مؤتمر ميونخ للأمن.. منصة استثنائية تبحر في عالم معقد
![شعار مؤتمر ميونخ](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/155-102937-munich-conference-new-details_700x400.jpg)
منصة استثنائية تجمع تحت سقفها قادة دول العالم ووزراء الدفاع وخبراء الأمن، تنكأ جراح الأزمات، وتحاول الوصول لأرضية مشتركة بين أطرافها.
إنه مؤتمر ميونخ للأمن؛ المنصة الأمنية الأهم في العالم، والذي تنطلق أعماله غدا الجمعة، وتستمر حتى الأحد المقبل، بحضور لافت من قادة الدول والحكومات وخبراء الأمن والدفاع.
ويأتي مؤتمر ميونخ هذا العام في ظل أزمات معقدة، وشد وجذب عبر طرفي الأطلسي، سواء فيما يتعلق بميزانية الدفاع، أو كيفية التعاطي مع روسيا والحرب في أوكرانيا، فضلا عن الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط.
وفيما يلي تعرض "العين الإخبارية" أبرز المعلومات عن مؤتمر ميونخ
تاريخ المؤتمر
يملك مؤتمر ميونخ تاريخا كبيرا يمتد لأكثر من ستين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين، والعمل الدولي متعدد الأطراف.
وحمل المؤتمر عدة أسماء منها اللقاء الدولي لعلوم الدفاع، والمؤتمر الدولي لعلوم الدفاع، قبل أن يحمل الاسم الحالي "مؤتمر ميونخ للأمن".
ومنذ عام 2015، حضرت قضايا الشرق الأوسط بقوة على طاولة المؤتمر، حيث ناقش في ذلك العام إرهاب تنظيم داعش الإرهابي والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة اللاجئين السوريين، والحرب في سوريا.
وفي 2016، كانت الأزمة السورية في بؤرة الاهتمام فضلا عن قضايا مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين، وهي القضايا التي استمرت في مؤتمر 2017. وكانت الأزمة السورية حاضرة بقوة في مؤتمر 2018.
انتقاد من الداخل
ورغم أهمية المؤتمر ومحورية اجتماعاته، طالته الانتقادات في عام 2018، لأنه لم يقدم إسهاما حقيقيا في حل القضايا الدولية الشائكة، إلى حد الذي دفع رئيسه آنذاك، فولفغانغ إيشينغر، إلى انتقاد دوره، في خطابه الختامي، حيث قال "على مدار 48 ساعة، استمعنا للأخطاء التي تحدث في العالم، والأخطار التي تواجهنا. وماذا يجب أن نتجنبه مستقبلا".
وتابع في محاولة لتقييم المؤتمر "لكننا لم نستمع بالقدر الكافي لخطابات تضع خطوات محددة يمكن أن تؤدي لتحسن في وجهات النظر القاتمة للعالم في الوقت الراهن وحل مشكلاته"، في إشارة إلى أن المؤتمر لم يقدم حلولا للمشكلات التي يعاني منها العالم، بالشكل الكافي.
وفي 2021، عقدت إدارة المؤتمر "إصدار خاص" عبر الفيديو، شارك فيه سياسيون رفيعو المستوى، خاصة الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظرا لتعقد الوضع الصحي في ذلك الوضع جراء تفشي جائحة كورونا.
وفي العام الذي تلاه، جرى المؤتمر عبر "مشاركة هجينة"، شملت فعاليات مقيدة على الأرض وتفاعلا واسعا عبر الفيديو، خوفا من فيروس "كورونا"، بالتزامن مع التوتر المتزايد بين الغرب وموسكو في ذلك الوقت، والذي انتهى بهجوم الأخيرة على كييف في الـ24 من الشهر نفسه.
بعدها، عاد المؤتمر للانعقاد بشكل طبيعي ودون قيود في عامي ٢٠٢٣ و2024.
وتمويل مؤتمر ميونخ الأمني يأتي من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية بافاريا والجهات الراعية من القطاع الخاص مثل شركات باير وأمازون وميتا ومايكروسوفت.
مكان الانعقاد
يقام المؤتمر سنويا في مدينة ميونخ وهي عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، والتي تقع على ضفاف نهر إيسار قرب الحدود مع النمسا، أكبر المدن الألمانية مساحة وسكانا، وأهم مراكزها الصناعية والسياحية.
أما مقر الفعاليات فيحتضنه فندق "بيرانشه هوف" الفاخر، وسط مدينة ميونخ، والذي يضم 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات.
محطات لا تُنسى في المؤتمر
لم يخل مؤتمر ميونخ للأمن من لحظات التوتر والمشادات الكلامية التي شهدتها بعض جلساته على مدار انعقاده، بينها:
- خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2007، تخلله انتقاد لاذع للغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية.
- قطعة معدنية عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نسخة 2018، وقال إنها جزء من طائرة إيرانية بدون طيار أسقطتها بلاده، ليرد عليه وزير الخارجية الإيراني وقتها، محمد جواد ظريف، بأن كلامه عبارة عن "سيرك كارتوني"
- مشادة كلامية بين رئيسي الوفد الفلسطيني المفاوض الراحل صائب عريقات، والإسرائيلي تسيبي ليفني، في نسخة 2014.
aXA6IDE4LjE5MS4xODUuNTEg جزيرة ام اند امز