علماء الجيوفيزياء يراقبون «البركان الأعنف تحت الماء»: توقعات بحدوث انفجار قبل نهاية 2025

ارتفع قاع البحر إلى مستوى مشابه لما كان عليه قبل ثوران عام 2015، والعلماء يتوقعون أن يثور بركان أكسيال سيمونت في أي لحظة حتى نهاية 2025.
حذّر عدد من العلماء من اقتراب ثوران أحد أكثر البراكين نشاطًا في شمال غرب المحيط الهادئ، وهو بركان "أكسيال سيمونت"، الذي يقع تحت الماء ويبلغ عرضه ميلًا واحدًا. ويقع هذا البركان على عمق يزيد عن 4900 قدم تحت سطح المحيط، وعلى مسافة 300 ميل من سواحل ولاية أوريغون الأميركية.
وقد سجّل "أكسيال سيمونت" ثلاث ثورات خلال الأعوام الثلاثين الماضية، كانت آخرها في عام 2015، وأسفرت حينها عن نحو 8000 زلزال، وتدفقت الحمم البركانية منه بسمك وصل إلى 400 قدم، كما تسببت هذه الثورات في هبوط قاع المحيط بما يقارب ثمانية أقدام.
مؤشرات على قرب الثوران
رصد الباحثون مؤخرًا علامة جيوفيزيائية مهمة تشير إلى قرب حدوث ثوران جديد. إذ أظهرت القياسات وجود تورم في قاع البحر، يُعتقد أنه ناجم عن تراكم الصهارة تحت سطح الأرض. وأوضح ويليام ويلكوك، الأستاذ وعالم الجيوفيزياء البحرية في جامعة واشنطن، أن قاع البحر تضخم الآن إلى نفس المستوى الذي وصل إليه قبل ثوران عام 2015.
وأضاف ويلكوك: "هناك افتراض لدى بعض الباحثين بأن حجم التضخم يمكن أن يكون مؤشرًا دقيقًا على توقيت ثوران البركان. وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فقد يحدث الثوران في أي يوم قادم".
لا خطر على اليابسة
وعلى الرغم من التوقعات المتزايدة بقرب الثوران، شدد الخبراء على أن البركان لا يشكل أي تهديد للمجتمعات البشرية. فموقعه العميق والبعيد عن الشواطئ يعني أن الناس قد لا يشعرون بالثوران إذا حدث، كما أنه لا يؤثر على النشاط الزلزالي على اليابسة.
من جانبه، عبّر مايك بولاند، وهو عالم في مرصد بركان يلوستون، عن اهتمامه العلمي بمراقبة تطورات البركان، وصرّح لصحيفة "كاوبوي ستيت ديلي" قائلًا:
"هذا البركان تحديدًا يُعد من أكثر البراكين تحت البحر مراقبةً في العالم. إنه مثير للاهتمام ولا يشكل خطرًا حقيقيًا".
خصائص البركان وموقعه الجيولوجي
يقع أكسيال سيمونت على امتداد حافة "خوان دي فوكا"، وهي سلسلة من البراكين تحت الماء تمتد بين أوريغون وألاسكا. ويصنف البركان ضمن البراكين الدرعية الشابة، والتي تتميز بانحدارها المنخفض واتساعها الكبير.
وأشار بولاند إلى أن طبيعة الثوران المتوقع لأكسيال سيمونت تشبه إلى حد كبير تدفق الحمم البركانية في هاواي، حيث تخرج الحمم بهدوء من الفوهة وتنتشر عبر قاع البحر، دون أن يترافق ذلك مع انفجارات عنيفة.
مؤشرات علمية منذ عام 2024
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ ويليام تشادويك، عالم الجيوفيزياء في جامعة ولاية أوريغون، دراسة جديدة على البركان، بعد أن لاحظ أن سطح البركان بدأ يتضخم ليبلغ تقريبًا نفس الارتفاع الذي سبق ثوران 2015. وكان التضخم ذاته قد ساعده هو وزملاءه في التنبؤ بذلك الحدث قبل عقد من الزمان.
وتشير الملاحظات الأخيرة إلى أن بركان أكسيال سيمونت مرشح للثوران مجددًا قبل نهاية عام 2025. وقال الباحثون: "استنادًا إلى الاتجاهات الحالية، وإذا افترضنا أن البركان سيكون جاهزًا للثوران عند وصوله إلى مستوى التضخم ذاته المسجل في 2015، فإن الفترة المتوقعة لحدوث الثوران تقع بين يوليو/ تموز 2024 ونهاية عام 2025".
نشاط زلزالي متزايد
كما بيّنت الدراسات الحديثة أن النشاط الزلزالي في المنطقة المحيطة بالبركان يشهد تصاعدًا ملحوظًا، حيث تُسجل مئات الزلازل يوميًا حول أكسيال سيمونت، وفي بعض الأيام تجاوز عددها 500 زلزال.
ويرجح العلماء أن الزلازل الصغيرة المتكررة بهذه الكثافة تشير إلى أن الصهارة المحتجزة تحت قاع المحيط بدأت تتحرك ببطء نحو السطح، وهو ما يعزز التوقعات بقرب حدوث الثوران.
سجل من الثورات السابقة
يذكر أن بركان أكسيال سيمونت ثار سابقًا في أعوام 1998 و2011 و2015، وتُرجح الأدلة الجيولوجية أنه شهد عدة ثورات أخرى قبل تلك التواريخ. ويرى تشادويك أن هذا البركان يُعد الأكثر نشاطًا في شمال غرب المحيط الهادئ، مقارنة بمعظم البراكين البرية التي تمضي فترات طويلة في الخمول، فيما يتميز أكسيال بإمداد نشط للغاية من الصهارة.
وقال تشادويك: "إذا لم يكن أكسيال يثور، فهو يتضخم ويستعد للثوران التالي، ولهذا السبب نواصل مراقبته بشكل دائم".
aXA6IDMuMTQ4LjE0NS4yMDAg جزيرة ام اند امز