بالشال والجلباب.. معلم مصري يتفنن في شرح الإنجليزية على السوشيال (حوار)
بجلباب صعيدي، استطاع معلم مصري أن يخطف الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى تعليمي هادف.
واحتفى مصريون، منهم الفنانة راندا البحيري، بالمحتوى المقدم من "مستر كمال النحاس"، موجه اللغة الإنجليزية بإدارة أبوتشت التعليمية بمحافظة قنا جنوبي مصر.
ويظهر المعلم المصري في فيديوهات عبر موقعي "يوتيوب" و"فيسبوك" مرتديا الزي التقليدي لأهالي صعيد مصر، لشرح وتبسيط قواعد اللغة الإنجليزية بطريقة مميزة.
وفي حواره مع "العين الإخبارية"، قال مصطفى إنه دشن قناته على موقع "يوتيوب" قبل 5 أعوام؛ لشغفه الشديد بالتكنولوجيا ورغبته في تجديد طرق التعلم.
وإلى نص الحوار:
من هو مستر كمال النحاس؟
كمال مصطفى النحاس، مواليد 1968، مركز أبوتشت بمحافظة قنا، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة جنوب الوادي عام 1992، وعملت لنحو 15 سنة مدرس لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية، وتمت ترقيتي إلى موجه لغة إنجليزية، وحاليا أعمل موجه لغة إنجليزية بإدارة أبوتشت التعليمية في التعليم المجتمعي.
ماذا يعني التعليم المجتمعي؟
التعليم المجتمعي يستهدف الفتيات المتسربات من التعليم بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم وبرنامج الغذاء العالمي وبعض الشركات والجمعيات الأهلية في مصر، ولدينا في مدينة أبوتشت 32 مدرسة تعليم مجتمعي، وندرس مادة اللغة الإنجليزية من الصف الأول إلى السادس الابتدائي، ومدارس التعليم المجتمعي لا تتبع منظومة التعليم الرسمية.
ندرس لطالبات مدارس التعليم المجتمعي مادتي اللغة الإنجليزية والتربية الدينية المطبقة على مدارس التعليم العام، بالإضافة إلى بعض المواد الخاصة بالتعليم المجتمعي، ويمكن لطلاب التعليم المجتمعي استكمال الدراسة بمدارس التعليم العام، وهناك طالبات التحقن بالجامعة من مدارس التعليم المجتمعي.
متى بدأ نشاطك على "يوتيوب"؟
عام 2017 فكرت في عمل قناة على "يوتيوب" لشرح اللغة الإنجليزية، وفي البداية عملت مجموعة صوتيات "فوناتكس" لشرح مخارج الحروف الإنجليزية وطريقة نطقها، وكان الفيديو ميكس عربي وإنجليزي لكي يضمن سهولة التعامل مع المشاهدين، وشرحت الحروف المتحركة والساكنة، وهذه كانت البداية لأن مهارات التحدث والاستماع للغة الإنجليزية في المدارس المصرية بسيطة نوعا ما، فحاولت قدر الإمكان توصيل المعلومة لتعزيز هاتين المهارتين عند المشاهدين والطلاب.
بعد ذلك قررت التطرق إلى المناهج الدراسية في منظومة التعليم الجديدة وسلسلة "كونكت" لمرحلة التعليم الابتدائي، وواجهت صعوبة لأن المناهج تعتمد على المعلومة وتغفل قواعد اللغة "الجرامر" فحاولت قدر الإمكان مساعدة الطلاب وأولياء الأمور في فترة كورونا للتواصل من خلال هذه الفيديوهات، وكانت الميزة الكبرى أن الفيديوهات مسجلة ومحفوظة على القناة ويمكن الوصول إليها في أي وقت.
كم عدد متابعيك على "يوتيوب"؟
الحمد لله وصلت لأكثر من 16 ألف مشترك، وفيديوهاتي بدأت تحقق صدى جيدا، وساعدنا أولياء الأمور والطلاب بطريقة تستغل مزايا الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة والتعلم عن بعد، ثم دشنت صفحة على "فيسبوك" لنشر فيديوهات قصيرة "شورتس" لتقديم معلومات بسيطة في شكل "كبسولة" على الماشي، والحمد لله ساعدت الناس إلى حد ما.
