معركة الموصل.. 7 أشهر من الحصار والخسائر لداعش
تنظيم داعش تكبد خسائر متعددة في المدينة التي فرض سيطرته عليها من 14 يونيو/ حزيران 2014.
قرب موعد تحرير الجانب الغربي من مدينة الموصل العراقية، وطرد جميع عناصر داعش والسيطرة الكاملة على المدينة خلال ثلاثة أسابيع، كان هذا التصريح أبرز تصريحات قادة معركة تحرير غرب الموصل وممثلي الحكومة العراقية، الأسبوع الماضي، حول تطورات المعركة التي انطلقت في الـ 19 من فبراير/ شباط الماضي.
ومرت معركة تحرير مدينة الموصل التي بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بعدة مراحل، كانت البداية في الجانب الشرقي للمدينة، حيث نجحت القوات العراقية المدعومة من قوات التحالف الدولي في طرد جميع أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي من هذا الجانب خلال 100 يوم، وتكبد تنظيم داعش خسائر متعددة في المدينة التي فرض سيطرته عليها من 14 يونيو/ حزيران 2014، تمثلت خسائر للمدن و الذخيرة والأسلحة الثقيلة، فضلًا عن خسائر بشرية في صفوف أعضاء التنظيم الإرهابي.
استعادة شرق الموصل.. 100 يوم من خسائر داعش
وطوال المرحلة الأولى من معركة تحرير شرق الموصل، تمكن أكثر من 140 ألف مقاتل من الجيش العراقي، وقوات البيشمركة، وقوات مكافحة الإرهاب، وفصائل من الحشد الشعبي، على استعادة 338 بلدة وقربة حول وداخل الجانب الشرقي بالموصل، بالرغم من صعوبة المعركة لسوء الأحوال الجوية، واستخدام داعش المدنيين كدروع بشرة لوقف زحف القوات العراقية داخل أحياء الموصل.
وتمكنت القوات خلال الأسبوع الأول من المعركة من السيطرة على عشرات القري والبلدات بالموصل، بالإضافة للسيطرة على مدينة قراقوش أكبر المدن المسيحية بالعراق، ليعود حوالي 50 ألف مسيحي إلى مدينتهم ويقيمون احتفالات بالشموع والموسيقي وأول صلاة بكنائس " مارشيمون ماركوركيس" بعد شهور طويلة من التهجير القسري، ونهب أموالهم ومنازلهم ومقتنياتهم من قبل تنظيم داعش الذي بسط سيطرته على المدينة في يوليو/ تموز 2014.
وفي المرحلة نفسها طرد داعش من أكثر من 28 حيا، و115 كم2 غرب المدينة، و1400 كم2 حول المدينة، وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تمكنت قوات الحشد الشعبي من فرض السيطرة على أطراف مدينة " تلعفر" شمال العراق، وهي تعد مدينة استراتيجية هامة كونها تربط الحدود العراقية مع الحدود التركية والحدود السورية، وطبيعة تركيبها السكاني المكون من السنة والشيعة والتركمان.
ولم تتوقف الضربات الموجهة ضد تنظيم داعش، فخلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سيطرت القوات العراقية على مدينة بعشيقة التي تضم حوالي 20% من سكانها من المسيحين، ليعود حوالي 20 ألف مسيحي عراقي للمدينة بعد طرد كافة العناصر الإرهابية، بالإضافة لخسارة داعش مدينة نمرود الأشورية الواقعة جنوب الموصل، واستعادة قوات الجيش العراقي لمدينة البوسيف القريبة من مطار الموصل الدولي، ما ساهم في إلحاق هزيمة كبري لعناصر داعش سريعًا خلال المرحلة الأولى من المعركة.
خطة تدمير الجسور كانت هي الخطة الأكثر تأثيرًا في المرحلة الأولى من المعركة، ونجحت قوات التحالف الدولي في تدمير 4 جسور رئيسية بالموصل، عقب القصف الجوي المستمر على جسور الحرية، والشهداء، والمثني، والجسر الرابع، لمنع وصول الإمدادات من شرق الموصل وغربها لمجموعة داعش في الجانبين.
وقبل توقف معركة تحرير شرق الموصل لفترة، نظرًا لسوء الطقس وتراجع الإمدادات اللوجستية للقوات العراقية بالمعركة، فقد داعش أكثر من 1500 داعشي، و3 داعشيات مقاتلات أجنبيات، بالإضافة 90 داعشيا أسيرا، وأكثر من 600 سيارة مفخخة تابعة للتنظيم، و6 مدافع مضادة للصواريخ، وأكثر من 1077 عبوة ناسفة، وحوالي 170 قطعة سلاح متنوعة.
وقبل إعلان الحكومة العراقية تحرير شرق الموصل بالكامل في الـ 24 من يناير/ كانون الثاني الماضي، استأنفت المعركة في الـ 27 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد فترة التوقف، لتسيطر القوات على أحياء هامة على رأسها حي القدس، وحي الانتصار والأحياء الشرقية بالمدينة التي مثلت نقطة تحول في استعادة الجانب الشرقي بالكامل.
غرب الموصل.. حصار داعش حتى الموت
وبـ عبارة "الهدف ليس هزيمتهم فقط في الجانب الغربي بالموصل، إنما التأكيد على عدم قدرتهم على الفرار" كانت هي خطة القوات العراقية وقوات التدخل السريع والفرق العسكرية المختلفة المدعومة من التحالف الدولي لبدء معركة تحرير غرب الموصل في الـ 19 من فبراير/ شباط الماضي.
بعد تحرير شرق الموصل، وإلحاق داعش هزائم متتالية خلال فترة المعركة، حرصت القوات العراقية وقوات التحالف الدولي على استكمال مهمة تحرير المدينة العراقية آخر معاقل التنظيم الإرهابي بالعراق، ببدء معركة تحرير غرب الموصل.
وتمكنت القوات المتحالفة ضد داعش من تحرير مناطق مهمة بالجانب الغربي بالموصل، لتطرد داعش من أكثر من ثلث غرب الموصل، وأكثر من 30 قرية وبلدة خلال الـ 3 أسابيع الأولي للمعركة، على رأسهم قري " السحاجي – تل كيصوم- عذبة – لزاكة – الكافور- الجماسة- البجواري – كنيطرة –سيطرة العقرب – العربيد – باخيرة – تل الزلط – أم المصايد – الشريعة الشمالية – عين طلاوي- قري العبرة – خرابة جحيش"، فضلًا عن تحرير مطار الموصل الدولي، وقاعدة الغزلاني، ومحطات كهرباء حمام العليل، وسنجار، وتلعفر.
واهتمت القوات بقطع طريق إمدادات بين الموصل وتلعفر، وفرض سيطرة أكبر على جسري الحرية، والرابع، والجسر الحديدي وأحياء الصمود، وشقق المأمون، ورغم وجود خلايا نائمة لعناصر داعش في بعض الأزقة والشوارع، وصعوبة التحرك في غرب الموصل بالمعدات الثقيلة، إلا أن القوات تمكنت من السيطرة على مبانٍ حكومية هامة بالمدينة، الفرع الرئيسي للبنك المركزي، والمبني الحكومي الرئيس، والوقف السني، ودائرة الإحصاء، والمتحف الحضاري، ومحطة قطار الموصل.
كما اعتمدت قوات الشرطة الاتحادية والتحالف خطة لـ بتأمين أطراف بغداد، وتفعيل دور المجالس البلدية، ونشر كاميرات مراقبة بالشوارع لتمشيطها من خلايا داعش الإرهابية، بالإضافة لدعم الاستخبارات العسكرية العراقية، بتفعيل الأمن الذكي بعد عمليات تحرير الأحياء والبلدات بغرب الموصل، لاستكمال الهجوم المنظم المستهدف مراكز تواجد داعش وانتشارهم بالشوارع والأزقة، لتنحسر مساحة سيطرة داعش بالموصل إلى 6% من المناطق.
ومع استمرار تحركات الفرقة التاسعة المدرعة، واللواء الـ 73 من الفرقة الـ 15، وقوات الرد السريع، نجحت القوات في فتح جبهة لتحرير الجانب الشمالي الغربي بالمدينة، والتقدم نحو بلدة الموصل القديمة، وقرية مشيرفه خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة لاسترجاع القوات العراقية حي الهرمات أهم الأحياء غرب الموصل، ليرفع العلم العراقي فوق هذه المناطق المحررة.