جداريات للتوعية بتغير المناخ.. كيف تحمي القوى الناعمة كوكبنا؟ (خاص)
باختلاف اللغات وتنوع المجالات، تسعى البشرية رغم تباين أفكارها ومواقعها إلى حماية كوكب الأرض من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
من هذا المنطلق، يهدف الأفراد إلى خدمة هذا الغرض باستعمال أدواتهم الخاصة والوسائل المتاحة أمامهم، وهو ما حققه بالفعل فنانان بريطانيان، أبدعا جداريتين بغرض المساهمة في توعية العامة بقضية تغير المناخ.
ما سبق، عمل عليه الفنانان ألبيرت كليج وزوي ألين، بعدما فرغا من رسم جداريتين في أحد الأحياء السكنية بمدينة لويستوفت التابعة لمقاطعة سوفولك البريطانية، ضمن مشروع يحمل شعار "نحن هنا".
بحسب "BBC"، يهدف هذا المشروع، وهو نتاج تعاون بين كل من منظمة "Rights Community Action" وشركتي "Glimpse" و"Art Eat Events"، إلى "تمكين المجتمعات المحلية المهددة من آثار تغير المناخ لتناول قضايا المناخ ومواجهتها".
صرحت لونا هودسون، من مسؤولي "Art Eat Events": "نحن سعداء بإتاحة الفرصة لتطوير هذا المشروع في لويستوفت. نأمل أن تؤدي هذه الجداريات إلى جعل قضايا تغير المناخ والعمل الإيجابي الخاص بمكافحتها على رأس أولويات العامة".
هل الفن قادر على توعية العامة بقضايا المناخ؟
يختزل البعض فكرة التوعية بقضايا المناخ في الخطوات والتدابير التي تتخذها دول حول العالم لمواجهة الآثار السلبية، لكن آخرين فتحوا بابًا لخدمة هذا التوجه من خلال القوى الناعمة.
ومن الجداريات التي رسمها الفنانان ألبيرت كليج وزوي ألين، تساءل كثيرون عن مدى جدوى هذه القوة الناعمة في دعم قضايا المناخ والتوعية بآثارها السلبية، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الإجابة عنه خلال السطور التالية.
قال الفنان التشكيلي المصري مجاهد العزب، إن الفن بشكل عام عبّر عن قضية التغيرات المناخية مبكرًا بمختلف أسبابها وتداعياتها، كنتيجة للتطور التكنولوجي والصناعة وما إلى آخره: "هذا حدث على سبيل المثال في السينما على يدي شارلي شابلن، ونفس الحال لإسماعيل ياسين في مصر".
أوضح "العزب"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن الفن يرصد تغير الطبيعة البشرية، ويحاول اللعب على هذا الوتر مع تغيرات الظروف الحياتية بشكل عام.
ركز "العزب" حديثه على تناول الفن التشكيلي لتغير المناخ: "كثيرون عبروا عن هذه القضية بما فيها بعض أعمالي، والخيال يلعب دورًا في خدمة هذا الغرض، بما يعكس (ما ورائيات الأشياء)، مثلًا قد يقدم الفنان لوحة تحذر الناس مما هو قادم في مخيلته، فلوحات كثيرة لأسماء شهيرة في العالم عبرت فيما وراء الطبيعة، بتجسيد أحداث طبيعية جسيمة من زلازل لبراكين لحرائق وغيرها الكثير".
يعتبر "العزب" أن الفن قادر بشكل أو بآخر على التعبير عن قضايا المناخ، لكن الأمر يرتبط بدعم تتولاه جهة بعينها، بحيث تطرح فكرة من شأنها أن توعي العامة بالقضية من جهة، وتجعل المتلقي يتقبل هذا اللون الفني من ناحية أخرى بحسب رأيه.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMjkg
جزيرة ام اند امز