الإخوان بفرنسا.. شبكة تطرف وإرهاب بأذرع أخطبوط
بين مسار أوروبي وآخر محلي، مارست شبكة الإخوان الإرهابية في فرنسا، أنشطة مشبوهة على مدار ٦ عقود، ونشرت التطرف بشكل ممنهج في البلاد.
وتعرض "العين الإخبارية" في عدة حلقات، الأدوار الحالية لأذرع الإخوان في فرنسا، وتحركات هذه الأذرع على المستوى الأوروبي، ومصير محاولات الجماعة اختراق المجتمع الفرنسي، وممارسة نفوذ على الجاليات المسلمة في فرنسا.
وكما هو الحال في المملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية، كانت الجامعات هي بوابة الجيل الأول من الإخوان، إلى فرنسا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
ولعب النشطاء التونسيون المرتبطون بحركة التيار الإسلامي، رافد حركة النهضة التونسية النشطة في الوقت الحالي، دورًا حاسمًا في تطوير شبكة الإخوان الإرهابية في فرنسا.
الإخوان.. تاريخ طويل بفرنسا
وعلى المستوى الأوروبي، لعبت عناصر الإخوان النشطة في أوروبا دورا كبيرا على مستوى شبكة المنظمات المظلية في أوروبا، إذ تعد شبكة الإخوان الفرنسية واحدة من الشبكات الأكثر نفوذا في القارة.
فعلى سبيل المثال، لعبت شبكة الإخوان في فرنسا، دورًا رئيسيا في تشكيل منتدى المنظمات الشبابية والطلابية في أوروبا "فيميسو"، إذ كانت منظمة الشباب المسلم في فرنسا، واحدة من ثلاث منظمات شبابية أوروبية كلفتها الجماعة، بإنشاء منظمة شبابية لعموم أوروبا في اجتماع ستوكهولم عام 1995، كما شاركت المنظمة الفرنسية في اجتماع برمنغهام في 1996، حيث تم تأسيس فيميسو بشكل رسمي.
وفيميسو متهمة بشكل كبير بمحاولة اختراق المؤسسات الأوروبية، وبسط نفوذ على الشباب المسلم في القارة الأوروبية، وفق طلبات إحاطة في البرلمان الأوروبي عرضتها "العين الإخبارية" في وقت سابق.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شن وزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون، هجوما حادا على "فيميسو"، واصفا إياها بـ"دمية" في يد تنظيم الإخوان الإرهابي.
فيما طالبت وزيرة المواطنة الفرنسية مارلين شيابا بإحالة أمر هذه الجمعية إلى المفوضية الأوروبية "من أجل محاربة هذه الجمعيات التي تهاجم فرنسا وتتسلل إلى مؤسساتنا".
ووفق تقرير لمركز توثيق الإسلام السياسي (حكومي) بالنمسا، يمكن القول إن أحد الأسباب الرئيسية وراء لعب شبكة الإخوان بفرنسا، هو وصولها إلى التمويل؛ إذ تتحدث أجهزة الأمن الفرنسية عن تلقي الشبكة تمويلا كبيرا يصب بشكل أساسي في بناء المراكز الإسلامية ومقرات جمعيات الجماعة.
ففي عام 2014 فقط، تلقت شبكة الإخوان في فرنسا، حوالي 14 مليون يورو من الخارج، وأنفقتها على 15 مشروعًا تراوحت بين بناء مساجد صغيرة وكبيرة ومقرات جمعيات.
"قوة الإخوان" تغير جلدها
ومؤخرا، لجأت جماعة الإخوان إلى تكتيك جديد في فرنسا، عبر تشكيل جمعيات ومؤسسات لا تخضع مباشرة للمنظمة المظلية للجماعة، وتملك حرية حركة أكبر، لتكون أكثر تأثيرا.
وفي حين أن منظمة مسلمو فرنسا هي "قوة الإخوان" الرئيسية ومنظمتها المظلية في الأراضي الفرنسية، شهدت السنوات الأخيرة ظهور نشطاء ومنظمات يرتبطون بهذه المنظمة المظلية بشكل جزئي أو غير مباشر، ويجري تشغليها وإدارتها من جيل شاب من مواليد البلد الأوروبي، مثل لجنة مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا.
وفي 1983، أسست العناصر الإخوانية ما يعرف بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا"، التي غيرت اسمها في عام 2017 إلى منظمة مسلمو فرنسا، وتعد أحد أهم أذرع الإخوان في البلد الأوروبي.
واتحاد المنظمات الإسلامية هو المنظمة المظلية للإخوان في فرنسا، وتعد من أكبر المنظمات المرتبطة بالجماعة وأكثرها نفوذا في أوروبا. داخل فرنسا.
كما تورطت الإخوان بشكل مباشر في نشر التطرف ودفع شبان إلى الإرهاب في فرنسا، إذ عمل مجموعة من رجال الدين المتطرفين المرتبطين بالجماعة على تشكيل شبكات صغيرة في البلديات والمدن الفرنسية الصغيرة، خاصة في مراكز صلاة معينة، لجذب الشباب والمراهقين، ودفعهم إلى التطرف عبر أفكار متطرفة، بل في بعض الأحيان، تحول بعض من الشبان المتأثرين بهذه الشبكات إلى الإرهاب، وفق تقرير مركز توثيق الإسلام السياسي.
وفي حلقة ثالثة تنشر الأسبوع المقبل قبل الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تعرض "العين الإخبارية"، تطور محاولات الإخوان اختراق المجتمع والسياسة في فرنسا، وصولا إلى تدشين الحكومة الفرنسية الحالية مسارا قويا لمكافحة نفوذ الجماعة وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وجلسات منتدى الإسلام.