باحث في جيولوجيا المريخ: ننتظر معلومات مسبار الأمل لاستكمال الصورة
مهمة مسبار الأمل الإماراتي تساهم في الوصول إلى إجابة عن عدة أسئلة منها أسباب تحول مناخ الكوكب من مناخ رطب في الماضي إلى مناخ جاف الآن
قال الباحث المصري محمد يوسف، أستاذ مساعد جيولوجيا المياه بمركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة المصرية، إنه ينتظر البيانات التي سيمد بها مسبار الأمل مراكز الأبحاث لاستكمال الصورة حول مقومات الحياه على كوكب المريخ.
الدكتور محمد يوسف كان صاحب بحث نشر في العدد الأخير من دورية "الفضاء الدولية"، أثبت من خلاله وجود المياه في الماضي على كوكب المريخ، وذلك من خلال مقارنة الأشكال التي تكونت على سطح الأرض بفعل المياه، مثل دلتا النيل شمالي مصر، مع الأشكال الموجودة على سطح المريخ والتي التقطتها صور الأقمار الصناعية عالية الجودة، من 12 منطقة بالكوكب،عن طريق وكالتي الفضاء الألمانية والأوروبية.
ويقول يوسف لـ"العين الإخبارية": "بما أننا أثبتنا وجود مياه من قبل، فيجب أن نعرف ما الذي حول مناخ الكوكب من مناخ رطب في الماضي إلى مناخ جاف الآن، ونتطلع إلى معرفة الإجابة عبر بيانات مسبار الأمل".
وسيجمع مسبار الأمل بيانات على مدار يوم مريخي كامل وباختلاف المواسم ومقارنتها ببعضها، كما سيجري بعض القياسات الأساسية التي تساعد على فهم كيفية دوران الغلاف الجوي للمريخ وطبيعة الطقس في كل من طبقَتيه السفلى والوسطى.
ويستخدم المسبار في مهمته 3 أجهزة علمية صممت لتحقيق أهداف مهمته، ومن المستهدف أن تساعد هذه القياسات والبيانات، بالإضافة إلى مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي في فهم أسباب صعود الطاقة وجزئيات الأكسجين والهيدروجين إلى طبقات الغلاف الجوي، ومن ثم فهم كيفية هروبها من جاذبية المريخ.
وتسمح أجهزة المسبار بالقدرة على التنقل بين طبقات الغلاف الجوي للمريخ وتغطيته على مدار اليوم وباختلاف المكان وتغير المواسم وهو ما سيتيح بيانات ومعلومات جديدة تزيد من فهم طبيعة أجواء كوكب المريخ.
ويثني يوسف على طبيعة مهمة المسبار، مضيفا: "الجيد في المشروع الإماراتي أنهم اختاروا مهمة ممتازة بها فجوة في المعلومات".
وتختلف هذه المهمة عن تلك التي أطلقتها الصين، الخميس، باتجاه المريخ من مركز ونتشانغ للإطلاق الفضائي على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين.
كما تختلف أيضا عن تلك التي ستطلقها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" نهاية الشهر الجاري، حيث تسعى المهمتان إلى الحصول على عينات من المريخ وإعادتها للأرض، وهو ما أدى لاختلاف كبير في طبيعة الأجهزة المستخدمة في المهمتين عن المهمة الإماراتية.