لارغيت لـ"العين الرياضية": التشبع سبب نكسة الوداد وهذه خطة نهضة الدوري السعودي
أسهم ناصر لارغيت في النهضة التي عاشتها كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة على صعيد الأندية والمنتخبات.
وأشرف المدرب صاحب الـ64 عاما على أكاديمية محمد السادس في المغرب التي أسهمت في تكوين عدة لاعبين مميزين من بينهم الرباعي أحمد رضا التكناوتي، ونايف أكرد، وعز الدين أوناحي، ويوسف النصيري الذي قاد "أسود الأطلس" لاحتلال المركز الرابع خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة.
ويشغل ناصر لارغيت منذ العام الماضي منصب المدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث تم تكليفه بوضع خطة من أجل تطوير منتخبات الفئات السنية، فضلا عن اكتشاف المواهب الشابة بجانب التـأهيل الفني للمدربين السعوديين.
من هو ناصر لارغيت؟
ولد المدرب المخضرم عام 1958 بالمغرب، قبل أن يضطر للهجرة إلى فرنسا من أجل مواصلة دراسته، حيث تخرج في جامعة "كان" قسم صيدلة وعلم الميكروبات، كما درس مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية بمعهد "تيري هاركورت" بمنطقة "نورماندي" شمال فرنسا.
ونشط لارغيت مع بعض الفرق الهاوية في فرنسا، ليقتحم بعدها عالم التدريب من بوابة مراكز الناشئين إثر حصوله على شهاداته التدريبية من قبل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
وشهدت مسيرته نقلة نوعية عام 2002 بعد تكليفه بإدارة مدرسة شبان نادي لوهافر الفرنسي التي تخرج منها عدة نجوم على غرار فيرلاند ميندي لاعب ريال مدريد، بجانب النجم الجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي، فضلا عن الفرنسي الآخر بول بوغبا لاعب يوفنتوس.
وبعد إثبات وجوده في كرة القدم المغربية، عاد لارغيت لفرنسا عام 2019 من بوابة نادي أولمبيك مارسيليا، حيث تولى منصب المدير الفني لقطاع الشباب بالنادي، قبل أن يشرف بشكل مؤقت على تدريب الفريق الأول.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث المدرب المغربي عن سر فوز منتخب المغرب الأولمبي ببطولة كأس أمم أفريقيا تحت 23 عاما، وكذلك عن حظوظ "أسود الأطلس" في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
ناصر لارغيت كشف أيضا عن سر الموسم الصفري لفريق الوداد، قبل أن يختم حواره بالحديث عن خطته للنهوض بكرة القدم السعودية في ظل تخمة النجوم العالمية التي التحقت مؤخرا بالدوري السعودي.
ما هو سبب نجاح منتخب المغرب الأولمبي؟
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص العوامل التي جعلت المنتخب الأولمبي المغربي يتوج بلقب كأس أمم أفريقيا الأخيرة لفئة تحت 23 عاما، قال لارغيت: "هذا النجاح هو ثمرة عمل طويل الأمد انطلق منذ بداية العقد الماضي".
وأردف: "قمت شخصيا بالإشراف على الإدارة الفنية للاتحاد المغربي لكرة القدم ونجحنا في تأسيس ثوابت عمل جديدة على مستوى انتقاء وتكوين المواهب القادرة على إثبات وجودها في المستوى العالي".
وتابع: "الكرة المغربية خلقت توليفة ناجعة وناجحة تعتمد من جهة على اللاعبين المميزين الذين تمت صناعتهم في المغرب والمواهب المتخرجة من مدارس الشبان الأوروبية".
وواصل: "اللعب في مختلف منتخبات المغرب لم يعد اليوم خيارا ثانيا للاعبين الذين ينشطون في أوروبا، بل أصبح هدفا رئيسيا لهم".
