متحف الفن في باريس يفتح أبوابه بمعرض لـ"كريستو"
المعرض يسلط الضوء بشكل لافت على كل الأعمال التحضيرية من كولاج ودراسات ومجسمات لمشروع جسر بونوف في باريس.
بعد شهر على وفاته، تستضيف باريس، الأربعاء، معرضا تكريميا للفنان العالمي كريستو، المشهور بأعماله الفنية التي كانت في كثير من الأحيان تظهر المعالم الضخمة كأنها مغلفة مثل الهدايا، أرجئ بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبالتزامن مع معرض "كريستو وجان-كلود، باريس"، يعيد المتحف الوطني للفن المعاصر في قلب منطقة ماريه في باريس فتح أبوابه بعد إغلاق دام أشهر بسبب الفيروس.
ويستعيد المعرض، مسار الفنان الراحل مع زوجته جان-كلود، مع التركيز على تحضيراته في عام 1985، عندما لفّ جسر بونوف في العاصمة الفرنسية بالقماش.
وكريستو هو فنان ومهندس معماري ونحات ورسام أمريكي بلغاري المولد، ولد في 13 يونيو 1935، وابتكر مشاريعا فنية ضخمة، بالتعاون مع زوجته جان كلود.
وقد يساهم وفاة كريستو في 31 مايو الماضي، في نيويورك عن 84 عاما في زيادة عدد الزوار.
ويلقي المعرض الضوء بشكل لافت على كل الأعمال التحضيرية من كولاج ودراسات ومجسمات لمشروع جسر بونوف الذي دفعه لاحقا إلى "تزيين" نصب لها رمزية كبيرة عبر العالم بالقماش من مبنى البرلمان الألماني "الرايشتاج" في برلين وصولا إلى قوس النصر في باريس قريبا.
واحتاج "تزيين" جسر بونوف إلى 40 ألف متر مربع من القماش السكري اللون وكيلومترات من الحبال وغواصين وخبراء تسلق حبال واختصاصات أخرى، عملوا أمام أعين سكان العاصمة الفرنسية المذهولين.
ويقدم المعرض أيضا المواد والعناصر الهندسية المستخدمة في هذا المشروع مع صور جميلة تعود إلى تلك الفترة، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ورغم وفاة الفنان، لا يزال مشروع لف قوس النصر حاصلا على موافقة مركز النصب الوطنية وقصر الإليزيه وسينفذ في خريف عام 2021، بتأخر سنة بسبب فيروس كورونا المستجد.
اسمان لا ينفصلان
وصل البلغاري الشاب كريستو فلاديميروف جافاشيف إلى باريس سنة 1958 هربا من النظام الشيوعي في بلاده.
وبقي فيها حتى عام 1964، وقد ارتبط مصيره بجان-كلود دينا دو فيوبون وهي ابنة احد أقارب الجنرال ديجول المولودة في اليوم نفسه مثله، وشكلا معا ثنائيا فنيا بامتياز.
وقالت صوفي دوبليكس مفوضة المعرض "هذا المعرض بعنوان كريستو وجان-كلود فالاسمان ينبغي ألا يفصلا".
وأضافت "كانا يبدوان على أنهما شخص واحد، ومغرمان ببعضهما بعضا للغاية". وكانت جان-كلود تضطلع بدور أساسي في التواصل وفي مراحل تنفيذ المشاريع الفنية.
وتابعت "استغرق التحضير للعمل عشر سنوات" مع أن الجسر لم يزين إلا لمدة أسبوعين من 22 سبتمبر إلى السابع من أكتوبر 1985.
وأوضحت "بدأ المشروع اعتبارا من العام 1975 مع مداولات كثيرة مع السياسيين"، فرئيس بلدية باريس اعتبارا من العام 1997 جاك شيرك كان "محبذا للفكرة لكنه كان متحفظا بعض الشيء بسبب ناخبيه"، إلا أن جان-كلود تمكّنت من التغلب على ذلك بسبب معارفها في أوساط الديجوليين.
تغيير النطاق
وأوضحت صوفي دوبليكس "في البداية كان كريستو يعمل على مساحات منضدة جمدت بواسطة البرنيق وتدريجا راح العمل يتطور مع "توضيب" القطع وتحرك القماش والحبال عليها".
وقالت المفوضة "ما قام به على نطاق ضيق رغب بإنجازه في مكان عام في المدينة. وبسبب جذوره كان لديه إدراك سياسي قوي جدا. وكان من المهم له أن يقوم بعمل في مكان عام".
واستعرض سيرج لافينيه رئيس مركز جورج-بومبيدو " 42 مشروعا للفنان كريستو أنجز نحو 20 منها، وكان من بينها "الرايشتاج" بالإضافة إلى الجسور العائمة في بحيرة إيسيو في إيطاليا.