"داعش" وكرة القدم.. المستطيل الأخضر ينزف دما
خلال السنوات الأخيرة، تحولت كرة القدم إلى صانع للسعادة بالدول الأفريقية لكن يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي متمسك بتحويل ملاعبها الخضراء لمذابح بلون الدم.
قبل أسبوعين، ارتكتب عناصر داعشية مذبحة بحق قرويين وقتلت 50 منهم في موزمبيق، لكن ما بدا جديدا من قبل التنظيم هو تنفيذ الجريمة داخل أحد ملاعب كرة القدم.
صحيح أن موزمبيق هذا البلد الأفريقي يقع شرق القارة السمراء، لكن شمال وغرب القارة – أكثر منطقتين سجلت دولهما بطولات في كرة قدم – تنتشر على أراضيها عناصر داعشية ملحوظة، فهل تهدد مستقبل كرة القدم بها؟
في شمال أفريقيا، تقف مصر – صاحبة أعلى معدل في إحراز البطولات الأفريقية بـ7 بطولات – وتونس والجزائر والمغرب كرباعي منافس شرس لدول غرب القارة وتحديدا (الكاميرون بـ5 ألقاب– كوت ديفوار – نيجيريا – السنغال – غانا – مالي بوركينافاسو).
وحذرت التايمز في تقرير لها بتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من هروب أكثر من 1300 شخص من أحد سجون الكونغو بما يكشف عن مساعي تنظيم داعش الإرهابي حول قلب أفريقيا.
مشاهد من سوريا
قبل 4 سنوات، قدم تقرير للإندبندنت "كوميديا سوداء" لداعش في سوريا، إذ وضع التنظيم الإرهابي قواعد جديدة لكرة القدم لكون السابقة لا تتناسب مع الشريعة الإسلامية، وكان أولها حظر الحكام.
تبنى داعش حينها خطوة تسريح حكام المستطيل الأخضر لأن قراراتهم "لا تحكم وفقًا لما أنزل الله" و"انتهاك أمر الله والسنة".
كما تم إدخال نظام "القصاص" للاعبي كرة القدم المصابين فيمكن للاعب المصاب الانتقام أو المطالبة بالتعويض.
واتخذت المحاكم الداعشية قرارات بحظر مسؤولي المباراة، قبل انطلاق الموسم الكروي في المنطقة المحيطة بمدينة دير الزور السورية، عام 2016.
وفي عام 2015، فرض تنظيم داعش الإرهابي قانونًا يمنع الناس من مشاهدة مباراة بين عملاقي الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة، بينما تم إطلاق النار على صبي (7 سنوات) في مايو 2016 برصاص فرقة إعدام بعد سماعه يؤدي القسم أثناء لعب لعبة كرة القدم مع أصدقائه.
وحظر داعش التدخين والأطباق الفضائية والرقص ومشاهدة التلفزيون الأجنبي والوصول إلى الإنترنت الخاص؛ حيث يواجه أي شخص يخالف قوانينه احتمال تعرضه لعقوبة الجلد أو إطلاق النار أو قطع الرأس أو الحرق.
مذبحة موزمبيق
قبل أيام، نفذت عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي جريمة قتل وحشية بحق أكثر من 50 شخصا ومثلوا بجثثهم في هجوم وحشي شمالي موزمبيق.
وحول الدواعش ملعبا لكرة قدم إلى "ساحة إعدام" حيث قاموا بقطع رؤوس الضحايا والتمثيل بجثث القرويين في مقاطعة كابو ديلجادو.
المجزرة نفسه امتدت إلى المنطقة المحيطة بملعب كرة القدم فتم حرق المنازل ومطارة السكان الذين فروا إلى الغابة لتقع مجزرة مروعة بحقهم.
وتسببت الجماعة الإرهابية في إحداث فوضى في مقاطعة كابو ديلجادو بموزمبيق على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث دمروا القرى والبلدات.
حالياً تحتل موزمبيق المركز الثاني في مجموعتها خلف الكاميرون ضمن منافسات التأهل لنهائيات بطولة الأمم الأفريقية 2021.
الشمال الأفريقي
ضربات متلاحقة وجهتها مصر في شمال سيناء، منذ إطلاق عملية عسكرية واسعة قبل سنوات، نجحت من خلالها في تقليص خطر الإرهاب ومحاولات تنظيم داعش التواجد على أرضها.
ومن شمال شرق القارة إلى غربها، حيث تظهر بين الحين والآخر عمليات إرهابية في المغرب وهو البلد الذي يضم أندية تعد منافسا شرسا لدول الشمال الأفريقي في كرة القدم.
ولا يزال المغرب يكتوي بنيران الإرهاب حتى وإن تراجعت حدته كثيرا، إذ شهد يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قيام أحد السجناء بالسجن المحلي "تيفلت 2 " باحتجاز أحد الموظفين بالغرفة التي يتواجد بها وعرّضه للضرب والجرح بأداة حديدية قبل موته.
لكن تونس حتى الآن تعاني من عمليات إرهابية، ولا يكاد يمر شهر دون وقوع إحداها، ويوم الثلاثاء الماضي ألقت السلطات التونسية القبض على إرهابي داعشي خطط لاغتيال شخصيات بارزة.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فككت السلطات الأمنية، غربي العاصمة الجزائرية، خلية إرهابية تنشط في عدة مناطق بالبلاد.
غرب القارة
وبحسب تحليل لباسل ترجمان في جريدة الدستور الأردنية، مؤخراً، فإن تنظيم داعش سعى منذ العام الماضي إلى الدفع بالآلاف من عناصره إلى ليبيا، لتصبح "مفرخة" الإرهاب لدول الجوار.
ويشير هذا بوضوح إلى تصعيد قادم محتمل تكون محاوره الأساسية دول شمال أفريقيا وغربها التي تعاني فقرا بينا، وتضم خمس دول (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد).
أما الرهان الداعشي فيستند إلى تواجده في منطقة المثلث الحدودي بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر لينتقل إلى دول أخرى غرب القارة.
وسبتمبر/أيلول الماضي، سجلت الكاميرون ونيجيريا، 16 قتيلا ما بين عسكريين ومدنيين، في هجومين إرهابيين شهدهما البلدان اللذان يخوضان حرباً ضد الإرهاب غرب أفريقيا.
وعلى سبيل المثال، تأتي نيجيريا في المركز الرابع من حيث مرات التتويج ببطولة الأمم الأفريقية بفوزها بثلاث بطولات كان آخرها في 2013.
ويؤكّد الجيش النيجيري أنّ شمال شرق البلاد لم يعد تحت وطأة العنف الجهادي، لكن على الرغم من ذلك، قُتل العشرات بل المئات من الجنود في السنوات الماضية في هجمات مشابهة شنّها "غرب" في غرب أفريقيا.
وهذا التنظيم المنشقّ عن جماعة بوكو حرام ينشط بشكل كبير منذ إنشائه في أغسطس/آب 2016، وهو يشنّ بانتظام هجمات ضدّ قوات الأمن والجيش وموظفي المنظّمات غير الحكومية المحليّة والدولية.
وقتل أكثر من 36 ألف شخص منذ 2009 نتيجة العنف في المنطقة، ونزح أكثر من مليونين.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز