أعياد الكويت الوطنية.. مسيرة قائد تتوج احتفالات وطن
يحتفل الكويتيون، بأعيادهم الوطنية وسط امتنان وتقدير للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد قائد مسيرة التنمية.
وتحتفل الكويت، اليوم الجمعة، بالعيد الوطني الـ61 بمناسبة ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني عام 1961، كما تحتفل السبت بيوم التحرير الـ31 الذي يصادف ذكرى تحريرها من الغزو العراقي 26 فبراير/شباط 1991.
يحتفل الكويتيون بتلك المناسبات وهم يستذكرون مسيرة عطاء الشيخ نواف، الذي يعد أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في إرساء دعائم الدولة وشارك في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال في 19 يونيو/حزيران 1961.
ورغم أن هذا ثاني عيد وطني يحل في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020، إلا أنها تلك المرة الأولى التي تقيم فيها البلاد احتفالات بمناسبة الأعياد الوطنية، بعد تخفيف الاشتراطات الصحية التي فرضت بسبب جائحة كورونا، التي حالت دون إقامة احتفالات شعبية على مدار العامين الماضيين.
وتتوج تلك الاحتفالات نجاح خطط الدولة في مواجهة كورونا، واستكمال مسيرة التنمية.
وتوشحت المباني والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة في كافة أنحاء البلاد بعلم الدولة وصور أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في صورة تجسد أسمى معاني التفاف الشعب حول القيادة التي ترتبط سيرتها بمسيرة الدولة منذ الاستقلال وحتى عصر التنمية مرورا بالتحرير .
رحلة عطاء وإنجازات استمرت نحو 60 عاما، بدأت بتوليه منصب محافظ حولي بعد عام واحد من الاستقلال، ثم تولى عددا من المناصب ترك فيها جميعا بصمات واضحة وإنجازات بارزة حتى تولى مقاليد الحكم، خلفا لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 29 سبتمبر/أيلول 2020، ليكون الحاكم السادس عشر للبلاد.
نجاح مبكر
ولد الشيخ نواف في 25 يونيو/حزيران 1937م في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة من عام 1921م وحتى عام 1950م.
بدأ الشيخ نواف رحلة عمله السياسي وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بتولي منصب محافظ حولي في 12 فبراير/شباط 1962، وذلك بعد نحو عام من الاستقلال.
تولى المنصب لمدة 16 عاما، نجح خلالها في تحويل المحافظة إلى مدينة حضارية وسكنية وتجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي.
عقب ذلك تولى وزارة الداخلية في 19 مارس/آذار 1978، وكان هاجسه في بداية تسلم حقيبة الداخلية أن يحفظ لبلاده أمنها واستقرارها وأن يحمي حرية المواطن وكرامته، مثلما يدعم أمنه.
وحقق خلال توليه المنصب نقلة نوعية في أداء وزارة الداخلية، قبل أن يتولى في 26 يناير/كانون الثاني 1988 حقيبة وزارة الدفاع.
وبعد توليه المنصب قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة.
تحرير الكويت
وعندما تعرضت الكويت إلى الغزو العراقي عام 1990 ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت، وأدى دورا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية إلى جانب قيادته للجيش.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية تم تكليف الشيخ نواف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل/نيسان 1991، حيث قال حينها: "أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه أمير البلاد".
وفور مباشرته العمل كوزير للشؤون الاجتماعية والعمل سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، وبرهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، فترك بصمته المميزة على هذا المرفق الأمني الحيوي، حيث عمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
مؤسس الداخلية
وفي 13 يوليو/تموز 2003، تم تعيين الشيخ نواف مجددا وزيرا للداخلية.
ويعتبر الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال توليه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس/آذار 1978 إلى يناير/كانون الثاني 1988 والثانية من 2003 إلى فبراير/شباط 2006، وإنجازاته.
فقد عمل على تطوير وتحديث جميع القطاعات الأمنية والشرطية وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني ووضع استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي البلاد.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى منصبه كوزير للداخلية.
مكافحة الإرهاب
وحققت الرؤية الأمنية الثاقبة له ثمارها، خصوصا في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد كالتي حدثت في يناير/كانون الثاني عام 2005، حيث قاد بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين وكان موجودا في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
وعلى الصعيد الإقليمي، أولى الشيخ نواف الأحمد أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.
ولاية العهد
سيرة حافلة بالإنجازات، دفعت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل إلى تزكيته لولاية العهد في 7 فبراير/شباط 2006، وذلك عقب توليه مقاليد الحكم، نظرا إلى ما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب.
وفي 20 من الشهر ذاته، بايع مجلس الأمة بالإجماع الشيخ نواف ولياً للعهد، وأكد النواب خلال جلسة المبايعة أن الشيخ نواف "رجل يجمع على محبته الشعب الكويتي"، واستذكروا مواقفه المشرفة في خدمة البلاد من خلال توليه العديد من المسؤوليات مؤكدين أنه "رجل الخير والمواقف".
تولي مقاليد الحكم
وبعد وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 29 سبتمبر/أيلول 2020، نادى مجلس الوزراء الكويتي، بولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرًا للبلاد وفقًا للدستور والمادة الرابعة من قانون توارث الإمارة.
وعقد مجلس الأمة الكويتي، في اليوم التالي، جلسة خاصة، أدى خلالها الشيخ نواف اليمين الدستورية أميرا للبلاد، متعهدا بالسير على نهج الأمير الراحل.
وتولى الشيخ نواف مقاليد الحكم في مرحلة مليئة بالتحديات، أبرزها انتشار جائحة كورونا، وتراجع أسعار النفط، إلا أنه تعهد عقب توليه الحكم أن يبذل غاية جهده وكل ما في وسعه "حفاظًا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانة كرامة ورفاه شعبها".
ومضى بالفعل لتحقيق ذلك، حيث أجريت أول انتخابات برلمانية في عهده 5 ديسمبر/كانون الأول 2020.
ومع توتر العلاقات بين الحكومة والبرلمان، كان الشيخ نواف حاضرا دائما بمبادراته الحكيمة، فأطلق مبادرة أميرية لحوار وطني بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في سبتمبر/أيلول الماضي لتهيئة الأجواء لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون وتوجيه كافة الطاقات والإمكانات لخدمة الوطن العزيز ونبذ الخلافات.
ثم أصدر مرسومين أميرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالعفو وتخفيف العقوبات عن بعض الأشخاص تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني وتعزيزا للمصالحة الوطنية.
على الصعيد الخارجي، استهل الشيخ نواف عهده بإكمال مسيرة الوساطة الكويتية التي بدأها الأمير الراحل، وكللت مساعيه بتعزيز الحوار الخليجي والتضامن بين دول مجلس التعاون في القمة الخليجية 41 التي استضافتها مدينة العلا السعودية 5 يناير/كانون الثاني 2021.
كما استمرت وتيرة العلاقات الإماراتية الكويتية المتنامية في نسق تصاعدي، تعبيرا عن العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية .
على الصعيد العربي، تأتي احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية بعد يومين من زيارتين متزامنتين للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، والجزائري عبدالمجيد تبون هي الأولى لرئيس جزائري إلى الكويت منذ 14 عاما، أجريا خلالها مباحثات منفصلة مع الشيخ نواف لتعزيز العلاقات الثنائية ودعم التعاون العربي.
ويحتفل الكويتيون بالأعياد الوطنية فيما يواصل أمير البلاد السعي بكل قوة وعزم وحزم إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورة تجسد أسمى معاني التفاف الشعب حول القيادة.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز