نابرا الأمريكية وهجوم لندن.. إرهاب الكراهية يطارد مسلمي الغرب
"الإسلاموفوبيا" مصطلح تداولته أوروبا وأمريكا على نطاق واسع بالبحث والدراسة على مدار السنوات الماضية.
"الإسلاموفوبيا" مصطلح تداولته أوروبا وأمريكا على نطاق واسع بالبحث والدراسة على مدار السنوات الماضية، ولكنه تحول إلى واقع مؤسف بجرائم كراهية تطارد المسلمين في دول الغرب، حيث حولت الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها عواصم أوروبية حياة الجاليات المسلمة إلى كابوس، لا سيما بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدتها بروكسل في إبريل/نيسان عام 2016، حيث بدأ تطور الحركات القومية التي توصف «باليمين المتطرف»، واستعراض حضورها في مختلف مدن أوروبا عبر تظاهرات واعتداءات على المسلمين، ثم شهدت عشرات المدن في أوروبا بعد ذلك التوقيت، اعتداءات محدودة ضد الجاليات المسلمة، لم تخلف قتلى ولكنها كانت اعتداءات بكتابة شعارات عنصرية في أسوار بعض المساجد أو محاولة حرق متاجر للمسلمين.
تطور الاعتداءات
تطورت الاعتداءات ضد الجاليات المسلمة، حتى وصلت إلى حد الدهس والقتل، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أظهر التقرير السنوي عن جرائم الكراهية الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ارتفاعا حادا في عدد الجرائم، وبيّن التقرير أن المسلمين هم الأكثر استهدافا.
حيث ارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين 67% بغضون عام، بحيث بلغ عددها 154 جريمة في عام 2014 بينما ارتفعت الى 257 في 2015، ويعد ذلك أعلى رقم منذ هجمات القاعدة في 2001 حيث بلغ حينها 481 جريمة ضد المسلمين.
حجاب الفتاه الأمريكية
تعرضت فتاة أمريكية مسلمة في السابعة عشر من العمر إلى الضرب حتى الموت على أيدي سائق سيارة للأجرة في ولاية فرجينيا، وألقت شرطة الولاية القبض على القاتل بعد ساعات من ارتكابه للجريمة.
الفتاة المسلمة الأمريكية "نابرا" خُطفت وضربت حتى الموت بعصاة بيسبول في فيرجينيا أثناء خروجها من المسجد بعد أدائها لصلاة العشاء مساء الأحد، قبيل الساعة الثالثة صباحا، عثرت شرطة المقاطعة على جثة الفتاة في بركة “ستيرلينج“، وعليها آثار ضرب بعصا حتى الموت.
وقالت والدة الفتاة سوسن الجزار: إن هذا العمل الإرهابي هو ناتج عن ملابس ابنتها وارتدائها غطاء الرأس والذي يعبر عن انتمائها للعقيدة الإسلامية، في إشارة منها إلى جريمة من جرائم الكره ضد المسلمين.
من جهتها، قالت تاوني رايت، المتحدثة باسم شرطة "فيرفاكس" إن "التحقيقات تشير إلى أن الحادث بدأ بمرور المتهم بسيارته بجانب نابرا وصديقاتها، والاعتداء لفظيا عليهن أثناء توجههن لأداء الصلاة".
وفي تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أضافت رايت: "بعد الاعتداء اللفظي ضلت نابرا الطريق عن صديقاتها اللاتي نجحن في الوصول إلى المسجد، بينما تم فقدان التواصل معها"، واعتبرت بدورها الصحيفة الأمريكية ذلك الحادث "جريمة كراهية جديدة بحق المسلمين في الولايات المتحدة".
دماء على أرصفة لندن
عاش المسلمون في العاصمة البريطانية لندن، ليلة دامية مساء الأحد، بعد قيام سيارة "فان" يستقلها 3 شبان بريطانيين بدهْس المصلين بعد انتهائهم من أداء صلاة التراويح في مسجد دار الرعاية الإسلامية قرب مسجد فينسبري بارك شمالي لندن.
وأوضحت الشرطة البريطانية أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 12 آخرون بجروح لافتة إلى أن سائق السيارة عمره 48 عامًا وأمسك به مواطنون وتم اعتقاله، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، الاثنين، إن مشاعرها مع جميع المصابين بعد أن دهست سيارة فان مصلين يغادرون أحد المساجد في لندن، واصفة الحادثة بأنه "حادث رهيب".
دماء وقتل وتهديدات مستمرة، هكذا تعيش الجاليات المسلمة في عواصم أوروبا والولايات المتحدة، لتدفع ثمن أفعال جماعات إرهابية لم يسلم من شرورها أحد.