شروق كوكبنا.. ناسا تحتفل في "يوم الأرض" بصورة عمرها 54 عاما
لا تفوت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أي مناسبة لها علاقة بالأرض أو القمر، دون التذكير بالصورة الإيقونية لكوكب الأرض من القمر، والتي التقطها فريق الوكالة من على متن مركبة الفضاء أبولو 8، قبل نحو 54 عاما، وتحديدا عشية عيد الميلاد عام 1968.
وبينما تعيد الوكالة سنويا نشر هذه الصورة في يوم التقاطها، تم اختيارها هذا العام لتكون شعارا في احتفالات يوم الجمعة بيوم الأرض، الذي يوافق 22 إبريل/ نيسان من كل عام.
ويقول بيان للوكالة الأمريكية نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن "مهام استكشاف الفضاء التي تنفذها الوكالة تلهمنا لكي نعتني أكثر بكوكبنا، ويوم الأرض هو وقت رائع للاحتفال بما قمنا به ويمكننا فعله للحفاظ على كوكب الأرض".
وتوضح الوكالة في بيانها أن صورة مركبة "أبولو 8 " الشهيرة لكوكبنا، والتي سميت بـ"شروق الأرض"، وتظهر فيها الأرض فوق أفق القمر، ساهمت في إبراز جمال كوكبنا.
وأضافت: "نظرا لأن وكالة ناسا تستهدف إعادة البشر إلى القمر، وتهدف أيضا لتوصيلهم إلى المريخ، فإن أبحاث علوم الأرض والمناخ التابعة لوكالة ناسا، توفر فسيفساء عالمية لتغيرات الأرض بمرور الوقت، مما يتيح لنا دراسة أسباب وتأثيرات الأحداث الطبيعية والبشرية، ويمنحنا فهم الأرض الوسائل اللازمة لحمايتها بشكل أفضل ومساعدة أنفسنا".
وكانت الوكالة الأمريكية كشفت العام الماضي بعضا من تفاصيل الصورة الأيقونية للأرض في ذكرى التقاطها، وقالت إنه عشية عيد الميلاد عام 1968، وجه ويليام أندرس، على متن مركبة الفضاء أبولو 8، كاميرته نحو الأرض والتقط هذه الصورة التي قدمت للبشر منظرا جديدا، حيث يظهر القمر في المقدمة والأرض تطفو في الفضاء البعيد، وعلى الفور، بدأ الناس يتحدثون عن هذه الصورة الأيقونية باعتبارها شروقا للأرض.
وقبل سنوات وبالتزامن مع الذكرى الـ 45 لالقاط الصورة، أصدر استوديو المرئيات العلمية التابع لوكالة ناسا مقطع فيديو تم خلاله إعادة إنشاء موقع "أبولو 8 "وما شاهده رواد الفضاء من خلال نوافذ المركبة الفضائية ومطابقته مع الصوت من الرحلة".
ويمكنك في هذا المقطع سماع أصوات رواد فضاء أبولو 8، وهم القائد فرانك بورمان وأعضاء الطاقم أندرس وجيمس إيه لوفيل، وتشاهد بورمان وهو يجري مناورة دائرية لمركبتهم، مما جعلهم في وضع يمكنهم من اللحاق بالأرض صعودا فوق الأفق القمري، وينقل الفيديو اللحظات المثيرة حيث فوجئوا بالمنظر لأول مرة ويكافحون للحصول على فيلم ملون لالتقاط الصورة الهامة، بينما يمزحون أن الصورة لم تكن جزءا من جدولهم الزمني.
واهتم الكثير من المفكرين والمبدعبن بهذه الصورة، وكتب عنها الصحفي الأمريكي "دان راذير" في كتابه "ما يوحدنا"، وقال عنها: "تم التقاط هذه الصورة الهادئة للغاية والتي تخطف الأنفاس في نهاية عام مضطرب.. كانت عشية عيد الميلاد عام 1968، ولكن من هناك لن تعرف أبدا أن حربا ساخنة كانت مستعرة في فيتنام أو أن الحرب الباردة كانت تقسم أوروبا.. لن تعرف اغتيال الدكتور مارتن لوثر كينج الابن أو بوبي كينيدي".
وأضاف: "من هذه المسافة يكون الناس غير مرئيين، وكذلك المدن والبلدان والحدود الوطنية، فكل ما يفصلنا عرقيا وثقافيا وسياسا وروحيا غائبا عن الصورة، وما نراه هو كوكب هش يشق طريقه عبر مساحة شاسعة من الفضاء".
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز