بعد استحواذه على تويتر.. إيلون ماسك يقسم إدارة بايدن نصفين
"أفضل البقاء بعيدا عن السياسة".. 5 كلمات لم يتردد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في إطلاقها، ردا على ادعاءات مرتبطة برفضه للإجهاض.
ادعاءات أزاح الستار عنها حاكم تكساس جريج أبوت ترتبط بدعم "ماسك" لقوانين الولاية المناهضة للإجهاض، لكن الأخير لم يؤكدها أو ينفيها واكتفى برغبته في الابتعاد عن السياسة.
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان على شهرته كرئيس تنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، هاجم قطب التكنولوجيا المولود في جنوب أفريقيا الجميع وكل شيء، بدءا من دونالد ترامب وبيرني ساندرز، إلى مسؤولي الرقابة وقواعد كورونا، والنقابات العمالية.
وطبقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، قد يكون من الصعب تحديد سياسات الرجل صاحب الخمسين عاما، لافتة إلى أنه كثيرًا ما تبرع للديمقراطيين والجمهوريين، على حد سواء.
كما أنه وصف نفسه بشكل مختلف من "اعتدالي" و"اشتراكي" و"ليبرالي اجتماعي ومحافظ ماليا".
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اختارت مجلة تايم "ماسك" ليكون شخصية العام لعام 2021. كما تصدر عناوين الصحف بشكل متجدد منذ قدم عرضه لشراء تويتر بأكمله.
وأفادت تقارير أمس الإثنين بأن تويتر يستعد لقبول عرضه لشراء شبكة التواصل الاجتماعي مقابل 54.20 دولار للسهم الواحد.
وفي 14 أبريل/نيسان، أعلن الملياردير عن عرض بقيمة حوالي 43 مليار دولار للشركة التي جرى التداول عليها بشكل عام، ويريد تحويلها إلى الخاص.
وجاء إعلان ماسك بعد شرائه حصة بنسبة أقل من 10% من تويتر، ما يجعله أكبر حامل للأسهم.
سياسات مربكة
صحيفة الإندبندنت اعتبرت أن توصيفات ماسك لسياساته الخاصة مربكة في بعض الأحيان، لكن كان الأمر الأكثر اتساقا أنه "ليبرالي اجتماعي ومحافظ ماليا" أو حتى "ليبرالي اجتماعي للغاية".
وزعم أنه مسجل كمستقل وقال: "لأكون واضحا.. لست محافظا". كما زعم أنه "اشتراكي" لكن "ليس من النوع الذي يحول الموارد من الأكثر إنتاجية للأقل إنتاجية" ثم أوضح لاحقا أنه لا يجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجدية جدا.
وطبقًا للبيانات التي جمعتها مجموعة الضغط غير الربحية "أوبن سيكريتس"، قدم إيلون ماسك إجمالي 1.2 مليون دولار إلى الساسة والأحزاب ولجان العمل السياسي وحملات الاستفتاء منذ عام 2002.
وذهبت تلك الأموال بالتساوي تقريبا إلى الديمقراطيين (542 ألف دولار)، والجمهوريين (574.500 دولار)، و85 ألف دولار أخرى تذهب إلى حملتي استفتاء يسارية في كاليفورنيا.
غير أن هذا التوازن انقلب بمرور السنوات: في 2006، و2013، و2017، حيث تبرع إلى الجمهوريين، بينما في عام 2015 تبرع للديمقراطيين فقط.
لكن بحسب تفسير ماسك، لا تشير تلك التبرعات كثيرًا إلى معتقداته الشخصية، وبدلًا من ذلك يصفها ببساطة بأنها تكلفة ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة.
وقال لصحيفة "هافينجتون بوست" عام 2013: "ليكون صوتك مسموعا في واشنطن، يجب أن تقدم بعض المساهمات الصغيرة. لكن.. لم أجد واشنطن فاسدة كما يعتقد كثير من الناس، وأنا ممتن جدا لذلك، لأنها إذا كانت كذلك لكانت فرصنا معدومة".
وقدم ماسك تبرعات لمزيد من الساسة الديمقراطيين من الأفراد مقارنة بالجمهوريين، وكثيرًا ما أشاد بديمقراطيين بعينهم بطريقة نادرا ما فعلها مع خصومهم.
وعندما كان دونالد ترامب مرشح الجمهوريين، قال ماسك إنه يشعر أنه لن يكون الرجل المناسب.
ومن ناحية أخرى، نادرًا ما كانت تصريحات ماسك بشأن القضايا الاجتماعية واضحة مثل آرائه الاقتصادية.
وفي الواقع، كثيرًا ما أرسل إشارات متضاربة وبدا أحيانا أنه يغازل التيار الاجتماعي المحافظ.
ردود أفعال محتدمة
وبعد سيطرة إيلون ماسك على تويتر كانت هناك عدة ردود أفعال، معظمها سياسية، من اليمين واليسار.
وفي حين يشعر بعض المعلقين المحافظين واليمينيين أن هذا سيسمح بممارسة "حرية التعبير"، يؤمن بعض المعلقين الليبراليين واليمينيين بأن الملياردير مكن من الترويج للكراهية من اليمين المتطرف وإساءة استخدام حرية التعبير.
وفي حين غرد البعض بعد استيلاء ماسك على المنصة، بأنهم سيغادرون تويتر، أقدم الناشط شون كينج من "حياة السود مهمة" على الخطوة وغادر المنصة.
ويعرف الناشط شون كينج بتغريداته بمقاطع فيديو عن الظلم العنصري الذين يتعرض له أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة عبر حساباته على أنستقرام وتويتر.
وجاء في آخر تغريدة كتبها كينج قبل مغادرته للمنصة: "رغبة إيلون ماسك في شراء تويتر لا تتعلق باليمين مقابل اليسار، بل تتعلق بسيادة البيض. نشأ الرجل في أبارتهايد على يد قومي أبيض. إنه مستاء من أن تويتر لن يسمح للقوميين البيض باستهداف/مضايقة الناس. هذا هو تعريفه لحرية الخطاب."
وفي نفس السياق، ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن المسؤولين في البيت الأبيض والاستراتيجيين الديمقراطيين قلقون بشكل خاص بشأن كيف سيؤثر استحواذ ماسك على تويتر على الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لا سيما ما إذا كان الملياردير سيسمح للرئيس السابق دونالد ترامب بالعودة إلى المنصة.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مستشارين لبايدن ومسؤولين بالإدارة، طلبوا عدم كشف هويتهم، أن المسؤولين في إدارة بايدن يراقبون الصفقة عن كثب.
فيما يشعر أعضاء بفريق الرئيس الأمريكي بقلق متزايد من أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا سيسمح لترامب وعملاء جمهوريين آخرين كان قد تم حظرهم من تويتر بالعودة إلى المنصة.
وأضاف المسؤول، أن أعضاء الدائرة المقربة لبايدن والاستراتيجيين في الحزب قلقون من زيادة المعلومات المضللة تحت قيادة ماسك وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتي قد تضع بايدن أمام الرئيس السابق.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر مطلع أن الرئيس الأسبق باراك أوباما واحد من بين مجموعة من حلفاء بايدن الذين يقلقون سرا بشأن أن استحواذ ماسك على تويتر قد يؤدي إلى عودة ترامب إلى المنصة.