"صول باند".. فرقة موسيقية بغزة تشدو للوطن وتواجه التحريض
إدانات واسعة لدعاوى هاجمت فرقة "صول باند" الموسيقية التي انطلقت من قطاع غزة عام 2012 وتحذيرات حقوقية من مناخ التحريض ضد أعضائها
أثارت فتوى أطلقها قيادي فلسطيني بتحريم نشاط فرقة موسيقية من قطاع غزة، انتقادات واسعة وتضامناً كبيراً معها، وسط تحذيرات حقوقية من خلق مثل هذه الفتاوى مناخ من التحريض على أعضاء الفرقة يرقى إلى "خطاب كراهية".
وأطلق الدكتور محمد الفرا الفتوى بعد فيديوهات انتشرت للفرقة الموسيقية "صول باند" التي انطلقت من قطاع غزة عام 2012، وتتكون من 5 أشخاص بينهم فتاة، اشتهروا بتقديم الأغاني الوطنية والمحافظة على الموروث الثقافي.
في فتواه التي لقيت إدانة واسعة، كتب الفرا عبر صفحته على موقع "فيسبوك: "فرقة صول الغنائيّة التي تجوب قطاع غزة تنتهك حرمات الله بالتّرويج للتبرُّج والسفورِ وتزيّنُ الاختلاطَ، وفعلها منكرٌ ظاهرٌ، ومنعُها واجبٌ في حقّ صاحبِ السّلطانِ".
وادعى أن استمرار الفرقة في العمل بحرية في قطاع غزة كان بسبب "السكوت أو الرضا عن أفعالِها من بعضِ الجهاتِ السياديّة"، في دعوة واضحة لحظر نشاط الفرقة.
أثارت الفتوى انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط رفض لما وصف بـ"الفتاوى الداعشية".
وكتب إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطيني السابق: "فرقة صول الغزية الفلسطينية تقدم نموذجاً جديداً لروح العنقاء التي تنتقل في الزمن الفلسطيني جيلاً بعد جيل".
وأضاف: "للذين يخشون من الموسيقى وإبداع الكلمة.. عليكم قراءة التاريخ مرة أخرى من زاوية أكثر رحابة، زاوية تنتصر للحرية وتنتصر للرواية والحق في التعبير".
وشدد على أنه "لا يمكن لأي فرقة موسيقية أو أي مبدع أو مبدعة في مختلف المجالات أن يكونوا سبباً لهزيمة فكرية كما قد يظن البعض، بل على العكس تماماً".
واختتم قائلاً: "الانتصار للإبداع يعني الانتصار للحرية والانتصار للغد. والانتصار لفكرة الحياة.. الأفكار لا تموت وإن حوصرت بل تزداد تحليقاً في الأفئدة".
وتزامنت الفتوى مع سفر الفرقة إلى الخارج، ما أثار شائعات بهجرتها نتيجة الضغوط التي تتعرض لها، غير أن "صول باند" نفت ذلك بفيديو نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك"، موضحة أنها سافرت للخارج لتقديم عروض وقضايا متعلقة بعملها في المرحلة المقبلة، وأنها ستعود إلى غزة.
ووعدت الجمهور الفلسطيني باستمرار عرض حلقات برنامجها "وصلة"، كل خميس، عبر شاشة تلفزيون فلسطيني.
وكانت الفرقة قد سجلت 30 حلقة غنائية قبل سفرها منذ شهر إلى الخارج، على أن تعرض الحلقات على شاشة تلفزيون فلسطيني.
وصورت "صول باند" وسجلت هذه الحلقات وسط المدن الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك، وسط ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، ودوار النجمة في مدينة رفح، بمعرفة من قبل الجهات الرسمية في غزة.
حظيت أغاني الفرقة بنسبة مشاهدة كبيرة؛ منها أغنية "رافع راسي" التي حققت انتشاراً واسعاً، وبلغ عدد مشاهداتها على "فيسبوك" 1.5 مليون.
وكذلك أغنية "جفرا" التي حققت عشرات آلاف المشاهدات على "يوتيوب" و"فيسبوك".
وكانت "صول باند" في طليعة المجموعات المحلية التي شاركت في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بتقديم عروض فنية هناك.
إضافة إلى ذلك، شهدت مشاركات الفرقة في المهرجانات المحلية تطوراً خلال العام الماضي، إذ شاركت في مهرجاني "فلسطين الدولي" و"على السطح"، وغنّت إلى جانب مجموعة من الفنانين الأوروبيين في حفلة نظمتها "اليونسكو" على مقربة من شاطئ غزة.
ورأى المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان أصدره، أن عمل الفرقة يندرج ضمن حرية الرأي والتعبير، وهي حقوق مكفولة بموجب القوانين المحلية والدولية، كما رأى أن من واجب السلطات في غزة توفير الحماية لها، وضمان تمتع المواطنين بها دون مضايقة من أحد.
وعبّر المركز عن تخوفه من هذا الخطاب التحريضي، مشدداً على أن ما تقدمه الفرقة الغنائية وفرق فنية أخرى هو ضمن مساحات حرية التعبير، وحمّل السلطات في قطاع غزة المسؤولية عن حياة وسلامة فرقة صول، وجميع المواطنين الذين يمارسون حريتهم في التعبير والإبداع.
واختتم البيان مطالباً السلطات الفلسطينية بتوفير الحماية للفرقة، فضلاً عن إعلان الجهات المسؤولة في قطاع غزة عن موقف واضح ورافض لهذه التصريحات.