أول يوم لمعركة الموصل.. تقدم ميداني ومخاوف من نزوح وتطهير
في اليوم الأول من معركة الموصل، أحرزت القوات العراقية، المدعومة بقوات أخرى والتحالف الدولي، تقدما على أكثر من محور.
في اليوم الأول من المعركة التي أعلنتها الحكومة العراقية لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، أحرزت القوات العراقية، المدعومة بقوات أخرى والتحالف الدولي، تقدماً من جهتي الشرق والجنوب.
وتمكنت القوات العراقية من تحرير 4 قرى، هي قرى الكبيبة والمخلط والشروق والحميدية ورفع العلم العراقي عليها.
ووصلت الفرقة التاسعة المدرعة إلى مشارف قضاء الحمدانية جنوب شرق الموصل، بينما انسحب مقاتلو داعش من قرى في الجنوب.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الإثنين، إن القوات العراقية تحقق أهدافها وإنها متقدمة على الجدول المحدد في أول أيام الهجوم.
واستبعدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اضطلاع القوات الأمريكية بأي دور جديد في الهجوم، وقالت إن الأمريكيين في الخطوط الخلفية للجبهة ويقومون بدور استشاري لدعم العراقيين.
البشمركة
وشارك بالعملية العسكرية إلى جانب القوات العراقية، كلٌ من قوات البشمركة التابعة لكردستان العراق، وقوات الحشد الشعبي الشيعية، وعدد محدود نسبياً من قوات السنة.
وتمكنت البشمركة من السيطرة على قرى جديدة من قبضة داعش، وقال ضابط إن قوات البشمركة تمكنت من تحرير قرى شاقولي والبدنة الكبرى والبدنة الصغرى من قبضة داعش في محور الخازر.
وأعلنت القيادة العامة للقوات الكردية بدء "عملية واسعة النطاق لقوات البشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي".
وأوضحت القيادة أن "أكثر من 4 آلاف من قوات البشمركة تشارك في العملية في 3 محاور لتطهير القرى حول منطقة الخازر" .
وأكد ضباط في البشمركة استعادة السيطرة على عدد من القرى وأن قوات البشمركة استقرت الآن قرب بلدتي القوش وبرطلة المسيحيتين اللتين سقطتا بيد المتطرفين في أغسطس/آب 2014.
مخاوف دولية من نزوح جماعي
وعلى الفور، عبرت الأمم المتحدة عن "قلقها" حيال كارثة تحيق بنحو 1,5 مليون شخص يعيشون في الموصل، وحذرت مسؤولة رفيعة في منظمة الأمم المتحدة من بدء نزوح أعداد كبيرة من السكان خلال أقل من أسبوع.
ودعت المنظمات غير الحكومية مثل "سايف ذي تشيلدرن" والمجلس النرويجي للاجئين إلى تحديد "ممرات آمنة" كي لا يبقى الناس تحت القنابل من دون طعام أو رعاية.
وقالت سايف ذي تيشلدرن، إن المعارك تهدد نصف مليون طفل.
كما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن أبرز وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش سيشاركون في اجتماع يعقد في 25 أكتوبر/تشرين أول الجاري في باريس لبحث الهجوم على مدينة الموصل في العراق بشكل خاص.
قلق من مجازر طائفية
وجدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، خشيته من أن ترتكب مليشيات شيعية عراقية "مجازر" في الموصل، متحدثاً عن مليشيات الحشد الشعبي الطائفية.
وقال في لندن: "نعارض أي مشاركة للمليشيات الشيعية؛ لقد ارتكبت فظاعات جماعية حين دخلت الفلوجة توجتها بدفن 400 شخص في مقبرة جماعية".
وبحسب عقيد في شرطة محافظة الأنبار، فقد عثر على مقبرة جماعية في 5 يونيو/حزيران تضم "نحو 400 جثة لعسكريين وبعض المدنيين".
وأضاف الوزير السعودي "إذا دخلت (المليشيات الشيعية) الموصل وهي مدينة أكبر بكثير من الفلوجة، فإني أتوقع رد فعلٍ معادٍ جداً، وإذا ارتكبت مجازر، فسيخدم ذلك المتطرفين والذين يجندون لداعش".
وجاء ذلك على خلفية مشاركة قوات الحشد الشعبي الشيعية غير النظامية في اجتياح الموصل، وسط مخاوف لدى المسؤولين العراقيين ومسؤولي الإغاثة من وقوع أعمال انتقامية ضد سكان المدينة من الطائفة السنية.
بعشيقة أزمة مستمرة مع تركيا
وعلى الصعيد التركي، حيث معسكر بعشيقة لم يزل يثير أزمة بين بغداد وأنقرة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن "تركيا ليست مسؤولة عن النتائج الناجمة عن معركة الموصل ليست ضمنها ونحن سنكون داخل العملية وسنكون على الطاولة ومن المستحيل أن نبقى خارج ذلك".
وقال: "يطالبون تركيا بعدم الدخول إلى الموصل، كيف لا ندخل ولنا حدود مع العراق على طول 350 كم ونحن مهددون من تلك الحدود". إنه "لا ينبغي أن ينتظر أحد منا الخروج من بعشيقة، نحن في بعشيقة وقمنا حتى اليوم بجميع أنواع العمليات ضد داعش هناك وسنستمر في القيام بذلك".
معركة طويلة
وتفيد تقديرات أمريكية أن عدد المسلحين في المدينة يتراوح بين 3500 و4 آلاف شخص وقد أمضوا أشهر طويلة في الاستعداد لهذه المعركة.
وقال القائد الجديد للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، اللفتنانت جنرال ستيفن تاوسند، إن عملية استعادة ثاني مدن العراق "ستستغرق أسابيع ومن الممكن أكثر من ذلك".
وتابع مؤكداً أن القوات العراقية "ستنجح تماماً كما فعلت في بيجي والرمادي والفلوجة وفي الآونة الأخيرة في القيارة والشرقاط".