الناجي عبدالله.. حارس الإرهابيين ومغذي الصراعات الطائفية بالسودان
الناجي عبدالله يتصدر المشهد السوداني كأحد فلول الحركة الإسلامية السياسية ويحاول بمعية إخونجية ترعاهم قطر نفخ الروح في الإخوان.
طريق من العنف إلى التطرف سلكه الإخواني الناجي عبدالله، من كادر بجامعة الخرطوم العريقة إلى تحريض على القتل والترويع بذريعة "الجهاد" إلى أن صار عميداً للإرهاب في السودان.
حاليًا، بات "عبدالله" يتصدر المشهد السوداني كواحد من فلول الحركة الإسلامية السياسية، بل ويحاول بمعية إخوانجية آخرين ترعاهم قطر، نفخ الروح في تنظيم الإخوان الإرهابي، بعد أن عزله ولفظه الشعب.
ويجسد الإخواني الناجي عبدالله واحدا من أسوأ نماذج الإرهاب والتطرف في السودان، ولا يتورع عن الدعوات للقتل من أجل الحفاظ على مكتسبات الحركة الإسلامية السياسية، فضلا عن تمييزه بعنصرية بغيضة تجاه مكونات الشعب.
ووفق مقربين منه، فقد أشرف "الناجي" على حراسة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن عندما كانت تؤويه حكومة الإخوان في السودان، تسعينيات القرن الماضي، كما تولى الإشراف على تأمين عناصر متطرفة وإرهابية هاربة إلى بلاده.
ويعد من أبزر العناصر الإخوانية، الذين مارسوا العنصرية والقتل بحق شعب جنوب السودان، قبل الانفصال باسم "الجهاد"، كما لعب الدور الأكبر في تحويل الحرب الأهلية بالجنوب وقتها إلى صراع طائفي وديني بين المسلمين والمسيحيين، وذلك بتحريض من قائد الحركة الإخوانية الراحل حسن الترابي.
وينحدر الإرهابي الناجي عبدالله، من ولاية سنار وسط السودان التي ولد فيها عام 1968، ودرس بها المرحلة الأولية والثانوية، قبل أن يدخل كلية الطب جامعة الخرطوم ليكتمل عندها عنفوانه المتطرف.
وأخذ "الناجي" يمارس العنف المفرط وسط الطلاب في محاولة لتجنيدهم لصالح تنظيمه المنبوذ، ليكون مصيره الحتمي الفصل من الجامعة لوقف إرهابه، وفق زملاء له تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
ثم عاد مجدداً إلى جامعة الخرطوم، مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما التحق بكلية الصيدلة، ولكن تم فصله للمرة الثانية لذات الأسباب المتعلقة بالتطرف والإرهاب والتحريض على العنف ضد الطلاب، عبر منابر خطابية يقيمها تنظيم الجبهة الإخوانية.
ويقول مقربون من الناجي عبدالله إنه قاد كتائب إرهابية تتبع الحركة الإسلامية السياسية أو ما يعرف محلياً بـ "المجاهدين"، وقاتل بها شعب جنوب السودان لمدة 5 سنوات منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت تدور حرب أهلية بين الحركة الشعبية الجنوبية وحكومة الإخوان في الخرطوم.
ونفذت كتائب الإخواني الناجي عبدالله، وفق توثيق منظمات محلية، مجازر في الجنوب، فضلاً عن قيامها بحملات تحريض ضد الشعب الجنوبي ذي الغالبية المسيحية وتصوير الحرب الأهلية هناك وقتها، على أساس طائفي وديني، وهو ما أدى إلى انفصال هذا الجزء عن الوطن عام 2011.
ويقول القيادي بحزب الأمة السوداني، فتحي مادبو، عن الإخواني الناجي عبدالله، وهو زميله في جامعة الخرطوم، إنه: "شخصية متطرفة، خبيثة ومثيرة للكراهية يدعي الفراسة والشهامة ولكنه أجبن إنسان قابلته في حياتي".
وأضاف مادبو، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "كان يحرض عناصر الجبهة الإخوانية على العنف ضد الطلاب لكنه يتوارى عندما تبدأ المعركة، ففي أحداث العنف سبتمبر/أيلول 1990 بجامعة الخرطوم كان الناجي أول الذين ولوا الدبر هربا".
وتابع: "كان دائما ما يدعي الفراسة ويفاخر بأنه ينتمي لقبيلة سودانية معنية في عنصرية بغيضة، ورغم زعمه لم يشهد جسده طعنة رمح أو رمية رصاص، وهذا دليل قاطع على جبنه، وممارسته للتحريض وليس المواجهة".
ومضى الرجل في مسيرته المتطرفة، وانحاز إلى الفصيل الأكثر تشدداً بقيادة حسن الترابي، بعد انقسام تنظيم الإخوان الارهابي بالسودان عام 1999، متمرداً على مجموعة الرئيس المعزول عمر البشير، ولكنه لم يتقلد أي منصب تنظيمي في حزب الترابي "المؤتمر الشعبي"، وهو ما جعله معزولا يغرد مفرداً في مستنقع الإرهاب.
ووفق قيادي في حزب المؤتمر الشعبي السوداني، فضل عدم ذكر اسمه، فإن الناجي عبدالله ليست له أية وضعية تنظيمية بحزبهم، وأن كافة التحركات التي يقودها وتنسيقه مع جماعات دينية متطرفة تسعى لإدارة الفتنة في البلاد تمثل شخصه فقط لا الحزب.
وقال القيادي الشعبي: "كثير من التصرفات التي يقوم بها تجد الرفض من جانب حزبه، لأن كثيرًا منها دعوات للعنف والتطرف وإثارة للكراهية بين أفراد الشعب السوداني".
وعن الحملة التي يقودها الناجي عبدالله، هذه الأيام، بمعاونة عناصر إخوانية تابعة لعبدالحي يوسف ومحمد علي الجزولي، يقول القيادي بالمؤتمر الشعبي: "هذه دعوات للفتنة وغرضها إجهاض ثورة الشعب السوداني ولن نكون طرفا فيها".
ومنذ الإطاحة بالحركة الإسلامية السياسية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي من الحكم بالسودان في 11 أبريل/نيسان الماضي، سعت الجماعات الدينية المتطرفة لإجهاض اتفاق السودانيين على تأسيس مرحلة ما بعد الرئيس السابق عمر البشير.