خليفة ميركل المحتمل يرعب الإخوان بخصومهم.. طوق يقشع وهْم العبور
سنوات يبدو أنها ستكون صعبة على إخوان ألمانيا في استشراف يدحض توقعات الفرع الإرهابي المتشبث بسراب تفاؤل قشعته التغيرات على الأرض.
فأرمين لاشيت، مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم لخلافة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا، أحاط نفسه بفريق يضم وجوها معادية تماما للإسلام السياسي وتنظيماته، خاصة الإخوان الإرهابية.
وفي مؤتمر تابعه مراسل "العين الإخبارية" في برلين، مساء الجمعة، قدم لاشيت فريقًا من أربعة رجال وأربع نساء من المنتظر أن يحيطوا به في المستشارية الألمانية في حال توليه الحكم بعد الانتخابات التشريعية المقررة في الـ26 من الشهر الجاري.
وشمل الفريق الخبير الأهم في شؤون الإرهاب في أوروبا، بيتر نيومان، ونائب رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي سيلفيا بريهر، ووزيرة التعليم في ولاية شليسفيغ هولشتاين، كارين برين، ونائب رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد، أندرياس يونغ، والسياسي البارز جو شيالو، ووزيرة التعليم في ولاية ساكسونيا، باربرا كليش، ووزيرة الدولة الرقمية دوروثي بار، فضلا عن رئيس الكتلة البرلمانية السابق، فريدريش ميرتس.
والشخصيات الأكثر تأثيرا في هذا الملف هما نومان وميرتس، فالأول متخصص في مكافحة الإرهاب، ومستشار لمنظمات دولية عدة في مجال مواجهة التطرف.
فريق يبعث برسالة واضحة من لاشيت بأن مكافحة الإرهاب أولوية قصوى له في حال انتخابه، مع التركيز على التنظيمات الإرهابية.
أما الطرف الثاني، فهو ميرتس المعروف بانتقاداته اللاذعة وعدائه الكبير للإسلام السياسي وتنظيماته في ألمانيا، وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
ووفق مراقبين، فإن لاشيت يرسل رسالة قوية لتنظيمات الإسلام السياسي في ألمانيا بأنه "لا يتوانى عن مواجهة نفوذها وشبكاتها في البلاد"، وأن حكومته المنتظرة تضع مكافحة هذه التنظيمات على رأس أولوياتها.
وتأتي رسائل لاشيت بعد أشهر قليلة من تبني الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الحاكم في أبريل/ نيسان الماضي، ورقة موقف لمكافحة تنظيمات الإسلام السياسي، وقطع قنوات تمويلها في ألمانيا.
كما تأتي الخطوة بعد 8 أشهر من تعهد الاتحاد المسيحي ولاشيت نفسه، "بعدم التسامح مطلقًا مع التطرف".
آمال تبخرت
وتقتل هذه الخطوات المتتالية التي تبناها الاتحاد المسيحي ومرشحه للمستشارية، أرمين لاشيت، آمال الإخوان والتنظيمات الإسلامية الأخرى التي كانت ترى في عهد الرجل "فترة جيدة للجماعة".
وكان هذا التفاؤل في صفوف التنظيمات المتطرفة، ينبع من أن لاشيت لم يكن يضع حدودا فاصلة بينه وبين هذه التنظيمات وممثليها خلال فترة حكمه لولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، أكبر ولايات ألمانيا، وفق الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة، سيغرد هيرمان مارشال.
وفي السابق، لم يكن لاشيت يخشى الاتصال أو التعامل مع الإسلاميين الخاضعين لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، ولم يتردد في التقاط صورة له مع هويدا تراجي، وهي واحدة من أهم قيادات الإخوان بألمانيا، في 7 أغسطس/ آب 2017، بعد أسابيع قليلة فقط من انتخابه رئيسًا لوزراء الولاية.
لكن هيرمان مارشال كتبت في مقال نشر مؤخرا "في هذه الصورة، يمكن الافتراض أن لاشيت لم يكن يعرف السيدة التي شاركته الصورة".
وأوضحت أن "تراجي شغلت منصب نائبة رئيس منظمة المجتمع الإسلامي الألماني، أكبر تنظيمات الإخوان، حتى نهاية عام 2018، وتخضع لرقابة الاستخبارات الداخلية".
وأضافت الخبيرة "بالطبع التقاط صورة مع مثل هذه الشخصية يمثل إحراجا، ويظهر لاشيت بمظهر من لا يكترث بتحذيرات هيئة حماية الدستور".
تهديد جديد للإخوان
لكن مراقبين، يرون التطورات الأخيرة داخل الاتحاد المسيحي في مسار مكافحة تنظيمات الإسلام السياسي، واختيار لاشيت لفريق يضم معادين أقوياء للإخوان وغيرها من التنظيمات، يمثل تهديدا جديدا لمستقبل الجماعة في ألمانيا، وقدرتها على العمل وممارسة أنشطتها، وجني التمويل.
وتملك الإخوان شبكة ضخمة من الجمعيات الثقافية وجمعيات المساجد والمؤسسات الخيرية في ألمانيا، يديرها صف أول من القيادات يبلغ عدده أكثر من ألف شخص.
وتعمل تلك المؤسسات على تحقيق أهداف الجماعة في نشر التطرف واختراق المجتمع والسيطرة على الجاليات المسلمة، وفق تقارير هيئة حماية الدستور.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز