قمة الناتو.. مصير أوكرانيا بين «الوعود» و«التعهدات»
سيطرت الأزمة الأوكرانية على أروقة قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي استضافتها واشنطن الخميس.
فما بين تعهدات باستمرار دعم دول الحلف لكييف ووعود بضمها لعضويته، سارت مجريات القمة التي تأتي في وقت احتدم فيه السباق الرئاسي الأمريكي الذي يخوضه الرئيس جو بايدن أمام سلفه ومنافسه دونالد ترامب.
بايدن في كلمته الختامية اعتبر أن "القمة نجحت"، مؤكدا أن "أي اعتداء على دولة عضو بالحلف هو اعتداء على كل الأعضاء".
وتعهد بايدن بمواصلة الدعم قائلا "لن أتخلى أبدا عن أوكرانيا".
وقال بايدن إن "أوكرانيا لا تزال صامدة رغم أن التوقعات كانت تشير إلى سقوطها سريعا".
وعود بالدعم
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ بلاده ستواصل دعم أوكرانيا، قائلا "سنواصل دعمها ما لزم الأمر. بهذه الروح اتُّخذت قرارات مهمة هنا في واشنطن لترسيخ دعمنا على المدى الطويل والتقدّم نحو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فطالب دول حلف شمال الأطلسي برفع "كل القيود" المفروضة على بلاده لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية.
وقال على هامش القمة: "إذا أردنا أن نفوز، إذا أردنا أن ننتصر، إذا أردنا إنقاذ بلادنا والدفاع عنها، فعلينا رفع كلّ القيود".
وتفرض دول عدة في الحلف قيوداً على استخدام أسلحة ترسلها إلى أوكرانيا.
ويحظر بعض هذه الدول، مثل إيطاليا، أيّ استخدام لهذه الأسلحة على الأراضي الروسية. وتحصر دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، استخدام أسلحتها في ضربات على أهداف عسكرية مشروعة، ضمن عمق محدود داخل أراضي روسيا.
وتواظب كييف على المطالبة بأن يُجاز لها استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي.
من جهته، أكد الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ أنه من حقّ أوكرانيا الدفاع عن نفسها، بما في ذلك عبر ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، خصوصا إذا كان خط الجبهة قريباً جداً من الحدود، الأمر الذي ينطبق على منطقة خاركيف، إذ شنّت موسكو هجوماً في مايو/أيار الماضي.
تعهدات بعضوية الناتو
زيلينسكي يثق بأنّ بلاده ستنضمّ يوماً ما إلى عضوية الناتو، فيما أقرّت دول الحلف في بيان مشترك بأنّ أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو انضمامها إلى الناتو.
وانتهز التحالف الذي يضم 32 بلدا القمة التي عقدت في واشنطن لإظهار تصميمه على التصدي لموسكو ودعمه الثابت لكييف.
أسلحة جديدة
وحصلت أوكرانيا خلال القمة على وعود بأسلحة جديدة، لتعزيز حماية أجوائها، ولا سيما مع اقتراب كييف من تسلّم مقاتلات من طراز "إف-16".
لكن زيلينسكي لم يكتفِ بذلك، وطلب من داعمي كييف، خصوصا الولايات المتحدة، منح قواته التي تعاني نقصا في الذخيرة والعناصر، مزيدا من منظومات الأسلحة لضرب الداخل الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، أيضا خطوة مهمة لتعزيز قوة الردع لدى الأطلسي ضد روسيا في أوروبا بقولها إنها ستبدأ "عمليات نشر" للصواريخ البعيدة المدى في ألمانيا عام 2026.
وقال البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى تمركزها بشكل دائم في ألمانيا، وسيكون للصواريخ "مدى أطول بكثير" من الأنظمة الأمريكية الحالية في أوروبا.
وحذّر الكرملين من أنّ هذه الخطوة ستؤدّي إلى مواجهة بين روسيا والغرب على غرار ما كان عليه الوضع خلال "الحرب الباردة".
أردوغان قلق
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس، أن احتمال نشوب "صراع مباشر بين الأطلسي وروسيا مقلق".
وقال "يجب تجنّب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى هذه العاقبة".
وتحاول أنقرة البقاء على مسافة متساوية من موسكو وكييف منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز