مسبار الأمل ورحلة أبولو.. وجهة مختلفة وأهداف مشتركة
هناك ثمة علاقة بين رحلتي أبوللو ومسبار الأمل من الناحية الإستراتيجية، تتمثل في خلق الاهتمام بالعلوم.
كانت صورة لقاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، مع فريق وكالة ناسا الذي نفذ مهمة أبولو 17 إلى القمر في سبعينيات القرن الماضي حاضرة في الحديث عن رحلة "مسبار الأمل" إلى المريخ.
الصورة كشفت اهتمام دولة الإمارات بالفضاء منذ نحو 5 عقود، وهو ما يؤكد أن هناك ثمة علاقة أيضا بين رحلتي أبولو ومسبار الأمل من الناحية الاستراتيجية، تتمثل في خلق الاهتمام بالعلوم.
وكشف استطلاع رأي أجرته دورية "نيتشر" عام 2009، شمل قرابة 800 باحث ممن نشروا أبحاث في الدورية، أن نصف هؤلاء الباحثين اعترفوا بأن اهتمامهم بالعلوم كان سببه الهبوط على القمر خلال رحلة أبولو الفضائية، وهو أمر يتكرر حاليا مع رحلة مسبار الأمل.
وخلقت رحلة "مسبار الأمل" نحو المريخ اهتماما بالعلوم، بما يمثل مكسبا استراتيجيا للمهمة لا يقل أهمية عن مكاسبها العلمية.
تجسد ذلك بشكل واضح في التجاوب مع برنامج نوابغ الفضاء العرب، الذي أعلنت عنه "وكالة الإمارات للفضاء" قبل أيام من إطلاق المسبار نحو المريخ في 20 يوليو/ تموز الجاري.
وتلقى البرنامج الأول من نوعه عربياً لاحتضان ورعاية نوابغ عربية في علوم الفضاء وتقنياته وصناعاته، نحو 9705 طلبا بعد 48 ساعة فقط على إطلاقه، وتصدرت مصر طلبات المتقدمين للالتحاق بالبرنامج، تلتها الجزائر والعراق والمغرب، ثم دولة الإمارات.
وبالإضافة إلى تأثير زخم المشروع على هذا البرنامج، فإنه أثر أيضا في اعطاء مزيد من الاهتمام بقطاع الفضاء في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، حيث تم تأسيس 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء وأربع برامج جامعية في العلوم الفضائية بالإمارات.
وكان عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تحدث عن هذه الفائدة الاستراتيجية في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقال شرف في تصريحات نقلتها عنه الشبكة في 15 يوليو/تموز الجاري، أنه "منذ الإعلان عن المهمة، رأينا تأثيرها في قطاعات مختلفة، لقد رأينا جامعات تبدأ برامج علمية لم تكن لديها في الماضي، رأينا طلابًا جامعيين يبدلون التخصصات من التمويل والعلاقات الدولية للعلوم، لذا عندما يتعلق الأمر بالرؤية الأبعد من المهمة، فقد رأينا التأثير بالفعل".
ومن المتوقع وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ في فبراير/شباط المقبل، حيث سيقضي عاما مريخيا كاملا (687 يومًا) لتحليل مستويات الهيدروجين والأكسجين، وستوفر هذه البيانات معلومات غير مسبوقة حول الغلاف الجوي للمريخ، والتي يمكن أن تساعد العلماء على فهم لماذا أصبح الكوكب غير صالح للسكن.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg
جزيرة ام اند امز