مناورات الإخوان.. محاولات يائسة للعودة بمصالحة واهمة وتناحر داخلي
بين فينة وأخرى، تخرج جماعة الإخوان الإرهابية بمناورات يائسة ترمي إلى الخروج من عزلتهم. وفي الكواليس تدار عملية تناحر وتبديل وجوه.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عاد الجدل حول المشروع السياسي للإخوان والذي أعلنته جبهة لندن (بقيادة صلاح عبد الحق) قبل فترة، ويتمحور حول التخلي عن العمل السياسي مقابل إطلاق سراح المعتقلين.
إذ قال الإعلامي المحسوب على الجماعة ماجد عبد الله إن حلمي الجزار رئيس المكتب السياسي لجبهة لندن، أبلغه استعداد الجماعة التخلي عن العمل السياسي لمدة 15 عامًا مقابل الإفراج عن سجنائها في السجون المصرية.
وهو ما رد عليه حلمي الجزار وجماعة الإخوان (جبهة لندن)، سريعا، في بيان نُشر عبر موقع "إخوان سايت"، ينفي اقتراح اعتزال العمل السياسي تماما.
وتنص الوثيقة السياسية للإخوان التي أعدتها جبهة لندن في وقت سابق، على اعتزال المنافسة السياسية على السلطة لمدة 10 سنوات مقابل السماح لها بالعمل المجتمعي والخيري، وهو ما لقى رفضا صريحا من الجانب المصري في أكثر من مناسبة.
وفي خضم هذا الجدل، بدأ نشطاء وقياديون محسوبون على الإخوان التلميح لوجود صفقة محتملة بين القاهرة والجماعة "جبهة لندن".
إذ لفت الناشط الإخواني عمرو عبد الهادي، في "بودكاست" استضافه عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى أن قادة المكتب السياسي للجماعة عقدوا اجتماعا مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية مصرية خاصة مقربة من الحكومة، وعرضوا عليه إبرام صفقة مصالحة، زاعما أنه تم الاتفاق على كل شيء تقريبا.
قصة الصفقة الوهمية
مصدر قيادي داخل جماعة الإخوان كشف لـ"العين الإخبارية"، عن وجود "حديث داخلي حول لقاءات عُقدت مع شخصيات مقربة من الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة من أجل بحث التفاهمات التي يمكن إبرامها بين الطرفين في المستقبل".
وتفيد معلومات متداولة داخل الإخوان، بأن مسؤول المكتب السياسي في "جبهة لندن" حلمي الجزار، زار برفقة نائب له، أذربيجان، قبل نحو عام، وهناك التقى بإعلامي مصري يدير في الوقت الراهن مركزًا للدراسات الاستراتيجية في القاهرة ومعروف بقربه من الحكومة، وفق المصدر الذي لم يتطرق لاسمه.
وبحسب المعلومات ذاتها، ناقش الوفد الإخواني مع الإعلامي المصري، إمكانية تحقيق مصالحة بين الحكومة والإخوان.
ويتردد على نطاق واسع داخل الإخوان، أن حلمي الجزار ورفيقه، طلبا من الإعلامي المصري نقل رسالة إلى الحكومة مفادها أن الجماعة منفتحة على أي اتفاق شريطة الإفراج عن سجنائها في السجون، لأن هذا الملف هو الأهم للجماعة في الوقت الحالي.
"محاولات يائسة"
لكن الروايات الرائجة داخل الإخوان في الوقت الحالي والتي بدأت تتسرب للإعلاميين المقربين من الجماعة كعمرو عبد الهادي وسامي كمال الدين، "ليست إلا محاولة يائسة من الجماعة لتسليط الأضواء على نفسها مرة ثانية"، وذلك بحسب مصدرين مطلعين أحدهما مسؤول في قسم الطلاب بجبهة لندن.
