نجيب محفوظ.. شخصية معرض أبوظبي للكتاب 2024 (بروفايل)
اختير الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ شخصية الدورة الـ33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يفتتح أبوابه الإثنين حتى 5 مايو/أيار.
ويتناول المعرض سيرة ومسيرة نجيب محفوظ، ويخصص جناحًا لعرض أهم إنجازاته وتأثيره الأدبي والإنساني، إضافة إلى الجلسات اليومية ضمن البرنامج الثقافي.
ويسعى المعرض عبر برنامج الشخصية المحورية للإضاءة على الإسهامات الجلية للأديب والروائي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للسلام، ومؤلّفاته التي كانت مرآة للحياة.
وكان لنتاج "محفوظ" الأدبي أثره البالغ في تشكيل وعي جيل بأكمله، فضلًا عن دوره في تعزيز مكانة اللغة العربية، ويستضيف المعرض جلسة بعنوان "نجيب محفوظ.. مرآة التاريخ والمجتمع".
وينظم المعرض جلسة "البدايات والخواتيم"، وتتناول أعمال نجيب محفوظ الأولى والأخيرة، وجلسة "شلّة الحرافيش"، وتستضيف شخصيات كانت مقرّبة من الروائي، وجلسة "نجيب محفوظ والنقد".
ويتضمن البرنامج الثقافي جلسات نوعية بعنوان "نجيب محفوظ، ويبقى الأثر"، و"نجيب محفوظ في عيون العالم"، و"أحفاد نجيب محفوظ"، و"عوالم نجيب محفوظ" و"روايات نجيب محفوظ بشكل جديد".
نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة في 11 ديسمبر/كانون الأول 1911، وكان والده موظفا، ووالدته فاطمة قشيشة ابنة الشيخ مصطفى قشيشة، أحد علماء الأزهر.
وكان نجيب آخر العنقود بين إخوته، وأقربهم إليه سنًا يكبره بـ10 سنوات، ولاقى معاملة خاصة من والديه، وعاصر ثورة 1919 وعمره 7 سنوات، وظهر تأثره بها في روايته "بين القصرين".
التحق بجامعة القاهرة عام 1930، وحصل على درجة الليسانس في الفلسفة، وعكف على إعداد رسالة ماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، لكنه سرعان ما غيّر وجهته وتحوّل إلى الأدب.
واقعية ورمزية
في منتصف الثلاثينيات، نشر "محفوظ" قصصه القصيرة في مجلة "الرسالة"، وفي 1939 نشر روايته الأولى بعنوان "عبث الأقدار" ثم "كفاح طيبة" و"رادوبيس"، وهي الثلاثية التي تعبر عن واقعيته التاريخية.
وفي معظم نتاجه الأدبي، حافظ نجيب على واقعيته، كما في روايتي "القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي"، وطبق الواقعية النفسية في رواية "السراب"، ومنها إلى الرمزية في "الشحاذ" و"أولاد حارتنا" المثيرة للجدل.
واعتبرت أعماله مرآة للحياة الاجتماعية في مصر، وبرع في تصوير الطبقة المتوسطة وهمومها وآمالها، لا سيما أنه كان منتميًا إليها، وعمل في وظائف حكومية عدة متنقلًا بين وزارات الثقافة والأوقاف والتعليم العالي.
وشغل "محفوظ" منصب سكرتير برلماني بوزارة الأوقاف عام 1938، وأسندت إليه إدارة مؤسسة القرض الحسن بالوزارة، كما شغل منصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية، ورئيس المؤسسة العامة للسينما.
"شقاء الحب"
بعد اندلاع ثورة 1952، تزوج نجيب محفوظ السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه قرابة 10 سنوات حفاظًا على حياته الخاصة، وكان يقول "الحب يسعد لا يشقي، ولكن لم أسعد بحبي".
وكلما كانت تداهمه لوعة الحب وعذابه كان يسافر إلى الإسكندرية، وقال في حوار صحفي بتاريخ أكتوبر/تشرين الأول 1957: "أهرب إلى الإسكندرية.. وفي كل مرة يصطدم حبي بصخرة الواقع".
وأضاف: "خطبت حبيبتي الأولى قبل وفاة والدي، ولما مات ذهبت إليها وأفهمتها الظروف وافترقنا، وظلت الظروف قائمة حتى سرقني الزمن وفاتني سن الزواج".
محاولة اغتياله
تعرض صاحب "حديث الصباح والمساء" لمحاولة اغتيال بسبب رواية "أولاد حارتنا" التي كان ينشرها مسلسلة في جريدة "الأهرام" عام 1950، واتهم بسببها بـ"التطاول على الذات الإلهية والكفر" وعارضها رجال الدين.
ولم تنشر الرواية كاملة في مصر آنذاك، حتى ظهرت كاملة في دار الآداب اللبنانية في بيروت، وأعيد نشرها في مصر عام 2006 من دار "الشروق"، وفي عام 1995 حاول شابان اغتيال "محفوظ" طعنًا في العنق.
ونجا "محفوظ" من محاولة الاغتيال، وقال في تعليقه على الحادث إنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، ويتمنى لو أنهما لم يُعدما، ولكن فيما بعد أُعدم الشابان، وتركته تلك المحاولة غير قادر على استخدام يده في الكتابة.
ومن المعروف عن نجيب محفوظ أنه لم يهو السفر إلى الخارج، حتى إنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل عام 1988، ووكل ابنتيه لاستلامها، ومن الدول القليلة التي سافر إليها: اليمن ويوغوسلافيا وبريطانيا للعلاج.
وفي 30 أغسطس/آب 2006، توفي صاحب "أولاد حارتنا" متأثرًا بإصابته بقرحة نازفة، بعد 20 يوما من نقله إلى مستشفى الشرطة، وقبلها بشهر دخل المستشفى لإصابته بجرح غائر إثر سقوطه في الشارع.