"الناتو" يرتدي القناع الواقي.. تفعيل منظومة الدفاع النووي والكيماوي
خرجت القمة غير العادية لزعماء حلف الناتو بمجموعة من القرارات "الاستثنائية" التي زادت من سخونتها الحرب الروسية الأوكرانية.
ولطالما وصف زعماء الناتو الهجوم الروسي على أوكرانيا بعد وقت قصير من وقوعه بأنه "أخطر تهديد للأمن الأوروأطلسي منذ عقود".
ومنتصف الشهر الجاري، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، إلى عقد قمة استثنائية.
ومنذ عام 1949، عقدت 29 قمة للناتو؛ وعقدت قمة افتراضية من مقر الحلف في بروكسل في 25 فبراير/شباط 2022 لنتناول الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكن عقدت آخر قمة كاملة في بروكسل ببلجيكا في 14 يونيو/حزيران عام 2021.
تنشيط عناصر الدفاع
الأمين العام لـ(الناتو)، وعقب التجديد له، أعلن أن الحلف قام بتنشيط ما وصفه بـ"عناصر الدفاع" النووية والكيماوية وذلك لحماية الدول الأعضاء من آثار الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرج في أعقاب قمة غير عادية لزعماء الحلف: إن "قائدنا العسكري الأعلى.. قام بتنشيط عناصر الدفاع الكيماوي والبيولوجي والإشعاعي والنووي لحلف الناتو وإن الحلفاء يقومون بنشر دفاعات كيماوية وبيولوجية ونووية إضافية".
وأضاف: "ولهذا نقوم باتخاذ إجراءات لدعم أوكرانيا وللدفاع عن أنفسنا أيضا".
وأكد أن روسيا ربما تكون بصدد محاولة لاختلاق ذريعة لاستخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا وذلك عن طريق اتهام الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم يستعدون لشن مثل هذا الهجوم.
وأضاف: "نحن قلقون، جزئيا لأننا نرى هذا اللغط ونرى أن روسيا تحاول اختلاق ذريعة من نوع ما من خلال اتهام أوكرانيا والولايات المتحدة والحلفاء في حلف شمال الأطلسي بالاستعداد لاستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية".
ولفت إلى أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية ستكون له عواقب واسعة النطاق.
ومضى ستولتنبرج قائلا: "هناك خطورة من أن (هجوما بالأسلحة الكيماوية) سيكون له أثر مباشر على الشعوب التي تعيش في دول حلف شمال ألأطلسي لأننا يمكن أن نرى التلوث، يمكن أن نرى انتشار المواد الكيماوية أو الأسلحة البيولوجية في دولنا".
مجموعات قتالية
ولعل أحد أبرز قرارات قمة الناتو أيضًا، ما أعلنه أمين عام حلف شمال الأطلسي، أن زعماء الناتو وافقوا على نشر 4 مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا.
وقال: "هذه المجموعات تعد إضافية إلى المجموعات الأربع الموجودة بالفعل في دول البلطيق وبولندا".
وأضاف: "وبالتالي أصبح لدينا ثماني مجموعات قتالية متعددة الجنسيات تابعة للناتو الآن من بحر البلطيق إلى البحر الأسود".
التجديد لـ"ستولتنبرج"
وخلال القمة غير العادية، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الدول الأعضاء قررت التمديد لينس ستولتنبرج في منصب الأمين العام لعام آخر، حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2023.
ووجهت الدول الأعضاء الشكر لستولتنبرج على دوره وحزمه في القيادة ، وخاصة في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها الأمن الدولي.
ويشغل ستولتنبرج منصب الأمين العام للحلف منذ عام 2014، وكان من المفترض أن تنتهي ولايته في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وكان رئيس الوزراء النرويجي السابق يعتزم بعد نهاية عمله في الحلف العودة إلى بلاده وتولي رئاسة البنك المركزي النرويجي.
وتقدم ستولتنبرج (63 عاما) لشغل هذا المنصب العام الماضي، وتم اختياره رسميا للمنصب في أوائل فبراير/شباط الماضي.
ولا يزال من غير المعروف بعد ما إذا كان زعماء دول الحلف ناشدوا ستولتنبرج النظر في تمديد عقده في ظل الحرب الحالية في أوكرانيا، أم أن الأمين العام نفسه هو من سعى إلى ذلك نظرا للوضع الراهن.
وزادت في الفترة الأخيرة الشائعات عن استمرار ستولتنبرج في منصبه على خلفية حرب أوكرانيا والتوترات الخطيرة مع روسيا.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز