رعايا أوروبا لخارج أوكرانيا.. و"الأمن الجماعي" تلوح بقوات حفظ سلام
تصاعدت الدعوات الأوروبية للرعايا بضرورة مغادرة أوكرانيا، ويأتي ذلك مع اختبار روسيا صواريخ بقدرات نووية، وتحذيرات أمريكية من غزو وشيك.
فيما قال ستانيسلاف زاس الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي (حلف إقليمي تهيمن عليه روسيا)، إن المنظمة ربما ترسل قوات لحفظ السلام لمناطق شرق أوكرانيا إذا لزم الأمر.
ودعت ألمانيا، السبت، رعاياها لمغادرة أوكرانيا "بصورة عاجلة"، وقالت الوزارة في بيان "نحذّر من أيّ سفر إلى أوكرانيا" و"نحث بصورة عاجلة الرعايا الألمان" الموجودين في أوكرانيا "على مغادرة البلد بدون تأخير".
كما دعت فرنسا رعاياها أيضا لمغادرة أوكرانيا بصورة عاجلة، وجاء في التوصيات الخارجية الفرنسية المحدّثة السبت "نوصي كل الرعايا الذين لا ضرورة قصوى تتطلب بقاءهم في أوكرانيا مغادرة البلاد".
وأوضحت الخارجية أن أولئك الموجودين في "أقاليم خاركيف ولوغانسك ودونيتسك" وفي منطقة دنيبرو مدعوون "إلى مغادرة هذه المناطق من دون تأخير".
يأتي ذلك مع اختبار روسيا صواريخ بقدرات نووية، السبت، خلال مناورات عسكرية واسعة النطاق أشرف عليها الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تحذيرات أمريكية مجددا من أن موسكو تخطط لغزو أوكرانيا في غضون أيام.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي إلى ألمانيا لحشد دعم حلفائه الغربيين رغم تزايد القصف بشكل كبير في شرق البلاد، حيث قتل جندي أوكراني وسقطت قذائف أثناء تفقّد وزير داخلية أوكرانيا دينيس موناستيرسكي خط الجبهة دون أن تسجّل أي إصابات.
وأثارت التحذيرات الأمريكية وإجلاء المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة متمرّدين مدعومين من روسيا في أوكرانيا مخاوف من اندلاع نزاع كبير في أوروبا ليبلغ التوتر الذي بدأ قبل أسابيع ذروته.
ويصر الكرملين على أنه لا يخطط لغزو أوكرانيا التي أثارت حفيظة موسكو عبر سعيها لتوطيد العلاقات مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
لكن موسكو لا تقوم بأي خطوات لتخفيف حدة المخاوف، فيما اتّهمت وسائل الإعلام الرسمية كييف بالتخطيط لهجوم على جيب خاضع للمتمرّدين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وبث التلفزيون الروسي صورا لبوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أثناء جلوسهما على طاولة مستديرة في غرفة العمليات في الكرملين أمام شاشات تظهر القادة العسكريين وهم يختبرون أحدث صواريخهم الفرط صوتية والمجنحة والباليستية ذات القدرات النووية.
وقال الكرملين "ضربت جميع الصواريخ أهدافها، ما يؤكد أهدافها المرتبطة بالأداء"، مضيفا أن قاذفات من طراز "تو-95" وغواصات شاركت في التدريبات.
وفي وقت سابق، أشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى شيفرات إطلاق الصواريخ النووية، قائلا "يستحيل القيام بهذا النوع من الاختبارات من دون رئيس الدولة، تعرفون الحقيبة السوداء الشهيرة والزرّ الأحمر".
إرسال قوات حفظ سلام
وفي سياق متصل، قال ستانيسلاف زاس الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تهيمن عليها روسيا، إن المنظمة ربما ترسل قوات لحفظ السلام إلى مناطق شرق أوكرانيا يسيطر عليها المتمردون المدعومون من روسيا إذا لزم الأمر.
والوضع في منطقتين، أعلنتا نفسيهما جمهوريتين مؤيدتين لروسيا في إقليم دونباس الأوكراني، على حافة الانفجار بعد أن أعلن زعماء المتمردين التعبئة الكاملة لقواتهم وطلبوا من المدنيين المغادرة إلى روسيا بعد قصف تتبادل أوكرانيا والمتمردون الانفصاليون الاتهامات بشأنه.
وفي مقابلة أُجريت قبل بدء الإجلاء، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، مقرها موسكو، إن بإمكانها أن ترسل قوات لحفظ السلام إلى دونباس إذا كان هناك إجماع دولي على مثل هذا الانتشار.
وأضاف زاس لرويترز، فيما قال مساعدوه إنها أول مقابلة له مع وسيلة إعلام غربية "من الناحية الافتراضية، يمكنك تخيل ذلك (مثل هذا الانتشار) إذا كانت هناك نوايا حسنة من أوكرانيا، فهي أراض تابعة لها قبل أي شيء، ويوجد تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإذا كانت هناك حاجة لذلك، وكان هذا القرار مدعوما من قبل جميع حكوماتنا".
ونشرت المنظمة الشهر الماضي، ولأول مرة في تاريخها الممتد منذ 20 عاما، قوات في دولة سوفيتية سابقة للمساعدة في قمع محاولة انقلاب في كازاخستان.
وقال زاس إن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا.
وأضاف أن لدى المنظمة قوة قوامها 17 ألف جندي في حالة تأهب دائم وقوة حفظ سلام متخصصة، قوامها نحو أربعة آلاف جندي.
ويهدد اعتراف روسي محتمل باستقلال "جمهوريتين" انفصاليتين عن كييف عملية السلام الهشة أصلاً في شرق أوكرانيا.
غير أن نداء من مجلس الدوما الروسي للرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من طرف واحد في الشرق الأوكراني الصناعي، أثار مخاوف.
وتراجعت وتيرة القتال بشكل كبير منذ اتفاقيات مينسك في 2014 و2015، والتي وافقت روسيا وأوكرانيا بموجبها على وقف لإطلاق النار وخريطة طريق نحو تسوية سياسية، غير أنّ تلك العملية اصطدمت بطريق مسدود بات معه الطرفان يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالاتفاق.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز