عبر الرضاعة.. الأمهات ينقلن الأجسام المضادة لكورونا إلى أطفالهن
توصلت دراسة أمريكية إلى أن الأمهات الجدد الناجيات من كورونا يمكنهن نقل الأجسام المضادة إلى أطفالهن من خلال لبن الأم لمدة تصل لـ10 أشهر.
وقام الباحثون بجمع حليب تبرعت به 75 امرأة تعافين من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وفحصوهن بحثاً عن بروتينات مقاومة للفيروس.
ووجدوا أن 88% منهن لديهن أجسام مضادة تمنع الفيروس من التسبب في عدوى في الجهاز التنفسي، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وكشفت الاختبارات المعملية الإضافية أن غالبية عينات الحليب الإيجابية لـ"كوفيد-19"، تعمل على تحييد الفيروس، ما يشير إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكتسبون حماية جزئية على الأقل.
وقال أكاديميون من مستشفى Mount Sinai في نيويورك إن المزيد من العمل جارٍ لمعرفة ما إذا كان يمكن نقل المناعة عن طريق لبن الأم بعد حصولها على اللقاح.
وأجريت الدراسة الأمريكية في مارس الماضي، قبل تقديم اللقاحات بشكل روتيني للنساء الأمريكيات الحوامل أو الإناث في سن الإنجاب.
وجاء ذلك بعد دراسة أجريت الأسبوع الماضي والتي وجدت أن النساء الحوامل اللائي حصلن على لقاح "كوفيد– 19" ينقلن حمايتهن إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد في الرحم.
ووجد الباحثون في الدراسة الأخيرة أن الأمهات ينتجن جسماً مضاداً لـ"كوفيد-19"، يسمى الجلوبين المناعي A، باستمرار بمرور الوقت.
وقارنوا عينات الحليب المأخوذة من 28 امرأة، واحدة بعد من 4 إلى 6 أسابيع من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والأخرى بعد من 4 إلى 10 أشهر بعد ذلك.
ووجدت الدراسة أن النساء أظهرن مستويات "كبيرة" من الأجسام المضادة خلال هذه الفترة.
الجلوبولين المناعي A هو نوع خاص من الأجسام المضادة الموجودة في إفرازات الإنسان، مثل حليب الثدي، ويوفر الحماية بشكل أساسي من خلال بطانات المسالك الهوائية والجهاز الهضمي.
هذا يختلف عن الجلوبولين المناعي جي، وهو نوع من الأجسام المضادة يوجد بشكل رئيسي في الدم وينتج عن العدوى أو التطعيم.
كما لاحظ الباحثون أيضاً أن ما يقرب من نصف النساء لديهن تركيز أعلى من الأجسام المضادة لـ"كوفيد-19" في حليبهن بمرور الوقت.
وكان هذا الاكتشاف غير معتاد لأنه من المعروف أن الأجسام المضادة في الدم تتضاءل بمرور الوقت.
وقدمت الدكتورة ريبيكا باول نتائج الدراسة في الندوة العالمية للرضاعة الطبيعية والرضاعة في 21 سبتمبر الجاري.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن باول قالت إن الأجسام المضادة في حليب الأم قد توفر أيضاً طريقة جديدة لحماية البالغين من الفيروس.
وقالت: "يمكن أن يكون علاجاً رائعاً، لأن إفراز الجلوبولين المناعي أ يجب أن يكون في هذه المناطق المخاطية، مثل بطانة الجهاز التنفسي، وهو يعيش ويعمل بشكل جيد للغاية هناك".
ويستكشف فريق الدكتورة باول أيضاً العلاقة بين الأمهات اللائي يتلقين لقاحات مختلفة لـ"كوفيد-19" ومستوى الأجسام المضادة المنتجة في لبن الأم.
يأتي ذلك بعد أن وجدت دراسة أجرتها جامعة نيويورك أن النساء الحوامل اللائي حصلن على لقاح "كوفيد-19"، ينقلن حمايتهن إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
وأخذ الباحثون عينات دم من 36 طفلاً ولدتهم أمهات أُعطين لقاح فايزر أو موديرنا.
وأظهرت النتائج أنهم جميعاً لديهم أجسام مضادة لمكافحة فيروس كورونا.
ووجدت الدراسة أن الأمهات في النصف الثاني من الحمل كان لديهن أعلى مستويات الأجسام المضادة في الدم في الحبل السري.