معركة غرب الموصل.. داعش محاصر حتى الموت
"الهدف ليس هزيمتهم فقط في الجانب الغربي بالموصل.. إنما التأكد من عدم قدرتهم على الفرار".. هذه العبارة تلخص الوضع الميداني بالموصل.
"الهدف ليس هزيمتهم فقط في الجانب الغربي بالموصل.. إنما التأكد من عدم قدرتهم على الفرار".. هذه العبارة تلخص الوضع الميداني في الحرب الدائرة بين القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في الجانب الغربي بمدينة الموصل العراقية.
ففي تصريحات إعلامية قال بريت ماكغيرك، المبعوث الأمريكي لتنسيق عملية استكمال تحرير الموصل، إن الهدف الرئيسي من محاربة داعش بالموصل، لا يقتصر فقط على الهزيمة والسيطرة على معاقل تواجدهم بالمدينة، بل يمتد إلى محاصرة العناصر المسلحة وتضييق الخناق عليها، وعدم السماح لهم بالفرار ناحية الحدود السورية، أو الاتجاه إلى مدينة عراقية أخري، مؤكدًا أن الموت مصير كل من يتبقى من التنظيم الإرهابي داخل المدينة.
الحصار حتى الموت
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، استطاعت القوات العراقية السيطرة على أكثر من 26 قرية وبلدة، بجانب السيطرة على نقاطة هامة وحيوية من بلدة البوسيف، ومطار الموصل، والمباني الحكومية الرئيسية بمحافظة نينيوي، والبنك المركزي الرئيسي بالمدينة، لتقدر القوات العراقية سيطرتها على أكثر من ثلث أجزاء الجانب الغربي بالموصل.
ولتطبيق نظرية تضييق الخناق والحصار لعناصر داعش، عمل الجيش العراقي على قطع طرق إمدادات داعش بين الموصل وتلعفر وسنجار، بالتقدم ناحية جسر الحرية والجسر الرابع الواقع ناحية نهر دجلة، والتحكم في محطات وقود تلعفر، ومحطة كهرباء بطريق حمام العليل، لتستكمل الفرقة التاسعة من الجيش العراقي قطع الطريق الأخير الخارج من الموصل في بداية الأسبوع الحالي.
وفي الوقت نفسه أعلنت قوات الشرطة الاتحادية، وقوات الرد السريع التابعة للقوات العراقية، الدخول لمنطقة باب الطوب في البلدة القديمة، الواقعة بالقرب من محور القتال بنهر دجلة، والسيطرة على أحياء الموظفين والنفط غرب المدينة.
وفي المقابل حاول تنظيم داعش اللجوء إلى السلاح الكيميائي، الوسيلة الوحيدة المتبقية لهم في الحرب، لكن هذه المرة نجحت القوات العراقية في التصدي لهذه الهجمات بقطع خطوط الإمداد لتطويق المدينة، ليعلن أحد الضباط المسؤولين بالبيشمركة، تلقي 73 عنصرا من الجنود والضباط دورات تدريبة خلال الـ 3 أشهر الماضية لمواجهة هذه السلاح الخطير، مشيرًا أن القوات تمكنت من تفكيكك عبوات ناسفة، وتدمير 3 سيارات مفخخة تابعة لداعش هذا الأسبوع.
تكتيك عسكري جديد
ولمراعاة أحوال المدنيين المحاصرين داخل الجانب الغربي بالموصل، استعانت القوات العراقية في العمليات العسكرية والتوغل إلى المدينة القديم، إلى مبان مرتفعة ونشر قناصين بالأحياء المجاورة، لتجنب استهداف المدنيين وتحقيق الهدف المباشر من الهجوم، بنشر فرقة عسكرية بالشوارع وتشكيلات عسكرية وقتالية، لتعقب خطوات الخلايا النائمة من تنظيم داعش، التي تسعي للدخول في مواجهة مباشرة مع قوات الجيش العراقي.
تحديات المعركة
ومع إحراز الجيش العراقي خطوات متقدمة وسيطرة فعلية على نقاط ومعاقل لداعش، ومقتل أكثر من 700 مسلح منذ بدي المعركة في الـ 19 من فبراير/ شباط الماضي، تواجه القوات العراقية تحديات وعقبات أثناء التقدم داخل الأحياء القديمة بالجانب الغربي، خاصة مع التوجه ناحية أحياء الموظفين والنفط والموصل الجديدة.
وبالأمس كان سوء الطقس وتساقط الأمطار عقبة لاستكمال القتال والتقدم نحو الموصل القديمة، ولكن ضيق الشوارع واقتراب المنازل من بعدها البعض، وتلاصق المباني بشكل كبير، يضع عائق أمام تحرك الأسلحة الثقيلة نحو الجزء المتبقي من الموصل.
لتصبح المعركة في مرحلة حرب " الأزقة الضيقة" وصعوبة تعقب ومراقبة الخلايا النائمة، واكتشاف الممرات والأنفاق الداعشية الموجودة بكثرة في هذه المناطق، ليعلن بالأمس الجيش العراقي مقتل 20 عنصرا مسلحا فقط من تنظيم داعش أثناء عملية الاقتحام.
المدنيون .. بين الحصار والنزوح
وبحسب تقديرات أولية، فأن أكثر من 600 ألف مدني مازالوا محاصرين داخل الجانب الغربي بالموصل، ليقر حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، في اجتماع عقده بداية الأسبوع الحالي، زيادة الدعم المقدم للمدنيين من مساعدات إنسانية وغذاء ودواء، مع توفير وسائل النقل والمركبات لنقل النازحين من الموصل إلى مخيمات الحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة الدولية بـ أربيل وكردستان.
وأطلقت الشرطة الاتحادية طائرات هليكوبتر لتصبح مهمتها نشر المنشورات بالشوارع وأسطح المنازل، كرسالة تنبيه لسكاني المنازل بموعد بدء المعركة بهذه المناطق والأحياء، حيث أعلنت وزارة الهجرة العراقية نزوح نحو 100 ألف شخص مدني من الجانب الأيمن للجزء الغربي لمدينة الموصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg
جزيرة ام اند امز