جدارية "مسبار الأمل".. تحفة فنية معاصرة تزين حي الفهيدي التاريخي
هذه التحفة الفنية المميزة جاءت ثمرة عمل مشترك لمجموعة من ألمع مواهب المجتمع الإبداعي في الإمارات.
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" الانتهاء من تنفيذ جدارية معاصرة من إنتاج فنانين مبدعين محليين في حي الفهيدي التاريخي، احتفاءً باللحظة التاريخية لإطلاق مهمة "مسبار الأمل" إلى المريخ.
وجاءت هذه التحفة الفنية المميزة ثمرة عمل مشترك لمجموعة من ألمع مواهب المجتمع الإبداعي في الإمارات، ضمت ريم المزروعي وآمنة بشير وسوبيت بي.بي. وسام صليبا وأرميا اسكندر، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
وتنطلق "دبي للثقافة" في مبادرتها هذه من إيمانها العميق بأهمية الإبداع كقيمة إنسانية، وتناغمها مع رؤية الهيئة في تعزيز المشهد الثقافي والإبداعي لمدينة دبي عبر تحويل جدران مواقع تراثية وتاريخية تابعة لها إلى جداريات فنية تتكامل فيها الأصالة مع عناصر الحداثة.
وذلك بما يواكب رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تحويل دبي إلى متحف مفتوح يبرز الجانب الإبداعي والإنساني في تجربة الإمارة التنموية.
وعمل الفنانون معاً للاحتفاء بالمهمة العلمية التاريخية الأولى من نوعها في العالم العربي لاستكشاف عالم الفضاء التي تم إطلاقها بنجاح من ميناء تانيغاشيما الياباني في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي تشكل مصدر فخر واعتزاز لشعب الإمارات والعالمين العربي والإسلامي.
وانطلاقاً من خصوصية حي الفهيدي التاريخي الذي يحتضن إرث الماضي الجميل والتاريخ المتجذر لإمارة دبي، تم تنفيذ الجدارية في هذا الحي لتمثل جسراً حضارياً بين أصالة الماضي وإنجازات الحاضر وطموح مستقبل واعد للإنسانية.
وفي تأكيد على أهمية مهمة "مسبار الأمل" وما تمثله هذه الجدارية المعاصرة، قالت شيماء راشد السويدي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي والمدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب بالإنابة في "دبي للثقافة" إن إطلاق "مسبار الأمل" يشكل حدثاً نفخر به جميعاً ومصدر إلهام لكل عربي.
وأضافت أن إنجاز هذه الجدارية المعاصرة هو تخليد لهذا النجاح واحتفاء بسنوات من المثابرة والعمل الدؤوب التي أدت إلى هذا الإنجاز الرائع.
وستكون هذه الجدارية شاهدةً على الأثر الإيجابي الذي سيتركه هذا الإنجاز، ليس في مجالي الفضاء والعلوم الفلكية وحسب، إنما على الجيل الذي عاصره بأكمله وعلى الأجيال القادمة التي ستستفيد منه.
وأشرفت على تشكيل الجدارية المعاصرة الفنانة آمنة بشير التي درست تصميم الأزياء والرسوم المتحركة، ولها بصمة في رعاية وتصميم وتنفيذ الأعمال الفنية في الإمارات.
وساهم في تنفيذها الفنان سوبيت بي.بي. المختص في الألوان الثلاثية، والذي يتميز بقدرته على تشكيل أطياف لانهائية من الألوان في لوحة بسيطة، وأبدع الفنان المتخصص في مجال الفنون الجميلة مجموعة واسعة من الجداريات الضخمة التي جسدت لوحات واقعية مميزة.
كما ضم فريق العمل ريم المزروعي وأرميا إسكندر اللتين صممتا اللوحة الجدارية الملهمة التي تم تنفيذها.
ولتجسيد العلم والتكنولوجيا، تم دمج نظريات الفن متساوي القياس في الجدارية التي يشرف عليها سام صليبا، مؤسس "مختبر الرسم الفني" المسؤول عن تنفيذ الجدارية، بينما جسدت الفنانة ريم المزروعي علاقة "مسبار الأمل" بالمجتمع الإماراتي في صورة فتاة إماراتية تطفو إلى الفضاء محتفلة بالمهمة التاريخية للمسبار.
وجاء اختيار حي الفهيدي التاريخي لاحتضان هذه الجدارية المعاصرة انطلاقاً من أهمية هذا المكان الذي يمثل التراث الأصيل لإمارة دبي، في حين يمثل المسبار المستقبل المشرق الذي يعد بمزيد من التميز والريادة ويتوّج عقوداً من النهج الحكيم والتميز لقيادة دولة الإمارات الملهمة وطموحها الذي لا يقف عند حد، ما يجعله المكان الأمثل لتجسيد العلاقة القوية بين الهوية الإماراتية الماضية والمعاصرة.