"نجيب زاهي زركش".. اقتباس يحيى الفخراني المتكرر
جدل كبير أثاره مسلسل "نجيب زاهي زركش"، الذي يقوم ببطولته الفنان المصري يحيى الفخراني، ويعرض خلال السباق الدرامي في رمضان.
وطالت العمل اتهامات بسرقة الفكرة أو اقتباسها من فيلم "الزواج على الطريقة الإيطالية" والذي شاركت ببطولته النجمة صوفيا لورين، إنتاج 1964، كما نسبت مصادر القصة لمسرحية "السيد بونتيلا وتابعه ماتي"، للمؤلف الألماني برتولد بريخت، وما زاد حدة الهجوم أن تتر المسلسل، أشار إلى عبد الرحيم كمال بصفته "مؤلف العمل" دون الإشارة إلى النص الأصلي الذي تم اقتباس العمل وفكرته عنه، فيما لم يصدر أي تعقيب من صناع العمل، بتأكيد أو نفي تلك الاتهامات.
فيلم "الزواج على الطريقة الإيطالية"، عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ36 عام 2014، بقسم كلاسيكيات الأفلام الطويلة.
صحيفة "الشرق الأوسط" قالت إن "المسلسل مأخوذ عن مسرحية إيطالية كوميدية للكاتب إدواردو دي فيليبو، سبق ليحيى الفخراني أن قدمها مع دلال عبد العزيز 1998 بعنوان جوازة طلياني، في العمل الأصلي تبرز شخصية فيلومينا باعتبارها فتاة منحرفة تكسب لقمة عيشها بطرق غير مشروعة، يعجب بها الثري الوجيه دومونيكو سوريالو فتعيش معه طوال ثلاثين عاماً بعد أن قطعت صلتها نهائياً بماضيها غير المشرف، وقبل أن تموت، تبوح بسرها الأكبر وهو أنها أنجبت ثلاثة أبناء بسبب عشقها للأمومة وفيض حنانها. تخبر سوريالو بالسر مؤكدة أن أحد هؤلاء الأبناء هو ابنه من صلبه، وترفض أن تكشف عن هوية هذا الابن حتى تضمن المعاملة الجيدة منه للثلاثة جميعاً".
وأضافت: "لكن عندما حوّل المؤلف عبد الرحيم كمال، تلك الحبكة إلى مسلسل من ثلاثين حلقة، ظهرت المشكلات تباعاً، التي كان أبرزها افتقاد الواقعية، فأن يتخذ ثري إيطالي فتاة خليلة له في بيته لمدة ثلاثين عاماً دون زواج قد يبدو مفهوماً في الثقافة الأوروبية، لكنه غير مفهوم في الثقافة الشرقية، حيث يرتكب الأثرياء نزوات مغطاة وليست معلنة على هذا النحو، وفق نقاد ومتابعين، كما ظهرت مشكلة الإيقاع البطيء والتطويل لملء المساحة، حتى أن الحلقات الثلاث الأولى لا يكاد يحدث فيها شيء سوى تكرار مشهد تعنيف (نجيب بيه) لكاتم أسراره وسكرتيره الشخصي (ظريف)".
موقع "في الفن" نقل عن مالك خوري، أستاذ السينما بالجامعة الأمريكية في القاهرة قوله إن مسلسل "نجيب زاهي زركش"، للفنان المصري يحيى الفخراني مقتبس من مسرحية "Filumena Marturano" الإيطالية، وتم تقديم المسرحية في فيلم "الزواج على الطريقة الإيطالية"، وقام ببطولته مارسيلو ماستروياني وصوفيا لورين عام 1964، الأمر الذي تسبب في إثارة الكثير من الجدل.
وأضاف: "حبكة القصة والفكرة الأساسية في مسلسل "جيب زاهي زركش، وأدوار الشخصيات وعددهم وما يمرون به تقريبا هو نفسه الموجود في الفيلم.. كل ما حدث هو إجراء بعض التعديلات لتعريب القصة لكي تكون في أجواء مصرية والبطل مصري.. الاختلاف الرئيسي هو أن القصة الأساسية تدور في زمن قديم لم يكن متوفرا فيه تحليل (دي إن إيه)، وهو ما جعل البطل في حيرة كبيرة ولم يستطع معرفة من هو ابنه.. لكن في المسلسل قالوا إن البطل رفض إجراء تحليل (دي إن إيه)، لأنه لا يريد فضح نفسه أمام الآخرين".
موقع "سيدتي" كشف خيط جديد في القصة حيث أورد في تقرير له: "هذه المرة، اقتبس الفخراني القصة في نجيب زاهي زركش والخط الدرامي الذي يجمعه بالخادم الذي يؤدي دوره الفنان محمد محمود، من مسرحية (السيد بونتيلا وتابعه ماتي)، للمؤلف الألماني برتولد بريخت، لكن المفاجأة حملها تتر المسلسل، الذي أشار إلى عبد الرحيم كمال بصفته مؤلف العمل دونما الإشارة من قريب أو بعيد إلى النص الأصلي الذي تم اقتباس العمل وفكرته عنه".
وأضاف الموقع أن "يحيى الفخراني اعتاد في أعماله الدرامية اقتباس أفكارٍ تعود إلى الأدب العالمي، كما هو الحال مع مسلسل (دهشة) المأخوذ عن مسرحية (الملك لير) لويليام شكسبير، ومسلسل (ونوس) المأخوذ عن مسرحية (فاوست) للأديب والشاعر الألماني جوته".