تحديات عالمية.. انطلاق مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ58
انطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ58، بعد ظهر الجمعة، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
وفي تمام الـ13:30 بالتوقيت المحلي، افتتح رئيس مؤتمر ميونخ، فولفغانغ إيشينغر أعمال المؤتمر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط 2022، في مكانه التقليدي، فندق "بايريشرهوف" في ميونخ، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة.
وفي ضوء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا، يجري المؤتمر بعدد أقل من الضيوف وممثلي وسائل الإعلام كما كان معتادا، بالإضافة إلى وفود رسمية صغيرة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.
ويحضر المؤتمر المستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويناقش المؤتمر في عدد من الجلسات وورش العمل على مدار 3 أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ وجائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.
وخلال أعمال اليوم الأول، تٌعقد عدة جلسات تحت عناوين مختلفة، أبرزها "التخلص من العجز.. مواجهة التحديات العالمية"، ويلقي فيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك كلمتيهما.
كما تجري جلسة بعنوان "تصفح الموجة.. منع الجائحة التالية" تتناول كيفية الحيلولة دون حدوث جائحة مستقبلية على غرار كورونا. فيما تجري جلسة ثالثة بعنوان "تقاطعات الدوائر الاستراتيجية: التعاون والمنافسة في قطاع التكنولوجيا"، وجلسة رابعة بعنوان "توسيع نطاق العمل المناخي العالمي".
وفي المساء، تجري وقائع جلسة بعنوان "وقف المد غير الليبرالي: التحدي العالمي لتآكل الديمقراطية"، بحضور نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وكريستينا لامبرخت وزيرة الدفاع الألمانية.
وأمنيا، يتولى 3500 شرطي من شرطة ولاية بافاريا الألمانية وولايات ألمانية أخرى، تأمين مؤتمر ميونخ الدولي للأمن الذي سيبدأ فعالياته بعد ظهر اليوم.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.
أوكرانيا تتصدر المباحثات
المحلل السياسي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، قال إن التعايش بين روسيا والغرب (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي) هي بالتأكيد القضية الرئيسية لمؤتمر ميونيخ، إضافة إلى قضايا الطاقة المتعلقة بأوروبا، أو التداخلات في البيئات الاستراتيجية مثل البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا، والشرق الأوسط. ومرة أخرى، هناك قضية مهمة أخرى تتعلق بالعلاقات مع الصين (التي تمر معها روسيا بمرحلة من التعاون الواضح الذي يقلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي).
وأضاف روفينيتي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "تصبح مركزية هذه القضايا أكبر إذا أخذنا في الاعتبار السياق الزمني. إن الأزمة على الحدود الأوكرانية لم تنجم عن رغبة بوتين في غزو كييف، ولكن بسبب حاجته إلى وضع قواعد جديدة للتعايش، أو إدارة مشتركة جديدة للنفوذ، لوضعها بطريقة أخرى (ربما أكثر واقعية)".
وأشار إلى أن هناك قضايا تتعلق بإفريقيا، بدءاً بقضايا الساحل وشمال إفريقيا، مؤكدا أن "ليبيا بالتأكيد أحد الموضوعات لأن استقرار البلاد مهم في إطار موسع، بالنظر إلى أن الأزمات التي نشأت على الأراضي الليبية كانت بمثابة بالوعة لديناميكيات أخرى".
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز