مسبار الأمل كان فكرة ثم تحول إلى خطة ومن ثم تحولت الخطة إلى منتج حقيقي
مسبار الأمل فكرة تتطلب النظر إليها بزوايا مختلفة، فبالنسبة لي كمواطن خليجي فخور بهذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لا تبدو القضية مجرد محاولة للوصول إلى منطقة التزاحم العالمي في الفضاء، حيث الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء.
فالفكرة تنطلق من الإيمان المطلق بأن الأمل مهما كان فإنه يمكن الوصول إليه وتحطيمه ومن ثم الانتقال إلى أمل جديد أكبر من سابقه، في دولة الإمارات العربية هناك تاريخ طويل من الأمل الفعلي نحو المشاركة في مهمة فضائية، هذا الأمل كان وما زال جزءا من تفكير القيادة السياسية.
مسبار الأمل كان فكرة ثم تحول إلى خطة ومن ثم تحولت الخطة إلى منتج حقيقي، وكانت درجة الإيمان بهذا الطموح ترسخ فكرة واحدة هذه الفكرة تقوم على الإيمان بأن شيئاً سيحدث في المستقبل، فالدول الناجحة تطور من قدراتها وتدعم الإنسان محور التطور، لأنها تملك الإيمان بأن التطور حقيقي وتنمية الانسان حقيقية، والأمل حقيقية، يمكن الوصول إليها.
عكست فكرة المسبار فسلفة دقيقة بأنه كلما زاد إيماننا بقيمنا التطويرية والوصول إلى الأمل، تحولت تلك القيم في داخلنا إلى ما يشبه كرة الثلج التي تكبر وتكبر مع كل مسافة تقطعها.
الدول التي تمتلك قيما كبيرة هي القادرة على تحويل هذه القيم إلى مدرسة يمكن من خلالها تفسير تصرفات تلك الدول وحماستها نحو تحقيق التطور، فعندما يؤمن القادة بأن الشعوب يمكنها تحقيق التحولات، فإن هذا الإيمان هو وحده من سوف ينتج واقعا يمكن تحويل معاييره إلى منتج فعلي، لقد كانت الرسالة السياسية التي صاحبت فكرة - مسبار الأمل - أن هناك فرصة لتجاوز كل العقبات من أجل جعل الحلم حقيقة.
الإنجازات الكبيرة والتاريخية تشبه الإنسان في تطورها، فهي تبدأ بفكرة صغيرة، ثم لا تلبث أن تتحول إلى إنجاز عظيم يصدقه العالم من حولنا ويتفاعلون معه، وهناك فقط سوف يتعلم الجميع كيف يحققون أحلامهم وطموحاتهم بالأمل، كل الشعوب لديها الأمل في تحقيق الإنجازات.
وغالبا ما تتحدث الدول عن ذات الأشياء التي ترغب في تحقيقها، ولكن الفارق الوحيد هو درجة الإيمان بأن إنجازات كبرى يمكن تحقيقها وهذا ما سوف يولد في مشاعر الشعوب وتتبناه السياسة لتحوله إلى حقيقة مطلقة.
مسبار الأمل قصة بدأت فكرة وتحولت إلى إنجاز، وقد عكست فكرة المسبار فسلفة دقيقة بأنه كلما زاد إيماننا بقيمنا التطويرية والوصول إلى الأمل، تحولت تلك القيم في داخلنا إلى ما يشبه كرة الثلج التي تكبر وتكبر مع كل مسافة تقطعها، وكمواطنين خليجيين يحق لنا الفخر بالإنجازات التي تحققها دولنا الخليجية المتفقة من إنجازات تاريخية.
فما تحقق من تفوق في مجال الفضاء بدولة الإمارات بإطلاق مسبار الأمل، هو إنجاز تفخر به السعودية وعمان والبحرين والكويت، فنحن كتلة واحدة نحمل ذات الأمل وذات الطموح ونتقاسم بيننا قيم الأمل في كل إنجازاتنا الفردية لتشكل في النهاية قوتنا الخليجية هنيئا للقيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة وللشعب الإماراتي هذا الإنجاز العظيم وهذه الخطوة الفريدة في سباق الأمل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة