موجة زلازل تضرب أمريكا.. هل يوشك بركان هائل على الانفجار؟

أثارت زلازل صغيرة متعددة رصدت تحت جبل سبير في ألاسكا مخاوف متزايدة بين العلماء، إذ حذروا من أن البركان قد يقترب من الثوران.
وأظهر البركان، الذي يبلغ ارتفاعه 11,000 قدم، ويقع على بعد 81 ميلا فقط من أنكوريج، مؤشرات متزايدة على اضطرابه خلال الأشهر القليلة الماضية، وتشير كل من زيادة النشاط الزلزالي، ونزوح الأرض، وانبعاثات الغازات، إلى احتمال ثورانه.
بدأ النشاط الزلزالي بالتزايد في أبريل/ نيسان 2024، حيث ارتفع معدل الزلازل من 30 زلزالا أسبوعيا إلى 125 زلزالا بحلول أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي تحديث حديث، أكد مرصد ألاسكا للبراكين استمرار الهزات البركانية الصغيرة والضحلة تحت البركان، داعيا إلى مواصلة الرصد بحثا عن أي علامات أخرى على الثوران.

ومنذ بداية شهر أبريل/ نيسان، رصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مئات الهزات الصغيرة ضمن دائرة نصف قطرها 30 ميلا من جبل سبور.
وفي 2 أبريل/ نيسان، ضرب زلزال بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر مدينة بيترسفيل، على بعد حوالي 30 ميلا شمال غرب البركان، على عمق يرتبط عادة بحركة الصفائح التكتونية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الزلزال قد يكون مرتبطا بتصاعد الصهارة من أعماق وشاح الأرض، مما يثير المزيد من المخاوف بشأن ثوران محتمل.
ومما يزيد من حدة القلق، أن جبل سبور يُصدر مستويات مرتفعة من الغاز منذ 7 مارس/ آذار.
وإلى جانب النشاط الزلزالي المستمر وتشوه السطح، فإن هذه العلامات تُنذر الخبراء بأقصى درجات التأهب.
وظلت فوهة قمة البركان خامدة لما يقرب من 5000 عام، لكن فوهة البركان الجانبية، قمة الفوهة، ثارت آخر مرة منذ 30 عاما فقط.
وفي حال ثار جبل سبور مرة أخرى، يعتقد الخبراء أن ذلك سيكون على الأرجح من قمة الفوهة، و قد يكون الثوران البركاني متفجرا، حيث من المحتمل أن يصل ارتفاع أعمدة الرماد إلى 50 ألف قدم، مما سيُغطي أنكوريج بالغبار، وستستمر حوادث الرماد المتفجر لعدة ساعات، مما يسبب اضطرابا كبيرا للمجتمعات المجاورة.
وفي حين أن الثوران من المرجح أن يُسبب أيضا انهيارات طينية مدمرة وتدفقات حطام، إلا أنه لا توجد مجتمعات تقع مباشرةً ضمن منطقة الخطر، وفقا لعالم منظمة مراقبة جبل سبور، مات هاني.

ومع ذلك، فإن المخاطر المحتملة لتساقط الرماد، بما في ذلك المخاطر الصحية وإغلاق المطارات، كبيرة. وخلال الثوران الأخير عام 1992، شهدت أنكوريج اضطرابا واسع النطاق، حيث غطت الرماد المدينة، وأُغلق مطارها لمدة 20 ساعة، وقدرت الأضرار بحوالي مليوني دولار.
وردا على التهديد المتزايد، رفع مسؤولو أنكوريج مستوى التخطيط للطوارئ إلى المستوى 2 في 20 مارس/ آذار، استعدادا لإطلاق بروتوكولات الاستجابة للثوران. ويُحذر الخبراء من أنه إذا استمر نشاط جبل سبور في التصاعد، فقد تكون العلامة التالية للثوران هزة بركانية.
وبينما يواصل العلماء مراقبة الوضع، يتم حث السكان والسلطات على البقاء على اطلاع بشأن التهديد المستمر الذي يشكله هذا البركان المتقلب.