مجزرة السواركة بغزة.. إسرائيل تعترف ولا تعتذر
قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أنهى الاحتلال عمليته على غزة كما بدأها بفاجعة أدمت قلب القريب والبعيد.
حفر غائرة في الأرض.. ذلك كل ما تبقى من منزلي عائلة السواركة في دير البلح وسط غزة، في فاجعة أنهى فيها الاحتلال عمليته الأخيرة على القطاع كما بدأها.
مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الذي اعترف بارتكابها دون اعتذار.
فبعد ساعات من قتل عائلة السواركة، نشر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورة لمسلح قال إنه قيادي في الجهاد الإسلامي وإنه استهدف في الغارة.
الغارة التي تمت فجر الخميس، وأسفرت في حينها عن استشهاد 8 من عائلة السواركة، بينهم 5 أطفال، اتضح لاحقا أنه لا علاقة لهم بالجهاد الإسلامي.
واعتبر أدرعي أن وجود المسلح الفلسطيني المزعوم بين أبناء العائلة مبرر لقتلها.
وفي بيان له، اليوم الأحد، قال أدرعي: "يوم 14 نوفمبر أعلنا أن رسمي أبو ملحوس الذي قتل في دير البلح يُعَد مسؤولا في الجهاد الإسلامي، إلا أن معلومات واردة فيما بعد تثير شكوكا حول مصداقية النبأ وقد لا يكون دقيقا".
وأضاف: "نترك الموضوع للتحقيق حيث منه نستقي العبر".
بيان أدرعي لم يتضمن أي اعتذار عن قتل العائلة الفلسطينية، وإن كان يحمل ضمنا اعترافا بالمسؤولية استنادا إلى معلومات استخبارية مغلوطة.
ولم يكن لبيان المتحدث العسكري هذا أن يصدر لولا قيام صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الجمعة، بفضح تفاصيل الجريمة البشعة.
وكانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد طالبا حكومة الاحتلال بإجراء تحقيق شفاف في عملية القتل.
- هآرتس: قصف منزل "السواركة" بغزة استند لشائعات على "فيسبوك"
- مطالب أوروبية بالتحقيق في مقتل عائلة فلسطينية بغارة إسرائيلية
تفاصيل الجريمة
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة قد قال عن الجريمة: " قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الساعة الأولى لهذا اليوم الموافق 14/11/2019، ثمانية مواطنين من عائلة واحدة، بينهم امرأتان و5 أطفال".
"فيما أصابت 13 آخرين، بينهم 11 طفلا، بعد قصف منزلين على رؤوسهم في دير البلح، وسط قطاع غزة، في أحدث جرائم الحرب التي اقترفتها تلك القوات قبل إعلان وقف إطلاق النار، بعد يومين داميين من التصعيد".
ووفق تحقيقات المركز "ففي نحو الساعة 12:25 بعد منتصف الليل، أطلقت طائرات الاحتلال الحربية الإسرائيلية 4 صواريخ، تجاه منزلين من الصفيح في منطقة البركة بدير البلح، يعود أحدهما للمواطن رسمي سالم عودة السواركة (45 عاما) والآخر لشقيقه محمد (40 عاما)".
وأشار المركز إلى أن القصف أدى "إلى تدمير المنزلين على رؤوس قاطنيهما، ومقتل المواطن رسمي وزوجته و3 من أطفالهما".
"بينما أصابت الغارات شقيقه محمد بجروح بالغة الخطورة وقتلت زوجته واثنين من أطفالهما، إلى جانب إصابة 13 آخرين".
وبحسب المعلومات المتوافرة، هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني للمكان بعد نحو 10 دقائق من القصف.
كما تجمع عدد من سكان المنطقة، وبدأوا بالحفر والبحث عن سكان المنزلين تحت الركام، وتم انتشال 6 جثث، و13 مصابا نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وعند نحو الساعة 7:00 صباحا، انتشل سكان المنطقة جثتي طفلين.
ولاحقا أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف رسمي السواركة بدعوى أنه مسؤول الوحدة الصاروخية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلام، وسط قطاع غزة.
والشهداء هم:
رسمي سالم عودة السواركة، 45 عاما.
مريم سالم ناصر السواركة، 33 عاما.
يسري محمد عواد السواركة، 39 عاما.
وسيم محمد سالم السواركة، 13 عاما.
مهند رسمي سالم السواركة، 12 عاما.
معاذ محمد سالم السواركة، 7 أعوام.
فراس رسمي سالم السواركة، عامان.
سالم رسمي سالم السواركة، 3 أعوام.
معلومات خاطئة لتبرير الجريمة
وقالت النسخة الإلكترونية لصحيفة "هآرتس"، الجمعة، إن "عملية القصف تمت بناء على معلومات استخباراتية خاطئة؛ حيث جرت دون التحقق المسبق من عدم وجود مدنيين في الموقع".
ولفتت إلى أن المعلومات التي أوردها المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عن رسمي أبو ملحوس السواركة "غير موثوقة واستندت إلى شائعات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يتم التحقق منها".
وأوضحت الصحيفة أن "المبنى الذي تعيش فيه الأسرة كان على قائمة الأهداف المحتملة، لكن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أكدوا أنه حتى العام الماضي لم يتم التحقق من وضع المنزل ولم يتم فحصه قبل الهجوم".
لكنها أشارت إلى أن عملية القصف استندت إلى قائمة أهداف قديمة لم يتم تحديثها، حيث لم يتم التدقيق من جديد في هوية سكان هذا المنزل.
كما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه لم يتم التأكد من هوية الشخص الذي نشر أدرعي صورته.
وبحسب "هآرتس" فإن جيش الاحتلال أقرّ بقصف المنزل باعتباره "بنية تحتية تابعة لحركة الجهاد".
وتابعت: "صنف الجيش الموقع كمجمع تدريب عسكري، لكن في الفترة التي مضت منذ اعتماده كهدف، لم يتم النظر في التغييرات التي أدخلت على المجمع، لتحديد ما إذا كان لا يزال يعمل كموقع للجهاد".
واستطردت: "تم إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة الهيكل والأهداف الأخرى باستخدام قنبلة JDAM، التي تستخدمها طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ويتيح نظام الأسلحة المثبت على هذه القنابل إصابة مباشرة باستخدام نظام توجيه قائم على نظام GPS".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز