتية، ليعتنق الإسلام ويغير اسمه الأول إلى عبدالله، وهو بعمر 31 عاماً.
وفي العام نفسه، أنشأ كويليام أول مسجد بالبلاد بمدينة ليفربول التي كانت تعد آنذاك "المدينة الثانية للإمبراطورية البريطانية"، ليصبح المبنى الفيكتوري المتواضع أول مسجد نشط بالبلاد.
وعمل المسجد كمركز لمساعدة المحتاجين، وتقديم الفصول الدراسية للطلاب حول مجموعة من القضايا، وكان يحضرها المسلمون وغير المسلمين، كما تضمن متحفاً ومختبراً للعلوم.
وشهد هذا المسجد ارتفاع هامات المصلين وانخفاضها خشوعاً لله، وخارج قاعته، كانت هناك غرفة أخرى موجود بها بيانو، حيث كان يجلس كويليام ليعزف للصغار أهازيج تعكس سماحة الإسلام.
وتمكن كويليام من مساعدة أكثر من 650 شخصاً على اعتناق الإسلام خلال حياته، وقاد أول زواج إسلامي في إنجلترا عام 1891.
وحالياً، تتولى جمعية عبدالله كويليام عمليات ترميم المسجد، بنية الكشف عن التاريخ المذهل وراء المسجد، والرجل المنسي عبدالله كويليام، وإرثه المستمر.