انطلاق فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة بأبوظبي
انطلاق فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، المنعقد في أبوظبي تحت شعار "الفرص والتحديات"، بحضور أكثر من 600 مشارك
انطلقت فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، المنعقد في أبوظبي تحت شعار "الفرص والتحديات"، بحضور أكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية، يمثلون أكثر من 150 دولة.
وبدأ اليوم الثاني بثلاث جلسات متزامنة، الأولى عن وضع الوجود الإسلامي في الدول غير الإسلامية، ويتم فيها مناقشة مفهوم الجالية إلى المواطنة ووضع المجتمعات المسلمة في السياق العالمي والتحديات التي يواجهها مسلمو الهند، ومسؤولية الدول الإسلامية وأهم قضايا الجاليات الإسلامية وحلولها.
أما الجلسة الثانية تتناول خطوات نحو العمل المؤسساتي الراشد للمجتمعات المسلمة، فيما تناقش الثالثة تنامي ظاهرتي التطرف الديني والإسلاموفوبيا.
وكان المؤتمر قد انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء، برعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أكد في كلمته بالجلسة الافتتاحية أن تجربة الإمارات تشير بكل وضوح إلى أن التسامح بين الأفراد والجماعات في سبيل خدمة الوطن والعالم؛ يتطلب توافر عوامل متعددة، أهمها وجود قيادة وطنية واعية وحكيمة وشعب واعٍ حريص على كل عوامل السلام، بالإضافة لمؤسسات التعليم والإعلام التي تقوم بدورها دون تعصب أو انحياز، إلى جانب دور باقي مؤسسات المجتمع في مكافحة التعصب والتطرف والتمسك بالقيم الإنسانية التي يشترك فيها جميع السكان في هذا العالم الواحد.
وأضاف: "نحن في الإمارات ننطلق في ذلك كله من تعاليم الإسلام الحنيف، ومن تراثنا الوطني الخالد، ومن العزم والتصميم على أن تكون الإنجازات الهائلة التي تحققها الدولة قوة دفع إيجابية في تحقيق السلام والرخاء".
وتمنى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن يوفق الله المشاركين في المؤتمر في عرض توصيات تسهم في تحقيق الخير والسلام في هذا العالم الذي تتداخل فيه المصالح والغايات، والذي أصبح فيه الواقع قرية عالمية صغيرة.
وحيّا مبادرة إنشاء المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي "عاصمة التسامح والسلام"، داعيا الله بالنجاح والتوفيق لهذا المجلس ليكون دافعا لإدراك الفرص المواتية في المجتمعات المسلمة، والتعرف على التحديات التي تواجهها واستخدام التفكير الخلاق لإيجاد استراتيجيات ملائمة في مواجهة المخاطر والتحديات.
كما أعرب عن أمله في أن يكون عمل المركز انعكاسا لحقيقة واقعة هي أن المسلمين يعيشون الآن في كل دول العالم، ويمثلون الغالبية في 50 دولة، وأقلية عددية في الدول الأخرى.
كما تحدث في اليوم الأول رجب ميداني، رئيس ألبانيا السابق، الذي أكد أن الطريقة الناجحة لاستيعاب المجتمعات المسلمة في دول العالم هي التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر، للتأقلم فيما بينهم.
وقال ميداني: "كان من الشائع أن تسود ثقافة واحدة على الجميع، إلا أن الهجرة التي حدثت عبر الأزمنة المتعاقبة غيرت تلك الهيمنة، وأثبتت أن النموذج المتعدد الثقافات هو القابل والشامل لاحتواء الثقافات المختلفة".
وطالب بوجود سياسة وتوجه جديد للتنوع يضم نموذجا متعدد الثقافات، لافتاً إلى أن "هناك التزامات يجب علينا أن نتبعها، من بينها احترام الأقليات وإيجاد قوانين تحميها بغض النظر عن ديانتهم، وتبني رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل".
بدورها، قالت كيشو نيفانو، رئيسة الحركة البوذية العالمية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد للعالم في كل مرة أنها منصة عالمية لنشر التسامح وثقافة التعايش.
وعبرت خلال مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة بأبوظبي، عن تقديرها للدور الإماراتي المتمثل في نشر ثقافة التسامح والتعايش.
وشددت على ضرورة قبول الآخر والعمل المشترك لدعم أساليب التعاون ونشر السلام والتسامح.
ونوه الدكتور طارق الكردي، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم، إلى تباين أوضاع المجتمعات المسلمة حول العالم، فهنالك مجتمعات تقبلهم وأخرى تواجههم بالرفض.
ودعا الكردي لميثاق تسامح بين المجتمعات المسلمة حول العالم، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام تصوّرها على أنها مهمشة اقتصاديا وتهدد المجتمع بالعنف والتطرف.
وأكد أندرياس كيفر، الأمين العام لمؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا، في الجلسة الافتتاحية، أن المجلس الأوروبي مهتم بحقوق الإنسان وعملية دمج المجتمعات المسلمة في سياق حضاري وديمقراطي.
وتابع:" على السلطات المحلية والمنظمات المدنية أن تعمل معا لحماية حقوق المجتمعات المسلمة وضمان تواجدها في مختلف المجالات".
وحث كريفر المنظمات الحقوقية العربية والمسلمة على التواصل مع البلدان الأخرى لدعم قضايا المجتمعات المسلمة.
ويعد المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي يقام تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ويستمر يومين، منصة عالمية للتواصل بين قيادات المجتمعات المسلمة، في كل من كمبوديا وسريلانكا وروسيا وبريطانيا ودوّل البلقان وغيرها، ومجموعة من النواب المسلمين من جنوب أفريقيا، ونيجيريا وإريتريا والبرلمان الأوروبي ومن دول آسيا والأمريكتين.
ويهدف لمد جسور التعاون بين قيادات المجتمعات المسلمة حول العالم، وتفعيل دورها الحضاري والحفاظ على أمنها الفكري والروحي وتحقيق العيش السليم المشترك، من خلال أكثر من 60 بحثاً للتعاون وتفعيل المواثيق الدولية، خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق المدنية للأقليات، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن العالمي.
ويتصدر تفعيل الدبلوماسية الدينية أجندة المؤتمر، لدورها الكبير في فض النزاعات والحروب والفتن، ومواجهة تيارات العنف والكراهية بما يعزز الحوار بين الشعوب.
وترتكز رؤية المؤتمر على تحقيق المشهد الحضاري للمجتمعات المسلمة، من خلال التفاعل الإيجابي مع باقي مكونات مجتمعاتها، وتعزيز منظومة المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني.
وكانت اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، برئاسة الدكتور علي راشد النعيمي، أعلنت في 16 أبريل/ نيسان الماضي، من خلال مؤتمر صحفي عن إطلاق المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومقره العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليمثل الغطاء القانوني والشرعي للمسلمين في مختلف أرجاء العالم.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg
جزيرة ام اند امز