وفاة سيدة وطفلها يكشف عيوب اتفاقية الهجرة بين إيطاليا وليبيا

مع وفاة سيدة وطفلها في البحر تكشفت مزيد من عيوب الاتفاق الموقع بين إيطاليا وليبيا، الذي تسبب في إعادة آلاف المهاجرين قسرا.

مع وفاة سيدة وطفلها في البحر تكشفت مزيد من عيوب الاتفاق الموقع بين إيطاليا وليبيا، الذي تسبب في إعادة آلاف المهاجرين قسرا إلى فوضى الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه تم العثور على جثماني الاثنين الأسبوع الماضي في حطام القارب الذي جرفته المياه قبالة الساحل الليبي، كما عثر على سيدة أخرى من الكاميرون كانت ممسكة بقطعة خشب.

• ليبيا.. العثور على جثث 8 مهاجرين في شاحنة غرب البلاد
• انتشال 12 جثة و41 ناجيا من قارب مهاجرين قبالة ليبيا

وبظهور صور الجثمانين والسيدة الناجية المرتعدة، اتهمت المنظمات الحكومية حراس الحدود الليبيين بالتخلي عن الثلاثي بعد رفض إعادتهم إلى ليبيا، النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا.

في يناير/كانون الثاني عام 2017، كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة بقيمة 200 مليون يورو تستهدف وقف الهجرة من ليبيا، تتضمن 32 مليون يورو لتوسيع برنامجها لتدريب حرس الحدود الليبي.

أثبتت الخطط نجاحها في خفض الهجرة، حيث انخفضت أعداد المهاجرين الذين حطوا على الشواطئ الجنوبية الإيطالية خلال النصف الأول لعام 2018 بنسبة 81% مقارنة بالفترة نفسها بالعام الماضي.

لكن الشهادات التي رواها المهاجرون الذين وصلوا صقلية خلال الأشهر الأخيرة لـ"الجارديان"، عكست التداعيات الإنسانية للاتفاقية التي تسببت في وفيات ومعاناة حادة وتمزيق الأسر.

إبراهيم ديالو (20 عاما) من جامبيا، احتجز داخل أحد المخيمات، حيث أجبر على العمل وتنظيف الشوارع تحت تهديد السلاح، وقال إنه شاهد أفارقة يتم إطلاق النار على أرجلهم "فقط لأن العصابات المسلحة تريد التحقق مما إذا كانت أسلحتهم تعمل".

مهاجر آخر من نيجيريا، طلب عدم ذكر اسمه، قاله إنه عانى من عدة حروق بعد أن أشعل مالكه فيه النيران بعد فشله في جمع أموال الفدية، وكان يعيش داخل معسكر الاحتجاز منذ عامين، حيث كان يستيقظ عادة وبجواره شخص ميت.

شيكا كامارا، من سيراليون، لم تصله أنباء عن ابنه منذ تفرقهما في البحر، وإعادة ابنه ذي العشرة أعوام إلى ليبيا.

وقال كامارا: "غادرنا سيراليون بسبب الحرب والإيبولا والاستبداد.. أردت حياة أفضل لابني، وعندما أدركت أنه يؤخذ بعيدا عني بدأت في الصراخ والبكاء".

وقال مسؤول بوزارة الداخلية الإيطالية إنهم كانوا مجبرين على إبرام الاتفاق مع مستعمرتهم السابقة بعد فشل عدة التماسات تلقاها الاتحاد الأوروبي لمشاركة عبء المهاجرين في الحصول على استجابة.