"العين الإخبارية" توضح حكمة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى ببيت الله الحرام
شهر شعبان شهد حدثا فارقا في تاريخ المسلمين، وهو تحويل قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، الأمر الذي يعد نقطة تحول في مسار الأمة الإسلامية.
وخلد القرآن الكريم هذا الحدث الفريد، بقول الله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من علماء الدين، لتوضيح الحكمة الإلهية من تحويل القبلة، التي تدل على مكانة النبي محمد (ص) خاتم المرسلين.
مراد النبي
في البداية، يقول الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إن القبلة كانت في البداية إلى بيت المقدس، وكان الرسول (ص)، بقلبه لا بلسانه، يتمنى ويرجو الله عز وجل أن تتحول القبلة إلى الكعبة المشرفة.
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، يوضح سليمان سر طلب النبي (ص) ذلك، قائلا: "تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة فيه تأليف لقلوب العرب وهو أحرى للقبول بينهم، لأنهم يحبون المجد والفخر، وفي المقابل كان اليهود يفخرون بأن المسلمين يصلون معهم، لذلك كان رسول الله يرجو الله بقلبه أن تتحول للكعبة".
ويضيف سليمان أن المسلمين صلوا نحو 17 شهرا نحو بيت المقدس، ثم جاء الأمر الإلهي بالصلاة نحو الكعبة في ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة مستحب فيها ذكر الله سبحانه وتعالى والصلاة على رسول الله، ولا بأس من صيام نهارها وقيام ليلها، وكلها من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله عز وجل، وشكر على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى.
تنقية الجبهة وجبر الخاطر
يؤكد الشيخ السيد شبل، الداعية الإسلامي، أن الحكمة من تحويل القبلة ذكرها الله في القرآن الكريم، بقوله: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه".
ويوضح شبل، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه من هذه الآية يتبين أن الهدف كان تنقية الجبهة الداخلية للمسلمين قبل فرض الجهاد، وكذلك إفراد النبي محمد (ص) بأنه صاحب القبلتين، وهي فضيلة للنبي لم تكن لأحد من المرسلين السابقين.
ويضيف شبل أن الله أراد ألا يتبع المسلمون قبلة غيرهم من بني إسرائيل، وكان التحويل إرضاء لرسول الله (ص) الذي كان يرى بنور الله أن قبلته الدائمة هي بيت الله الحرام، فهذا الحدث هو "جبر لخاطر رسول الله".
تحول المسلمين
ويقول الشيخ، طلعت مسلم، الداعية الإسلامي، أن القبلة حولت قديما، ورسول الله كان يعبد الله في الحالتين سواء في المشرق أو المغرب.
ويضيف مسلم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه يجب علينا في ذكرى تحويل القبلة أن نتحول من السيء إلى الحسن، ومن الحسن للأحسن، وأن نتخلق بأخلاق رسول الله (ص) قبل الإسلام، وهي الصدق والأمانة، ثم نتخلق بأخلاق الإسلام.
وقول مسلم: "علينا أن نتحول في كل شيء مرضاة الله وحب النبي (ص)، وهذه هي حكمة تحويل القبلة، فعلينا أن نرضي النبي (ص) بأفعالنا كما أرضاه الله تعالى في هذه الذكرى، لأن مرضاة النبي مرضاة لله تعالى".