متحف "سميثسونيان" بواشنطن.. التاريخ ينصف الأفارقة
بفارق التوقيت والسياق، يستعرض تاريخ العلاقات الأمريكية الأفريقية نفسه على جدران متحف يقف شاهدا على محطات فارقة لإرث عرقي مثير للجدل.
إنه متحف "سميثسونيان الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية"، الذي يحتضن القمة الأفريقية الأمريكية، على مدار ثلاثة أيام بالعاصمة واشنطن، بحضور نحو 50 من قادة دول القارة السمراء.
فمن قصص التحرير ما بعد العبودية إلى الحياة اليومية للأمريكيين من أصول أفريقية، يجد المشاركون في القمة أنفسهم أمام متحف يثري الوعي في الولايات المتحدة بشأن الإرث العرقي الذي ما زال يقسم الكثير من الأمريكيين.
الفكرة
تم اقتراح فكرة إنشاء المتحف للمرة الأولى قبل مئة عام، لكنها لم تر النور بسبب اعتراض مشرعين يرون أن هؤلاء الأفارقة "لم يسهموا بشيء في الولايات المتحدة".
وفي ستينيات القرن الماضي، برزت الفكرة من جديد، لتتلقفها مؤسسة سميثسونيان التي يتبع لها المتحف، وعملت على دمج تاريخ السود ضمن مقتنيات متاحفها القائمة.
في عام 2003 دخلت الفكرة حيز التنفيذ بموجب قانون صادر عن الكونغرس، بعد عقود من الجهود لتعزيز وتسليط الضوء على مساهمات الأمريكيين الأفارقة، قبل أن يتم افتتاحه في سبتمبر/أيلول 2016 باعتباره المتحف التاسع عشر والأحدث لمؤسسة سميثسونيان.
تاريخ في حياة أمة
يسعى المكان الذي يضم أكثر من 40 ألف قطعة، إلى فهم التاريخ الأمريكي من خلال عدسة التجربة الأمريكية الأفريقية، بدءا من عصر الفصل العنصري وبداية حركة الحقوق المدنية مرورا بالنضال الذي واجهه الأمريكيون من أصل أفريقي وغزوه في إنشاء هوية ثقافية لهم.
ويعرض المتحف بالتفصيل كيف ساعدت التجربة المتنوعة للأمريكيين من أصل أفريقي في تشكيل الأمة، بحيث يمكن للجميع التعرف على ثراء وتنوع تجربة هؤلاء، وماذا يعني ذلك لحياتهم.
لوني بانتش، مديرة المتحف، في تصريحات لها قبل افتتاح المكان، قالت "حين تدخل المبنى ستصل إلى الحقيقة والمصالحة ومعالجة قضايا لطالما قسمتنا لعقود".
مضيفة "حانت الفرصة لفهم تاريخ الأمريكيين الأفارقة الثري فضلا عن كونها فرصة لهم للتغلب على ماض مؤلم".
تصميم يعكس واقعا
يتكون التصميم الخارجي للمبنى ، الذي صممه المهندس المعماري الغاني المولد ديفيد أدجاي ، من شاشة ثلاثية الطبقات بلون برونزي.
تُثني هذه الشبكة على الأعمال الحديدية المعقدة التي صاغها الأمريكيون الأفارقة المستعبدون في جنوب الولايات المتحدة.
ماذا يوجد داخل المتحف؟
من خلال جولة سبرتها "العين الإخبارية" عبر الموقع الإلكتروني لولاية واشنطن، تبدأ بالطابق السفلي حيث معرض العبودية والحرية الواقعي، الذي يغطي الفترة من 1400 إلى 1877.
ومن هناك ، شق طريقك من خلال معرضين تاريخيين آخرين، الدفاع عن الحرية، وعصر الفصل العنصري: 1876-1968، وأمريكا المتغيرة: 1968 وما بعدها.
أثناء صعودك إلى الطوابق العليا من المبنى ، ستدخل معارض المجتمع والثقافة في الطابقين الثالث والرابع ، حيث يتم الاحتفال بإنجازات الأمريكيين من أصل أفريقي في الرياضة والموسيقى والمسرح والفنون المرئية.
تشمل الجولة أيضا التجربة العسكرية الأمريكية الأفريقية التي تم تصميمها لنقل شعور التقدير والاحترام للخدمة العسكرية لهؤلاء.
هاريس تُذكّر بوحشية العبودية
وفي كلمة لها أمام منتدى الشباب المنعقد على هامش القمة الأفريقية الأمريكية، عبّرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن إعجابها بمبنى المتحف واصفه إياه بـ"الرائع".
ولدى وصفها للمتحف أضافت " هذا المبنى مستوحى من فن اليوروبا من غرب أفريقيا. والشبكة المعدنية التي تراها في الخارج والتي تحيط بالمبنى مستوحاة من الأعمال الحديدية المعقدة التي صنعها الأمريكيون المستعبدون".
ولفتت إلى أن المتحف والعديد من الأشياء الموجودة فيه، يهدف إلى تذكير قوي بوحشية العبودية والتاريخ المتشابك بين أفريقيا وأمريكا ، بما في ذلك روابطنا المستمرة.
بل هو " تذكير بقوة ومرونة الشعب الأمريكي من أصل أفريقي ومساهمات الأمريكيين الأفارقة لبلدنا"، تضيف هاريس.