ما سر الظهور بالجلباب الصعيدي؟
لاحظت أن الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ينجذبون إلى الغرائب، فقررت الاستغناء عن الملابس الكاجوال وشبه الرسمية والبنطلون والقميص، وقررت ارتداء الجلباب البلدي والشال والقفطان، والحقيقة أن معظم الفيديوهات المنشورة على منصات "تيك توك" و"فيسبوك" عديمة القيمة، ومع ذلك الإقبال عليها كبير، فقررت تغيير "ستايل" لبسي ليكون غريبا بعض الشيء وفي الوقت نفسه يحمل معلومة مفيدة للمشاهدين، وفي البداية تعجب المتابعون، وظنوا أن الصوت مفبرك، وأقسمت لهم أنه صوتي، والحمد لله "الاستايل" نجح في توصيل المعلومة بشكل جيد.
كيف استقبلت التعليقات الداعمة على "فيسبوك"؟
كنت سعيدا للغاية بهذه التعليقات، والحقيقة هناك شيء ضايقني إلى حد ما، لأن فيديوهاتي قبل تغيير "ستايل" اللبس لم تكن منتشرة بهذه القوة، وأنا أرى أن المعلومة الجيدة يجب أن تصل بأي شكل من الأشكال، وتستقبل بالحفاوة اللائقة، ولا يشترط توصيلها "ستايل" معين أو غرابة، والأخوة الزملاء أثنوا عليّ خيرا الحمد لله، وهم يعرفون عني رغبتي الدائمة في التجديد وشغفي بالتكنولوجيا.
هل تحقق أرباحا من "يوتيوب"؟
المواد التعليمية على "يوتيوب" تعاني نسبيا من قلة الإقبال، وبالتأكيد لا تضاهي المحتوى الترفيهي والرياضي، ولكن القناة تحقق نحو 100 دولار كل 4 شهور، ولكن هذا المبلغ يساعدني في تطوير وإعداد المحتوى، وبالفعل اشتريت جهاز كمبيوتر جديد من هذه الأموال، وأنا أقوم بأعمال التصوير والمونتاج ورفع المحتوى على القناة بمفردي والحمد لله.
هل يغني المحتوى التعليمي عن الدروس الخصوصية؟
بالتأكيد، التكنولوجيا قد تقضي على الدروس الخصوصية بشكل نهائي، فالدروس الخصوصية تلتهم وقت الطلاب وأموال أولياء الأمور، ولكن التكنولوجيا تتيح إمكانية التعلم ومتابعة الدروس في الوقت الذي يحدده الطالب، كما تتيح خاصية البث المباشر "اللايف" المناقشة بين المعلم والطالب وتبادل السؤال والجواب، وأعتقد أن التكنولوجيا لو استخدمت بشكل جيد قد تقضي على الدروس الخصوصية، ويجب أن تكون هناك مراقبة أبوية على الأبناء وما يتعرضون له على الإنترنت.
وهنا يجب أن أشيد بالاتجاه الذي تسلكه وزارة التربية والتعليم في مصر، ولكنها لا زالت تحتاج إلى بعض التطوير، مثل وضع خطط لترقية منظومة التعليم على المدى البعيد، وعدم استعجال النتائج، وإذا كنت أريد استغلال التكنولوجيا في التعليم فيجب توفير البنية التحتية لاستيعاب العدد الهائل من الطلاب، وأن يكون المحتوى من تقديم وإعداد معلمين أكفاء وليس أصحاب أقدمية.
ما نصيحتك لتعلم اللغة الإنجليزية؟
الإنترنت والتكنولوجيا سهلت التعلم في جميع مناحي الحياة وبالتحديد في مجال اللغة، ولكن الرغبة الحقيقية في التعلم تنبع من الذات، وبدلا من تضييع الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن مشاهدة فيديوهات تعلم اللغة وغيرها، ونصيحتي هي أن يبدأ الشخص في تعلم اللغة من الصغر لأنه مع التقدم في العمر يكون الأمر صعبا نسبيا.