عمر الخيام.. سيرة شاعر آثر العلم على الصراعات (بروفايل)

حظيت سيرة عمر الخيام (1048 – 1131) باهتمام واسع في الآونة الأخيرة، مع عرض حلقات المسلسل المصري "الحشاشين".

وجسد الفنان اللبناني نيقولا معوض شخصية عمر الخيام في أحداث المسلسل، الذي يتصدر بطولته النجم المصري كريم عبدالعزيز، ويؤدي فيه شخصية "حسن الصباح"، زعيم طائفة الحشاشين.

• مسلسل «الحشاشين» الحلقة 10.. حصار ألموت ودهاء حسن الصباح

ومع ظهور عمر الخيام، باتت سيرته محط اهتمام مشاهدي العمل، إذ تبحر بعضهم في سيرته التي تضمنت جوانب عدة.

نشأة عمر الخيام

وُلد في 18 مايو/أيار من عام 1048 في مدينة نيسابور التجارية الكبرى شمال فارس (إيران حالياً)، ونشأ لأب عمل طبيباً وهو إبراهيم الخيامي، والذي كلف باهمانيارين مرزيان عالم الرياضيات بتولي مهمة تعليم ابنه، دون أي تحفظ ديني، فالأخير كان ميال إلى الزرادشتية، أما الأسرة فكانت تدين بالإسلام.

وتولى باهمانيارين تعليم "الخيام" الرياضيات والفلسفة والعلوم، فيما تولي الخواجي الأنباري تدريسه علم الفلك.

ومثل عام 1066 نقطة تحول في حياة "الخيام"، فخلال هذه الفترة توفي والده، ورحل معلمه باهمانيارين.

ذيوع الصيت

بحلول سنة 1070، أصدر "الخيام" رسالة حول مشاكل الجبر والموازنة، وبعد 3 أعوام، تولى مهام إعداد جدول زمني دقيق في أصفهان، برعاية سلطان الإمبراطورية مالك شاه.

وأبدع "الخيام" في كتابة الرباعيات الشعرية باللغة الفارسية، والواحدة منها مكوّنة من 4 أشطر، الثالث منها حرا، أما البقية فمقيدة بقافية موحدة.

وذاع صيت "الخيام" وسط الأوروبيين، حينما ترجم السير إدوارد فيتزجيرالد رباعياته إلى اللغة الإنجليزية، فيما ترجمها لاحقا الشاعر المصري أحمد رامي إلى العربية.

علاقته بحسن الصباح ونظام الملك

كان "الخيام" مرتبطا بصداقة مع كل من حسن الصباح ونظام الملك، لكن الظروف شاءت أن تفرق بينهم.

فوجه "الصباح" دعوة له للقدوم إلى قصره في قلعة ألموت، إلا أن "الخيام" رفض الذهاب حتى لا يكون جزءا من الصراع بين الأول والدولة السلجوقية.

وعمل نظام الملك على دعم "الخيام"، فحينما بات الأول وزيرًا للسلطان ألب أرسلان، ثم تولى نفس المنصب في عهد ملك شاه، خصص له مبلغاً يتحصل عليها من بيت المال، بما حفزه على الدراسة والبحث.

وفاته

في سنوات حياته الأخيرة، عاش "الخيام" في عزلة، إلى أن فارق الحياة في 4 ديسمبر/كانون الأول من عام 1131، عن عُمر ناهز 83 عاما.

وفارق "الخيام" الحياة في نيسابور، ووارى جثمانه الثرى في مكان أوصى في حياته بأن يُدفن فيه، لما يشهده من سقوط أوراق الزهور مرتين خلال العام، وفي عام 1963، أمر شاه إيران بنقل رفاته إلى ضريح ضخم في نفس المدينة.