قصاصات الأظافر تكشف السر.. وسيلة جديدة لتتبع خطر سرطان الرئة

عندما بدأت إيمي بوسيو، المحامية الكندية صاحبة الـ 47 عاما عاما، تعاني من سعال مزمن، لم تتخيل أبدا أن التشخيص سيقلب حياتها رأسا على عقب.
تقول بوسيو: "لم أدخن في حياتي قط، وأتناول طعاما صحيا وأمارس الرياضة بانتظام. لم أصدق أنني مصابة بسرطان الرئة. كان الأمر صدمة هائلة لا يمكن وصفها".
اضطرت بوسيو إلى ترك عملها للتفرغ للعلاج، لكنها وجدت هدفا جديدا في رفع الوعي بمرض سرطان الرئة، خاصة لدى غير المدخنين مثـلها. هذا ما قادها إلى التعرف على دراسة يجريها الدكتور آرون غودارزي وفريقه في جامعة كالغاري، والذين يبحثون عن الأسباب البيئية للإصابة بسرطان الرئة، وعلى رأسها غاز الرادون.
الرادون غاز طبيعي لا لون له ولا رائحة، لكنه مشعّ وسام، ويُعدّ ثاني سبب رئيسي لسرطان الرئة بعد التدخين. ومع ذلك، لا تُدرج لوائح الفحص المبكر لسرطان الرئة التعرّض للرادون كعامل خطر معتمد، لأن من الصعب قياس مدى تعرض الأشخاص له على مدى عقود طويلة.
لكن غودارزي ربما وجد طريقة بسيطة ومبتكرة لحل المشكلة، باستخدام قصاصات أظافر القدم.
يقول: "اكتشفنا أن أظافر القدم تحتفظ بمعلومات طويلة المدى عن تعرض الجسم للمواد المشعة مثل الرادون. فهي بمثابة أرشيف بيولوجي يسجل آثار هذه المواد بمرور الزمن".
ويشرح الباحث أن الجسم، بعد استنشاق غاز الرادون، يحوله بسرعة إلى رصاص مشع يُخزن في الأنسجة التي تتجدد ببطء مثل الجلد والشعر والأظافر. ومن هنا جاءت فكرة استخدام الأظافر كمؤشر لتاريخ التعرض للرادون.
وفي دراسة تجريبية نُشرت في مجلة " إنفايرونمنت إنترناشونال" أثبت فريق جامعة كالغاري أن قياس نظائر الرصاص المشعة في قصاصات أظافر القدم يمكن أن يكشف بدقة مدى التعرض للرادون على المدى الطويل.
ويأمل العلماء أن تؤدي التجربة الموسّعة الجارية حاليا، والتي تسعى لجمع عينات من 10 آلاف متطوع من مختلف أنحاء كندا، إلى اعتماد هذه الطريقة كأداة جديدة لتقدير مخاطر الإصابة بسرطان الرئة،خصوصًا بين غير المدخنين.
يقول غودارزي: "إذا نجح هذا المشروع، فقد يُحدث تحولًا في برامج الوقاية من السرطان في كندا، ويساعد على إدخال فئات جديدة من المرضى إلى الفحص المبكر المنقذ للحياة".
ويُقدّر الباحثون أن اثنين من كل خمسة مصابين بسرطان الرئة في كندا لا يخضعون حاليا للفحص المبكر لأنهم لم يدخنوا يوما أو أقلعوا عن التدخين منذ زمن طويل، رغم أن بعضهم قد يكون تعرض لغاز الرادون دون علمه.
ويختم المريض السابق تيم موندز، وهو غير مدخن اكتُشف إصابته بسرطان الرئة عام 2016، بالقول: "أي شخص لديه رئتان يمكن أن يُصاب بسرطان الرئة. نحتاج إلى الكشف المبكر قبل فوات الأوان، ولهذا فإن أبحاث غودارزي تمثل خطوة واعدة في الطريق الصحيح".