متحف "زايد غاندي".. الإمارات والهند في مسيرة زعيمين
متحف رقمي يحمل اسم القائد مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والزعيم الهندي المهاتما غاندي
اختلاف الثقافات لم يمنع تلاقي أفكارهما وقيمهما المبنيّة على العطاء والتعايش والسلام والتسامح، ما يجعل مسيرتهما نبراساً يضيء دروب الأجيال على مر العصور، وقدوة تُقدِّم لهم وصفة الحياة في أجلّ صورها.
في متحف رقمي حمل اسم القائد مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والزعيم الهندي المهاتما غاندي تُستَعرض مسيرة الزعيمين الراحلين بأسلوب مبتكر، يُسلِّط الضوء على نقاط الالتقاء والتشابه في فكرهما، ويسبر أغوار منهجهما للنهوض ببلاده وشعبه ويستعرض إنجازاتهما العظيمة.
رحلة رقمية ممتعة ومثيرة للفضول توظِّف تقنيات الوسائط المتعددة بصورة إبداعية، عبر محتوى تفاعلي من صور ومقاطع فيديو، تقتطع لصاحبها تذكرة لإرواء ظمأ فضوله باكتشاف مسيرة قائدين عظيمين سطّرا التاريخ بسيمفونيات السلام والتعايش وحب الآخر، وهذا ما يجزم كثيرون أنه من بين أسباب التقارب الإماراتي الهندي، والذي ما فتئ يشهد زخماً على مدار السنين.
حكاية تسامح
في أبعاد رمزية تتجاوز التاريخ المادي يسرد المتحف حكاية تسامح وتعايش رسخها زعيمان قدما لشعبيهما وللإنسانية من بعدهما أسرار التعايش المشترك، وخارطة النمو والرفاه الاجتماعي، بعيداً عن الصراعات بجميع أنواعها.
تختلف التسميات والمرجعيات وحتى اللغات، لكن الرهان يظل واحداً، وهو غرس ثنائية المحبة والوطن في قلوب الشعوب، وجعلها ترياقاً للكراهية والتمييز والتطرف بأنواعه، وهو الرهان نفسه الذي أعلنت دولة الإمارات في إطاره 2019 عاماً للتسامح.
من الإمارات إلى الهند.. اختلف الزمن وتفاصيل مسيرتي القائدين، لكن زاوية النظر إلى الزمنين كانت واحدة، بل مستمرة ودائمة غير خاضعة لظرفية أو موسم معينين، تماماً كما هي علاقات دولة الإمارات بنظيراتها إقليمياً ودولياً.
متحف "زايد غاندي"، في منارة السعديات بأبوظبي، يعد أحد مظاهر تلك الرؤية، إذ افتتح قبل أشهر بالتعاون مع متحف غاندي الرقمي في نيودلهي، احتفاء بالقيم الإنسانية للقائدين، وبمناسبة ذكرى مرور 150 عاماً على ميلاد المهاتما غاندي.
وفي تصريحات أدلت بها في حينه لوكالة أنباء الإمارات، قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، إن المتحف يعتبر الرقمي الأول من نوعه في البلاد، ويتزامن مع احتفائها بالتسامح قيمة حضارية متجذرة في الإمارات.
وأضافت أن المتحف يحتفي بقائدين عالميين شهد العالم أجمع على صدق قيمتهما الإنسانية النبيلة، التي أسهمت في بث روح التسامح والتلاحم والوئام بين الشعوب.
محطة في العلاقات الثقافية
المتحف الرقمي شكل محطة في العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند كما قالت الكعبي، مشيرة إلى أنه يمثل ملتقى حضارياً يسرد حكاية التسامح والتعايش التي رسخها زايد وغاندي في شعبيهما، ويأخذ الزوار في رحلة عنوانها المحبة والوطن والقيادة الحكيمة، محطاتها السلام والتسامح والإخاء، كما يترجم المتحف رؤية وفكر دولة الإمارات.
وتابعت: "من خلال تجارب إبداعية على لسان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تُجسّد الأسس المتينة التي قامت عليها دولة الإمارات، وعلى الجانب الآخر هناك أيضاً الكثير من المحتوى الذي يبرز فكر وفلسفة غاندي في الحياة والوطن والمجتمع".
الوكالة نقلت أيضاً عن نافديب سوري، سفير جمهورية الهند لدى دولة الإمارات، قوله "إن المتحف الرقمي يعبر عن قيم السلام والتسامح والحياة المستدامة التي رسخها المهاتما غاندي ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
ولفت إلى أن الزعيمين تميزا بحبهما وخدمتهما للإنسانية والتعاطف مع الجميع، وهذه القيم النبيلة تواصل إلهامنا جميعاً.
وأردف: "بينما نحتفل بالذكرى الـ150 لميلاد المهاتما غاندي وتحتفي الإمارات بعام التسامح، فإني على ثقة أن زوار هذا المتحف سيدركون جوهر تلك القيم العالمية التي دعمها الزعيمان وكرسا حياتهما من أجلها".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز