أطفال رضع على قارعة الطريق.. ظاهرة تتسع في العراق
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مقطع فيديو لامرأتين تتخلصان من طفل رضيع بإلقائه في أحد أزقة الموصل (شمال).
وبحسب الفيديو المصور من كاميرات مراقبة، تقدمت إحدى السيدات ووضعت طفلا على صندوق سيارة تصطف في منطقة "كراج الشمال"، فيما كانت الأخرى تتابع الحركة خشية وجود مارة.
وأثار فيديو الطفل الرضيع ردود فعل غاضبة وتعليقات منددة بتلك التصرفات التي وصفت بـ"اللإنسانية". وأبدى البعض خشيته من خطر تلك الحالات التي بدأت تشكل ظاهرة خلال السنوات الأخيرة.
وكان مصدر أمني، أفاد الإثنين، العثور على رضيعة تبلغ من العمر 7 أيام، بمنطقة كراج الشمال، عند مدينة الموصل، ملقاة فوق إحدى السيارات.
وقبل يومين أيضا تم العثور على طفلة أخرى في منطقةٍ قريبة من المكان نفسه. كما عثر، أمس الإثنين، على طفل رضيع مُلقى بسوق للخضار بمدينة الموصل.
وأفادت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، تسجيل 9 حالات متشابهة لأطفال حديثي الولادة عثر عليهم من قبل المارة على قارعة الطريق منذ بداية العام الحالي.
وأكدت المصادر، أن "تلك الحالات غريبة على المجتمع الموصلي حتى الأمس القريب، ولكنها بدأت بالتصاعد تدريجياً مما ينذر بحالة من الخطر التي تفرض تكاتف الجهود للقضاء على تلك الظاهرة المشينة".
من جانبه، يرى الصحفي الموصلي، محمد الجمالي، أن هنالك سببان يقفان وراء تكاثر مثل تلك الحالات وهما العلاقات غير الشرعية والظروف المعاشية.
ويضيف الجمالي، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "أكثر من مليوني موصلي يعيشون تحت خط الفقر بحسب بيانات رسمية من مجموع يقارب الـ4 ملايين، وهو ما يفرض على بعض العوائل التخلص من أطفالها لعدم قدرتها على التكفل في رعايته مادياً ومعاشياً".
ويلفت "الجمال"، إلى أن "مستويات البطالة في المحافظة تجاوزت الـ43%، وباتت أجور العمل فيها لايتجاوز الـ100 دولار شهرياً، مما يفاقم من بروز تحديدات وأمراض اجتماعية بهذا الشكل".
يأتي ذلك في وقت، وجه قائممقام قضاء الموصل زهير محسن الأعرجي، بتشكيل لجنة من قبل القائممقامية وبإشراف مختصين وبالتنسيق مع الشرطة المجتمعية، لمتابعة حالات إلقاء الأطفال الرضع في أحياء وشوارع مدينة الموصل ومعرفة أسبابها.
الأعرجي قال في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، إن "هذه الحالة لم تكن الأولى ولا الأخيرة في المحافظة"، حيث تمكنت القوات الأمنية من رصد مثل هذه الحالات عبر الكاميرات المنصوبة في الأحياء وإلقاء القبض على امرأتين حاولتا إلقاء طفلا في أحد الأفرع المجاورة لأحياء مدينة الموصل".
وأشار إلى أن "الكثير مثل هذه الحالات تحدث دون موافقة الأهالي، وتعد تصرفات شخصية للنساء، وتحدث عادة خوفاً من العرف الاجتماعي"، متعهداً بـ"متابعة مثل هذه الحالات".
وأضاف الاعرجي: "هذه الظاهرة غير مقبولة في المجتمع العراقي بشكل عام ومنهم المجتمع الموصلي بشكل خاص"، لافتاً إلى أن "القائممقامية رصدت بين 7 إلى 10 حالات من هذه الظاهرة، منذ منتصف العام الماضي إلى هذا العام".
ونوه الأعرجي، إلى أن تشكيل اللجنة يأتي للوقوف على تلك الحالات ووضع المعالجات المناسبة والمطلوبة. مردفاً أن "هنالك ورش قامت بها بعض المنظمات الإنسانية وكذلك المنظات التابعة للامم المتحدة، لإحياء نشر روح التوعية للحد من هذه الحالات".
وحمّل الأعرجي: "المجتمع والأسرة في معالجة هذه الأمور، داعياً الأسر إلى متابعة ذويهم ومراقبة تصرفاتهم في المنزل أو خارجه، للحد من هذه الظاهرة التي تعد دخيلة على المجتمع الموصلي".
وتعاني الموصل مركز المحافظة، من انهيار شبه تام في البنى التحتية وغياب المرافق العامة، وتعثر عودة الحياة في الكثير من مناطقها التي عاث فيها تنظيم داعش قبل 7 سنوات بعد أن اتخذها عاصمة لخلافته المزعومة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز