على سطح المنازل.. الغناء في غزة يتحدى إسرائيل
الجمهور تفاعل مع غناء الفرقة المحلية التي قدمت عدة أغان ضمن وصلة فنية نظمتها جمعية الرواد للشباب الفلسطيني
على سطح أحد المنازل في المنطقة الحدودية المحاذية لجنوب قطاع غزة، عزفت الموسيقى وغنى فنانون فلسطينيون شباب للأمل والوطن، متحدّين الاحتلال الجاثم على بعد عشرات الأمتار من المكان.
وتفاعل الجمهور من النساء والشبان والفتيان، الذين تجمعوا على سطح أحد منازل بلدة عيسان الكبيرة شرقي خان يونس، مع غناء الفرقة المحلية التي قدمت عدة أغان ضمن وصلة فنيه نظمتها جمعية الرواد للشباب الفلسطيني في سياق مشروع حاضنات ثقافية التابع للاتحاد العام للمراكز الثقافية.
وصفقت نسوة الحي الريفي للموسيقى وأداء الفرقة، التي كسرت روتين حياتهم اليومية التي اعتادوا فيها على إطلاقات النار من قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
وتفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة بعمق يصل إلى 300 متر على طول السياج الأمني الذي تضعه شرقي قطاع غزة وشماله بطول يصل إلى أكثر من 50 كم، وتنشر على طول هذا الشريط عشرات المواقع والثكنات العسكرية التي تكاد لا تتوقف عن إطلاق النار تجاه التجمعات الفلسطينية القريبة بعدما جرفت خلال السنوات الماضية غالبية الأراضي في المنطقة العازلة.
رسالة تحدٍ
ورأى محمد ناجي منسق المبادرة في حديثه لـ"العين الإخبارية" في الفعالية رسالة تحدٍ للاحتلال الذي يريد قتل الفرح بتصعيده المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وقال: اخترنا تنظيم هذه الوصلة على سطح أحد المنازل في المنطقة الحدودية لننقل الحياة من وسط براثن الموت، ونقول هذا شعب يحب الحياة والأمل.
وأشار إلى أن الهدف من الفعالية هو إبراز الهوية الفلسطينية المتمثلة في إحياء الثقافة والتراث، وهي ضمن برنامج متكامل شمل لقاءات شبابية وفقرات شعبية تراثية ووصلات غنائية على السطح شارك فيها أكثر من 100 شخص من المجتمع المحلي.
كسر روتين الحياة
مرام، 19 عاما، إحدى الفتيات اللواتي شاركن في حضور الفعالية، عبرت عن سعادتها بكسر روتين الحياة في المنطقة التي يغلب عليها الطابع الريفي.
وقالت مرام: اعتدنا في هذه المنطقة على أصوات الدبابات الإسرائيلية، وأصوات القذائف وإطلاق النار، ولكن اليوم نسمع الموسيقى والأغاني الثورية، ونسمع الاحتلال أننا نريد أن نعيش ونحب الحياة ونرفض الاستسلام لثقافة الخوف والموت.
وغنت الفرقة الشابة أغاني ثورية وتراثية قديمة، نالت إعجاب الحضور.
شعب يحب الحياة
بدوره أشار عاطف أبودقة رئيس مجلس إدارة جمعية الرواد إلى ضرورة إحياء التراث الفلسطيني كي لا يضيع ما تبقى منه واستغلال أدوات الزمن الحديث وتوظيفها في دعم حضور هذا التراث.
وأشار إلى أن أهمية الفعالية تكمن، إلى جانب مضمونها الثقافي، في استهداف منطقة تصنف مهمشة ومستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي، لتقول بلسان الفلسطينيين: نحن شعب نحب الحياة.
وبيّن أن المبادرة شملت مجموعة من الأنشطة منها فن على الحيط (جرافيتي) حيث تم رسم جدارية كبيرة إلى جانب تنفيذ مجموعة من الوصلات الغنائية الثقافية الفلسطينية على أسطح المنازل الحدودية شرق خان يونس.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز