إيزابيلا دي لا هوساي.. امرأة جعلت السرطان دافعاً إلى المغامرة
إيزابيلا، ذات الـ55 عاماً، تكمل 50 ماراثوناً في 50 ولاية إضافة إلى سباق بطولة "أيرومان" العالمية، وتسلّق قمة "أكونكاجوا".
يُشبه السرطان ببشاعته وما يجلبه من آلام وأوجاع للمريض ومُحبّيه وحشاً جاء ليلتهم روح الإنسان رويداً رويداً ويسرق ضحكاته قبل أن يطلق سراحه أخيراً ويسلبه الحياة.
الأمر اختلف بالنسبة إلى إيزابيلا دي لا هوساي، التي اتّخذت من إصابتها بالسرطان بدايةً لمغامرات جديدة ودروساً عظيمة قدّمتها لأبنائها الخمسة وأصدقائها، كان آخرها تسلّق قمة جبال "الأنديز".
صُدمت إيزابيلا إثر تشخيصها بسرطان الرئة في مرحلته الرابعة مطلع 2018، وهي التي لم تُدخِّن ولم تعتد شرب الكحول، فتغيّرت حياتها من تلك اللحظة، إذ أضحت تكرّسها للقيام بمغامرات وأنشطة تعطي بها الأصحاء دروساً في التحدي ومقاومة الألم حتى آخر رمق.
أكملت إيزابيلا، ذات الـ55 عاماً، 50 ماراثوناً في 50 ولاية إضافة إلى سباق بطولة "أيرومان" العالمية، لتكون آخر تجاربها خوض غمار تجربة تسلق قمة "أكونكاجوا"، حيث تتحدث ابنتها بيلا كرين (22 عاماً) في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" عن تجربتهما التي أوصلتهما إلى قمة "أكونكاجوا"، أعلى جبل في نصف الكرة الأرضية الجنوبي والغربي، واصفةً إياها بالتجربة المذهلة التي علّمتها كثيراً عن التعامل مع المعاناة، مشيرةً إلى أن والدتها شجعتها مراراً وتكراراً في سبيل إكمال المسير.
وفي مقابلة لها مع "تايم" أبدت إيزابيلا رغبتها بالذهاب في رحلة مميزة مع كل من أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، لافتةً إلى أنها بدأت مع ابنها أوليفر الذي سارت معه 500 ميل على طريق "كامينو دي سانتياغو"، وهو طريق الحج الكاثوليكي في إسبانيا خلال شهر أبريل/نيسان 2018، ثم شاركت ضمن ماراثون "ألاسكا" الذي أكملته رفقةَ ابنها كايسون شهر ينويو/حزيران من السنة ذاتها، قبل أن تختتم مغامرات 2018 بمشاركتها صحبةَ ابنها ديفيد في حدث "ترايثلون" الرياضي بكوريا الجنوبية.
وأخيرا استقبلت إيزابيلا هذا العام بمغامرة جديدة مع ابنها في جبال "الأنديز"، حيث استغرقت أسبوعين لتسلّقها حتى بلوغهما أعلى القمم وهي "أكونكاجوا"، في درجة حرارة منخفضة إلى 40 تحت الصفر.
وعلى الرغم من صعوبة التنفّس التي يسبّبها التسلّق لإيزابيلا كانت وابنتها من ضمن 40 متسلّقاً تمكنوا من إكمال مسيرهم نحو القمة، حيث غمرت الدموع عيون المرأة المتحدية عند استحضار تلك اللحظة قائلةً: "للجبال دائماً طريقة تدفعني إلى البكاء فرحاً".