موسيقى المازوركا البولندية تجتاح أوروبا مجددا
الجنود البولنديون مع نابليون حملوا هذه الموسيقى أينما حلوا وصولا إلى الكاريبي، وكذلك المتمردون البولنديون الذين لجأوا إلى فرنسا.
تشهد العديد من الدول الأوروبية منها بولندا عودة موسيقى مازوركا البولندية الشعبية الحماسية، حيث يدور الأزواج على إيقاعات أنغام الأكورديون والكمنجة في مشهد يذكر بحياة الفلاحين في القرون الماضية.
ويقول يان كميتا (83 عاما) أحد آخر فناني المازوركا: "كانت أصبحت طي الماضي لكني عندما أرى كل هؤلاء الشباب الذين يأتون لتعلمها أنسى سني المتقدمة".
ويشدد نيكولا روش وهو عازف كمان فرنسي أتى من منطقة سيفين، في ختام ورشة تدريب بإشراف العازف المسن في إطار مهرجان "كل مازوركا العالم" في وارسو، على أن المازوركا البولندية "لا علاقة لها" بتلك المنتشرة في فرنسا وأماكن أخرى".
ويوضح مصمم الرقص بيوتر زجورزيلسكي: "يطارد الأزواج بعضهم بعضا ويدورون على أنفسهم مثل الدراويش لكن ضمن ثنائيات، فالأهم هو التواصل الوثيق مع الآخر"، ويؤكد: "الراقص الماهر كان قادرا على تأدية الخطوات مع كوب زجاجي على الرأس من دون أن تسقط قطرة واحدة من الماء".
ويقول توماش نوفاك العالم الموسيقي في جامعة وارسو: "البعض يذكر أن المازوركا ترجع إلى وثائق موسيقية دينية تعود إلى القرن الخامس عشر، إلا أن الاسم ظهر للمرة الأولى عام 1708، ومن ثم حمل الجنود البولنديون مع نابليون هذه الموسيقى أينما حلوا وصولا إلى الكاريبي، وكذلك فعل كثير من المتمردين البولنديين الذين لجأوا إلى فرنسا هربا من جيش القيصر الروسي".
وأصبحت المازوركا رائجة مع تبسيطها وتحديثها بحسب البلدان، ففي بولندا، بدأت هذه الموسيقى تتراجع لتحل مكانها الأنواع المستوردة.
وفي الأرياف، ظل السكان يرقصون على أنغامها حتى الخمسينيات إلا أن التراجع حدث سريعا مع حلول الإذاعات والأنواع الموسيقية الجديدة.
وخلال الحقبة الشيوعية، بُذلت جهود لتحويل الرقصات الشعبية إلى "رقصات وطنية" وأدائها على المسارح.
ونجد صدى لذلك في فيلم "كولد وور" لبافيل بافليكوفسكي الذي فاز بجائزة الإخراج في مهرجان كان ورشح لجوائز أوسكار في عام 2018.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg
جزيرة ام اند امز