وقال المصدران لـ"العين الإخبارية"، إن اللقاء الذي يتم الحديث عنه عُقد قبل عام تقريبًا، ولم يكن فيه ممثلون رسميون للحكومة المصرية، كما أن الحديث عن صفقة محتملة بين الحكومة والإخوان هدفه إبراز الجماعة وكأن لديها بعض الأوراق تفاوض عليها القاهرة"، وأن هناك احتمالية لعقد صفقة جيدة في المدى المنظور.
وأضاف المصدران "لم تكن هناك صفقة من الأساس وإنما محاولات من مجموعة المكتب السياسي الملتفة حول حلمي الجزار لإظهار أنهم قادرون على تحقيق أي شيء خصوصًا وأن الجزار كان يُنظر إليه داخل الجماعة على أنه الشخص المؤهل لعقد صفقة المصالحة".
وسبق أن روّجت منصات إعلامية إخوانية، محسوبة على جبهة إسطنبول، بأن الجزار والقائم بأعمال المرشد السابق إبراهيم منير، حاولا إحياء مشروع السيطرة على الجماعة الذي وضعه عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام للجماعة سابقا، برعاية القيادي بالتنظيم الدولي، عبد الرحمن أبو دية، وهو ما عُرف بـ"خطة المرحلة الجديدة" التي نشرت "العين الإخبارية" الوثائق الخاصة بها في وقت سابق.
ووفقًا للمصدرين ذاتهما، فإن الجماعة "لم تعد تمتلك أية أوراق للضغط أو التأثير في الوقت الحالي، وبالتالي، فإن الحديث عن إبرام صفقة معها بعيد عن الواقع، لا سيما أن الموقف المصري المعلن على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الرفض التام لأية محاولات للتقارب مع الإخوان أو السماح بعودتهم للنشاط في المجتمع تحت أي ذريعة".
ومن ناحية أخرى، يبدو أن ترويج جبهة لندن (صلاح عبد الحق) في أوساطها، بأن هناك صفقة محتملة مع القاهرة من أجل إطلاق سراح سجناء الإخوان، هدفه ضرب جبهة إسطنبول (محمود حسين) التي لم تتمكن من تقديم أي إنجاز في هذا الصدد رغم أنها أعلنت، سابقًا، توكيل مكتب محاماة دولي لتولي القضية ومقاضاة الحكومة، على حد قول المصدرين.
"إعادة هيكلة"
في المقابل، تحاول جبهة إسطنبول، الاستعانة بالشخصيات المقربة من الجماعة، بينهم طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، ورئيس حزب البناء والتنمية المحظور في مصر، من أجل الترويج لرموزها وإعادتهم للواجهة مرة أخرى.
وظهر طارق الزمر بشكل قوي على العديد من المنصات الإعلامية، منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستفيدا من علاقته القوية برئيس قناة الشرق أيمن نور.
كما وثّق علاقته ببعض الشخصيات المقربة من جماعة الإخوان مثل المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق.
ومن اللافت أن طارق الزمر يعقد لقاءات مع شخصيات عامة مثل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس، وأسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر، وعلي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان الذي ظهر لأول مرة عبر منصة مركز حقوقي يديره الزمر من الخارج.
وعلاوة على ذلك، أسست الجماعة الإسلامية قناة حملت اسم فضائية القناة، وتم تغيير اسمها إلى التاسعة وهي تبث من إسطنبول، ويشغل طارق الزمر عضوية مجلس إداراتها، بينما يدير المحتوى الإعلامي بها، خالد الشريف، المتحدث باسم حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
ويلعب طارق الزمر، على ما يبدو، دورا غير واضح المعالم حتى الآن في تلميع شخصيات سياسية مرة أخرى، وكذلك بلورة عمل نخبة جديدة يكون هو من بين قادتها لخدمة مصالح الإخوان بعد أن فشلت خطط المراوغة السياسية والمصالحة المزعومة.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNDcuMTUyIA==
جزيرة ام اند امز