نقل سفارة أمريكا للقدس.. ترقب فلسطيني وسط مخاوف من المواجهة
تزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس مع ذكرى 70 عاما على النكبة يضعان مسار التطورات في الأراضي الفلسطينية أمام احتمال المواجهة.
التزامن الفج لحفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس مع ذكرى مرور 70 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 يضعان مسار التطورات في الأراضي الفلسطينية أمام احتمال المواجهة.
ففيما تستعد الحكومة الإسرائيلية للاحتفال يوم الإثنين بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، بمشاركة مسؤولين كبار من الإدارة الأمريكية، فإن الفلسطينيين يستعدون لمسيرات واسعة في الأراضي الفلسطينية لمناسبة مرور 70 عاما على ذكرى النكبة.
واستبق جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه التطورات بعقد اجتماع أمني رفيع المستوى عقد يوم أمس الثلاثاء دون الإعلان عن نتائج محددة.
وشارك في اللقاء رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت والمفتش العام للشرطة روني الشيخ ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف أرغمان.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه"تم بحث تقدير الموقف على الساحة الفلسطينية واستعدادات قوات الأمن للفترة المقبلة والتعاون ما بين أجهزة الأمن".
وأعلن الفلسطينيون عن تنظيم سلسلة من الفعاليات بدءا من يوم السبت في الأراضي الفلسطينية تصل ذروتها يوم الثلاثاء الذي يصادف ذكرى النكبة.
ويتوقع مشاركة جماهير غفيرة في مسيرة العودة الكبرى وفك الحصار عن قطاع غزة المقررة يوم الثلاثاء عند حدود القطاع.
وينظم مهرجان مركزي في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية يوم الإثنين على أن يتم إطلاق صافرة الحداد يوم الثلاثاء لمدة 70 ثانية من سماعات المساجد، وقرع أجراس الكنائس في تمام الساعة 12:00 ظهراً في جميع الأراضي الفلسطينية.
ويوجه الاحتلال الإسرائيلي أنظاره إلى المسيرات التي من المتوقع أن تتوجه من مراكز المدن الفلسطينية إلى الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وإلى حدود قطاع غزة.
ويعتقد على نحو واسع أن التطورات في الأيام القليلة المقبلة ستحدد مسار الأمور في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان المبارك الذي يحل نهاية الأسبوع القادم.
وكما في كل عام فإن شعارات المسيرات ستركز على حق العودة للاجئين الفلسطينيين والحق بإقامة دولة فلسطينية ولكنها هذا العام تتضمن انتقادات للولايات المتحدة الأمريكية سيما مع قراراها افتتاح سفارتها في القدس تزامنا مع ذكرى النكبة.
وأعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات سياسية ردا على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وقال مجدلاني: "إن يوم ما قبل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس لن يكون بالتأكيد نفس اليوم ما بعد هذه الخطوة غير الشرعية" دون الكشف عن طبيعة القرارات السياسية المرتقبة.
وفي هذا الصدد فقد أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أن الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل ليس مجرد انتهاك لقرار مجلس الأمن 478، والتزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والتزاماتها تجاه العملية السياسية، لكنه يتماشى مع الإستراتيجية الإسرائيلية لتطبيع الاحتلال وإنهاء آفاق سلام عادل ودائم يقوم على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، وأن المشاركة في الافتتاح تعد اعترافاً بهذه الخطوة الأحادية وغير القانونية.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية": "لقد أعلمنا المجتمع الدولي بشكل متواصل أن سلوك إدارة ترامب هو تشجيع للفوضى الدولية، وعدم احترام المنظمات الدولية والقانون الدولي، فضلاً عن كونها انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في الحفاظ على مبادئ سيادة القانون، بما في ذلك عدم اتخاذ أي إجراء يمكن اعتباره بمثابة الاعتراف بالخطوة غير القانونية".
ودعا عريقات الدول إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم القانون الدولي ومتطلبات السلام العادل والدائم، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واتخاذ المزيد من الإجراءات لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف: "مع استمرار حكومة الاحتلال المتطرفة تلقي الحوافز والحصانة من إدارة ترامب لإدامة سياسات الاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري فإن البيانات التي تعيد التأكيد على دعم حل الدولتين غير كافية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات على الأرض ضد الاحتلال الإسرائيلي وأهدافه المتمثلة باستدامة الإنكار الممنهج لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفرض نظام الفصل العنصري".