محمد سعد تحت مجهر "العين الإخبارية".. لماذا تراجع أداء "اللمبي"؟
محمد سعد فنان من العيار الثقيل، يمتلك كل أدوات التعبير، ولديه قدرة كبيرة على الانتقال من شخصية لأخرى برشاقة الطائر.
لم يعبر محمد سعد، الشهير بـ"اللمبي" على عقول ووجدان الجماهير العربية بسهولة؛ إذ عانى كثيرا في البدايات، وانطلق من أدوار محدودة المساحة في التلفزيون إلى عالم البطولة المطلقة في السينما.
وبمرور الأيام ومع تعدد التجارب تصدر ملصقات الدعاية، وراهنت عليه شركات الإنتاج.
لكن دوام الحال من المحال، فبعد عدة سنوات تراجعت نجومية محمد سعد، وتخلى عنه شباك التذاكر، وأكبر دليل على ذلك أن فيلمه الأخير والذي حمل عنوان "تحت الترابيزة" إنتاج 2016 تم رفعه من دور العرض بعد أسبوع من السينما بسبب عزوف الجمهور.
وبمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاد محمد سعد، والتي تحل في 14 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تناقش "العين الإخبارية" في السطور التالية، مع مجموعة من المتخصصين الأسباب التي أدت إلى تراجع نجوميته، ولماذا تخلى عنه شباك التذاكر؟
في البداية تحدث الناقد المصري أحمد النجار عن تقييم موهبة محمد سعد قائلا في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "دخل محمد سعد الوسط الفني بخطوات هادئة ومدروسة، إذ كانت بداياته في أعمال مهمة منها مسلسل "من الذي لا يحب فاطمة"، وفيلم "الطريق إلى إيلات" للمخرجة إنعام محمد علي".
وواصل النجار حديثه قائلا: "مع سطوع نجومية محمد هنيدي في فيلم "إسماعيلية رايح جاي" ظهر محمد سعد، من خلال أفلام مثل "عبود ع الحدود" و"الناظر" وبشكل واضح أعلن شغفه بشخصية اللمبي، تلك الشخصية التي استثمر نجاحها بعد ذلك في مجموعة من الأفلام منها "اللمبي، اللي بالي بالك، اللمبي 8 جيجا".
وتطرق النجار في حديثه إلى أسباب تراجع نجومية محمد سعد قائلا: "أنا مؤمن بأن محمد سعد يمتلك موهبة كبيرة، لكن النرجسية والعناد وراء تراجعه للخلف، كان عليه أن يبحث عن شخصيات جديدة، ولا يتمسك بشخصية اللمبي، التي قدمها في جميع أفلامه تقريبا، وحتى هذه اللحظة يقوم بتحضير عمل مسرحي سيقدمه في موسم الرياض، وشخصية اللمبي بطلة العرض، هذا الإصرار على نفس المنوال جعل شباك التذاكر يدير له ظهره".
ويلتقط المنتج المصري حسين نوح خيط الحديث ويعلق على موهبة محمد سعد قائلا: "هو أشطر أبناء جيله، ولكن وقع في فخ التكرار، أو بمعنى آخر لم يتحلّ بالجرأة في تغيير جلده، لكنه يمتلك موهبة واضحة جدا، وبرزت هذه الموهبة في فيلم "الكنز" للمخرج شريف عرفة، عندما قدم شخصية مختلفة وجديدة بأداء بديع".
وأضاف المنتج حسين نوح: "الشيء اللافت للنظر في تجربة محمد سعد هو أنه لا يجد أصدقاء مخلصين، يرشدونه ويحاولون مساعدته، في الماضي كانت الفنانة المصرية سعاد حسني تجلس مع عبدالرحمن الخميسي ونجيب محفوظ وصلاح جاهين، وأثرت هذه الكوكبة على اختياراتها وصنعت نجوميتها الرائعة، لذا ظلت وستظل السندريلا نجمة لامعة رغم الرحيل.
وفي سياق الموضوع، قال الناقد المصري خالد محمود: "حال محمد سعد لا يختلف كثيرا عن حال أحمد حلمي، فلم يجرؤ محمد سعد على الخروج من أسر اللمبي، ولم يستمر حلمي في تقديم أعمال مفاجأة للجمهور".
وللخروج من الأزمة، أضاف لـ"العين الإخبارية": "مطلوب من محمد سعد أن يراهن على موهبته في المرحلة القادمة، ولا يعتمد على نجاحات الماضي، فهو موهوب ولديه قدره على التوحد مع شخصياته، وجذب أنظار الجمهور".
من هو محمد سعد؟
ولد محمد سعد عام 1968 وسط أسرة متوسطة الحال، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم إخراج، وبدأت مسيرته الفنية بمجموعة من المسلسلات الاجتماعية كان أشهرها "وما زال النيل يجري" للمخرج محمد فاضل.
وتألق على شاشة السينما بعد فيلم الناظر مع الراحل علاء ولي الدين، إذ قدم بعد ذلك مجموعة مهمة من الأفلام منها "اللمبي، اللمبي 8 جيجا، كركر، كتكوت، بوحة، ويتسم بالقدرة على رسم الشخصية، والتوحد مع تفاصيلها بشكل رائع.