وختم: "اليوم يوجد 4 أو 5 لاعبين من المنتخب الأولمبي بإمكانهم فرض نفسهم مع المنتخب الأول، وهذا العدد يعتبر مرتفعا للغاية وفقا للمعايير العالمية".
ما هي حظوظ منتخب المغرب في تصفيات كأس العالم 2026؟
وبخصوص حظوظ منتخب المغرب في التصفيات الأفريقية المرشحة لنهائيات كأس العالم 2026، قال لارغيت: "على الورق، منتخب أسود الأطلس في طريق مفتوح لحسم بطاقة التأهل للمونديال، حيث يضم في صفوفه لاعبين من أصحاب المستوى العالمي بجانب مدرب مميز ويملك خبرات كبيرة".
وواصل: "منتخب المغرب مطالب بتجهيز نفسه كأفضل ما يمكن للتصفيات، خاصة وأن جميع منافسيه سيسعون للفوز عليه في دور المجموعات".
وأردف: "منتخبنا الأفضل في تصنيف الفيفا، وبالتالي سيكون الهدف الرئيسي لباقي المنتخبات هو البحث عن تحقيق إنجاز تاريخي أمامه".
وأتم: "أرى أن فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم والمدرب وليد الركراكي يملكان الخبرات الكافية التي ستسمح لهما بالتعامل السليم مع هذه الوضعية".
الوداد ضحية حالة التشبع
وضمن معرض حواره مع "العين الرياضية"، تحدث ناصر لارغيت عن الأسباب التي جعلت نادي الوداد يفشل في الفوز بأي لقب خلال موسم 2022-2023.
يقول لارغيت في هذا الصدد: "الوداد عاش حالة من التشبع بعد فوزه بلقبي الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا خلال موسم 2021-2022 تحت قيادة مدربه وليد الركراكي".
واستطرد: "اللاعبون فقدوا التركيز خلال الموسم الأخير، كما أن حالة عدم الاستقرار الفني أثرت بشكل سلبي على الأداء العام للفريق".
وختم: "في بعض الأحيان، تحصل حالة من التشبع في صفوف اللاعبين تجعلهم يفقدون جذوة التألق ولا يبذلون مجهودات كبيرة في التدريبات والمباريات".
خطة طموحة للدوري السعودي
وفي ختام حواره، أجاب ناصر لارغيت عن سؤال وجه إليه بخصوص إمكانية حصول تأثيرات سلبية على المنتخب السعودي بسبب تخمة النجوم العالميين التي تعاقدت معها الأندية المحلية.
المدرب المغربي قال في هذا السياق: "بالعكس، قدوم النجوم الكبار سيمنح إضافة كبيرة لكرة القدم السعودية، خاصة وأن اللاعبين المحليين سيتطور مستواهم بمزاملة ومنافسة لاعبين يملكون خبرات كبيرة في المستوى العالي".
وأوضح: "التدرب يوميا مع نجوم بمثل قيمة كريم بنزيما ونغولو كانتي وإدوارد ميندي وكريستيانو رونالدو من شأنه أن يساعد اللاعبين السعوديين على التعلم منهم وتطوير مستوياتهم البدنية والفنية والذهنية والتكتيكية".
وأضاف لارغيت: "صحيح أن وقت لعب بعض اللاعبين المحليين قد يتقلص الموسم المقبل بحكم المنافسة التي سيجدونها من قبل عدد كبير من النجوم العالميين لأن اللعب بانتظام هو السبيل الذي سيساعدهم على تطوير مستواهم".
وأتم: "وفي هذا الصدد، قمنا بإعداد خطة من خلال إنشاء منتخبات لجميع الفئات السنية من 14 عاما لـ23 عاما، وهو ما سيسمح للاعبي مختلف المنتخبات بلعب ما بين 10 مباريات و16 مباراة سنويا، وعليه فإن أي لاعب يلعب بانتظام مع جميع منتخبات الفئات السنية، بإمكانه أن يخوض ما بين 90 و100 مباراة دولية قبل انضمامه للمنتخب الأول".