نهيان بن مبارك بـ"منتدى تعزيز السلم": الإمارات رائدة في التسامح والأخوة الإنسانية
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، أن الإمارات أصبحت دولة المواطنة الشاملة، ورائدة في التسامح والسلم والأخوة الإنسانية.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال الملتقى الدولي الثامن لمنتدى تعزيز السلم، الذي يعقد المنتدى بعنوان "المواطنة الشاملة من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك" في إكسبو 2020 دبي، ويستمر إلى 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
حضر الافتتاح ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والشيخ نور الحق قادري الوزير الاتحادي للشؤون الدينية والوئام بين الأديان في جمهورية باكستان.
كما حضر الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي.
وتستمر أعمال الملتقى 3 أيام برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه وبمشاركة وزراء وممثلي الحكومات وقادة دينيين من مختلف الأديان والمذاهب وشخصيات رفيعة المستوى ومئات المفكرين والأكاديميين والباحثين والشباب حول العالم.
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية عن سعادته في المشاركة بالملتقى الثامن لمنتدى تعزيز السلم، الذي تعقد فعالياته في ظل الرعاية الكريمة للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الذي يحرص دائماً من خلال جهود المتواصلة على تنمية علاقات التسامح والتعايش والصداقة مع جميع دول العالم وتأكيده دائماً على الالتزام المخلص بدعم قضايا الخير والحق والسلام في كل مكان.
ورحّب بجميع الحضور على أرض الإمارات، مؤكداً أنه في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وبفضل الجهود الناجحة والمتواصلة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن الإمارات وفي ظل حضور العالم في إكسبو 2020 دبي أصبحت دولة المواطنة الشاملة، دولة التسامح والأخوة الإنسانية، دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية تتخذ من التسامح والتعاون والوفاق منهجاً وطريقة".
وأضاف: الإمارات تحرص كل الحرص على التعاون والتنسيق مع كافة الأمم والشعوب وتعمل باستمرار على تمكين جميع الأفراد وجميع المجتمعات البشرية للإسهام الكامل في جهود التنمية المستدامة في العالم، باعتبار أن ذلك كله هو جزء أساسي من الإرث الخالد الذي تركه فينا مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "إن اجتماعنا اليوم لمناقشة موضوع المواطنة الشاملة إنما هو تعبير مهم عن الثقة والأمل في مستقبل البشرية وعن اهتمامكم الكبير بتعزيز قيم التعارف والحوار والتفاهم والهدف المشترك، بالإضافة إلى دعم قنوات التعاون والتعايش بين الجميع".
وأضاف "أن اجتماعنا اليوم هو تعبير عن حرصكم على تعريف البشر في كل مكان بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل، للحياة السعيدة والمنتجة وللعلاقات المثمرة بين الجميع حيث إننا في ذلك كله إنما نقوم جميعا بواجباتنا في نشر مبادئ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية نقوم بواجباتنا في تنمية قدرات الجميع ، على نبذ التطرف والتشدد وتعملون مع الجميع، الشباب و الأسر والمدارس والجامعات ومؤسسات الحكومة والمجتمع المدني كي يقوم الجميع بأدوارهم المرتقبة في تحقيق المواطنة الشاملة لجميع السكان دونما تفرقة أو تمييز".
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن تقديره الكبير لما يحرص عليه المشاركون في الملتقى من الاحتفاء بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تلك التي صدرت أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أبوظبي في مطلع عام 2019 قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب والتي جاءت بمبادرة ودعمٍ قوي من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وأضاف: "حيث إنني أقدر كثيراً ما تؤكدونه في مناقشاتكم على ما وَرَدَ في هذه الوثيقة من أننا جميعاً أعضاء في مجتمع إنساني واحد، يعمل فيه الجميع، من أجل تحقيق الخير للجميع، بل وما تتضمنه كذلك، من دعوة كريمة إلى جميع سكان الأرض، كي يعيشوا معاً، في سلامٍ ووفاق، بقلبٍ مخلص، وروحٍ صافية، ووجدان صادق، وكي يعملوا معاً، من أجل تحقيق العدل والمساواة، للإنسان، والخير والتقدم، للمجتمع والعالم".
وقال: "إنني أحيي ما تسعون إليه في هذا الملتقى من إطلاق ما يترتب على التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، من قدرة على مواجهة القضايا ذات الأهمية في هذا العصر، وإلى إيجاد حلول ناجحة لها، سواء في ذلك، قضايا المواطنة والعولمة، قضايا الاعتزاز بالهوية الوطنية، والحرص على الثقافة والتراث، قضايا التعليم والرعاية الصحية، قضايا البيئة والغذاء، قضايا التفرقة والتمييز".
وأكد: "بالإضافة إلى تعميق قدرة البشر، على التخلص من النزاعات والصراعات، ومكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والعدل، في كافة ربوع العالم" .
وأضاف: إنني أحيي كذلك، ما يمثله هذا اللقاء، من تأكيد قوي، بأن التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، هي مجالات مهمة للتعاون الدولي المثمر، وأن بناء الإنسان في كل مكان، بل وبناء المجتمعات البشرية عموماً، على نحوٍ يحقق لها السلام والنماء، هي مسؤولية الجميع".
وتابع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "علينا أن ندرك بوضوح أن العالم اليوم يشهد تطورات مستمرة ومتلاحقة، حيث هناك الآن نمو ملحوظ لدور الأديان والقيم الروحية في حياة البشر وهناك اهتمام متزايد للناس بثقافاتهم، واعتزاز متنامٍ بهوياتهم".
واستطرد بقوله: "إضافة إلى أن هناك إدراك واضح بأن ترشيد مسيرة المجتمع وحمايته من المخاطر هي مسؤولية جميع السكان، وأن على الجميع العمل معاً من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وهناك دور متعاظم لوسائل الإعلام والاتصال والتواصل كما أن هناك تزايد في استخدام الآلات الذكية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وهناك تحديات جائحة كورونا وأية أوبئة أخرى قد تنشأ في المستقبل".
وتابع: "كما أن هناك في بعض الأحيان، دعوات عنصرية وطائفية، ونزعات نحو الانغلاق على الذات، وسعي كل دولة لتحقيق مصالحها الخاصة، هناك كذلك آمال وطموحات متزايدة لتحقيق التقدم والرخاء في جميع دول العالم".
وأشار إلى أن إن هذا الواقع المتغير باستمرار إنما يؤكد بدون شك على أن القيم والخصائص والصفات والأفكار وقواعد السلوك لدى الإنسان في هذا العصر بل وقدراته على التعامل مع الآخرين، وأساليب انخراطه في مسيرة المجتمع والعالم، هي أساس النماء والتقدم للفرد والجماعة على حدٍ سواء.
ولفت إلى إنه من المهم للغاية أن يكون لدى الإنسان في هذا العصر رؤية واضحة لحياته وحياة مجتمعه وحياة عالمه وأن يكون لديه قدرة على مشاركة الآخرين في المجتمع في الأهداف والطموحات.
وأضاف أن كل هذه العناصر سالفة الذكر مهمة في المواطنة الشاملة، يتضح معها أهمية قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، هذه القيم التي تمثل طاقة روحية كبرى تدفع الإنسان إلى أن يكون مواطناً صالحاً يتزود بقيم الرحمة والتعايش والتكافل والمحبة والسلام، بل وتدفعه كذلك إلى الإدراك الكامل بأننا جميعاً أبناء آدم ، نشترك في الاحتفاء والالتزام بدور هذه القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة في إحداث التطورات الإيجابية في العالم.
وأكد: "التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، تدفع المجتمعات البشرية إلى تأكيد دور الشباب ودور المرأة في حياة المجتمع، وإلى تحسين نوعية الحياة للجميع".
ودعا في ختام كلمته المشاركون في الملتقى إلى التأكيد على أن المواطنة الشاملة، إنما تقوم على المعارف والصفات والخصائص التي يتمتع بها الإنسان، وأن هذه المواطنة الشاملة هي الطريق الأكيد إلى بث روح الكفاءة والفاعلية في كافة جوانب الحياة في المجتمع، بحيث يعمل الجميع مع الجميع، في تعاون خلاق وتشارك وجداني وفي إطار من الالتزام بالمسؤولية المجتمعية، والحرص على تحقيق التضامن والتكامل في عمل الجميع.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز