مصلح العلياني.. إرهابي بوجه ناعم وعقل يعاني "انفصام التطرف"
لم يكن له من اسمه نصيب فأصبح "مصلح العلياني" أحد قادة الإرهاب بالعالم ممن يغسلون أدمغة الشباب ويجندونهم للقتال بين صفوف داعش.
لسنوات احتفظ الإرهابي مصلح العلياني بمواقع مميزة في الصفوف الأولى للتنظيمات الإرهابية بعد أن نجح في اللعب على جميع الأوتار وأكل على جميع الموائد وارتكب أكبر الآثام.
لكن ما يخشاه كثيرون اليوم هو محاولات إعادة "العلياني" ومن على شاكلته إلى المشهد بوجه بريء وأفكار متلونة تحت مسمى "نقاش أفكار" وهو ما تم التحذير منه عبر دردشات "كلوب هاوس".
وتصاعدت التحذيرات مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من محاولات تناقل مقاطع العلياني المصورة عبر واتس آب أو أي وسيلة تواصل اجتماعي، لأنه قبل أي شيء "هارب ومطلوب" لدى أجهزة الأمن السعودية.
والعلياني مصنف كمسؤول شرعي لـ"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، التنظيمان الإرهابيان الواقفان على طرفي نقيض، خصوصا منذ تفجر الخلاف بين زعيمي القاعدة أيمن الظواهري وداعش أبوبكر البغدادي واشتعال المواجهات بين الجانبين لاحقا.
ذاع صيت "مصلح العلياني" كأكثر المنظرين للتنظيمات المتطرفة قدرة على دس سم الإرهاب في ثنايا كلماته المشحونة تطرفا، لما يجيده من قلب المفاهيم ويصيغها على مقاس أهدافه بغسل الأدمغة واستقطاب الشباب وتأليبه وتجنيده.
شخصية يسيطر عليها التناقض ما بين التشبع بالفكر الإرهابي الظلامي ومعاداة مظاهر الحياة والأنظمة والحدود والغرب من ناحية وعدم التوقف عن التودد للغرب من ناحية أخرى.
اشتهر بين الدواعش وإرهابيي جبهة النصرة بقدرته على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي ابتكرها تنظيم داعش تحديدا لبث سمومه ومغالطاته وأجنداته.
كان شهر سبتمبر/أيلول 2013 محطة فارقة في تاريخ مصلح العلياني حيث غادر إلى سوريا للقتال هناك لكن طموحاته لم تتحقق كاملة.
إرهابي يعاني من الانفصام
المتتبع لتاريخ مصلح العلياني مع النشاط الإرهابي يدرك أنه يعاني من انفصام جعله متذبذبا على الخيط الفاصل بين فكر الإرهاب الذي تبناه وأخرجه عن قوانين بلده السعودية وبين ثوب البراءة الذي يحاول، من حين لآخر، ارتداءه.
لا يجد غضاضة في حمل السلاح وقتل الأبرياء والتباهي بيديه الملطختين، بدماء ضحاياه، ثم الخروج إلى الفضاء الإلكتروني محاولا التنصل من جرائمه على أمل اللعب على جميع الأوتار.
ويدين العلياني بالفضل لسيده ومنظره الأول عبدالله المحيسني، أحد المروجين لأدبيات تنظيم القاعدة في سوريا، والمنسق بين فصائلها.
والعلياني والمحيسني مطلوبان أمنيا لدى سلطات المملكة العربية السعودية غير أن الثاني مصنف على قائمة الإرهاب الأمريكية.
بمرور السنوات، أصبح صعبا الفصل بين تفاصيل المعلم المحيسني عن تلميذه العلياني؛ وإن لم تعرف هذه العلاقة يوما التوازن المطلوب من قبل تلميذ كان يطمح للوصول إلى الصف الأول، بيد أن "ظل" أستاذه كان يحجب عنه مسعاه.
علاقة ثنائية لطالما فجرت الجدل حتى بصفوف المقربين منهما، وأطلقت العنان للكثير من الروايات، لكن وسط كل ذلك الزحام من التفاصيل الحقيقية والمفبركة، تبرز شخصية الرجلين، ومن رحم ذلك، تتجلى أيضا ملامح العلياني.
وعلى مدار سنوات، استثمر المحيسني في المزايا الشكلية للعلياني؛ الوجه الناعم والصوت الجذاب، وهو الذي عرف مقرئا للقرآن ومنشدا صاحب صوت جميل، لكنه وظف كل ذلك في التحريض على التطرف.
ورغم ثوب "الداعية" الذي يحاول ارتداءه في كل مرة يطل فيها عبر مواقع التواصل، إلا أن النشاز الحاصل بين كلامه وواقع الحال فضح أهدافه الحقيقية، الرامية إلى محاولة إثارة الفتنة ضد السعودية، واستقطاب الشباب وتجنيدهم بصفوف التنظيمات الإرهابية.
ووسط فشله، لا يزال الإرهابي متمسكا بمحاولة الضرب على وتر الشباب اليافع من خلال مقاطع فيديو مفخخة بسم التطرف، وسط تحذيرات من نشر مقاطع يقول خبراء إنها شبيهة بالقنابل الموقوتة التي باتت تدخل البيوت بلا استئذان، لتعبث بعقول النشء، وتخلق جيلا جديدا من الإرهابيين.